يهني إمام الفضل فضل إمامه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يهني إمام الفضل فضل إمامه لـ ابن أبي حصينة

اقتباس من قصيدة يهني إمام الفضل فضل إمامه لـ ابن أبي حصينة

يَهنِي إِمامَ الفَضلِ فَضلُ إِمامِهِ

وَسِجِلُّهُ بِعِراقِهِ وَبِشامِهِ

إِنَّ الَّذي قَد فاضَ مِن غُفرانِهِ

أَضعافُ ما قَد فاضَ مِن إِنعامِهِ

خَيرٌ لَهُ مِن رِفدِهِ وَعَطائِهِ

إِخلاصُ نِيَّتِهِ وَعَقدُ ذِمامِهِ

لا شَيءَ أَنفَعُ مِن تَعَطُّفِ قَلبِهِ

وَرُجُوعِهِ عَن عَتبِهِ وَمَلامِهِ

يا فَخرَ مُلكِ بَني الفَواطِمِ وَالَّذي

أَولاهُمُ في المَهدِ قَبلَ فِطامِهِ

لا يَبعُدَنَّ مُرسَلٌ أَرسَلتَهُ

فَأَتى يَقُودُ لَكَ الغِنى بِزِمامِهِ

ما كانَ مِن طَلَبَ النجاحَ تَبَجُّجاً

في قَولِهِ وَفَعالِهِ وَمَرامِهِ

إِنَّ الَّذي يَرمي السِهامَ نَوافِذاً

يَرمي وَلَيسَ تُصِيبُ كُلُّ سِهامِهِ

مُستَوجِبٌ ساعٍ يَزيدُكَ سَعيُهُ

نَفعاً إِذا ما زِدتَ في إكرامِهِ

وَمِنَ الرِجالِ ذَوِي المَحَبَّةِ ساهِرٌ

يُلهِيهِ مَدحُكَ عَن لَذيذِ مَنامِهِ

لَو ماتَ وَانكَشَفَ الثَرى عَن رَمسِهِ

لَوَجَدتَ حُبَّكَ في رَميمِ عِظامِهِ

أَولَيتَهُ الحَسَنَ الجَميلَ فَشُكرُهُ

لَكَ واجِبٌ كَصَلاتِهِ وَصِيامِهِ

يُثني بِفَضلِكَ ما اِستَطاعَ وَمالَهُ

شَيءٌ يُساعِدُهُ سِوى أَقلامِهِ

سِر حَيثُ شِئتَ مِنَ البِلادِ تَجد بِها

لَكَ عِقدَ حَمدٍ مِن غَريبِ نِظامِهِ

أَذكى نَسيماً في الفَلا مِن رَندِهِ

وَعَرارِهِ وَبَهارِهِ وَبَشامِهِ

إِنَّ البِلادَ إِذا أَرادَ مُلُوكُها

عِطراً يَدُومُ تَعَطَّرُوا بِكَلامِهِ

وَعَلى سَريرِ المُلكِ أَروَعُ ماجِدٌ

تُغَضي لَهُ الأَبصارُ مِن إِعظامِهِ

أَلشُّهبُ ما زادَت عَلى أَوصافِهِ

وَالأُسدُ ما قَدِرَت عَلى إِقدامِهِ

لَو أَنَّ هَمّاماً رَآهُ لَصَدَّهُ

عَن بِشرِهِ وَوَليدِهِ وَهِشامِهِ

أَو كانَ في زَمَن ابنِ أَوسٍ ما سَما

بِفَعالِ حاتِمِهِ وَلا ابنِ أُمامِهِ

كَرَماً مَحا ذِكرَ الكِرامِ فَلَم يَدَع

في كُلِّ عَصرٍ قِيمَةً لِكِرامِهِ

أَوفى عَلى لُقمانِهِ وَعَلا عَلى

نُعمانِهِ وَسَطا عَلى بِسطامِهِ

وَهُمُ المُلوكُ الضارِبُونَ مِنَ العُلى

بِأَكُفِّهِم في غَرزِهِ وَسَنامِهِ

أُنظُر إِلَيهِ تَرَ الضِياءَ مُشَعشِعاً

في دَستِهِ مِن حُسنِهِ وَوَسامِهِ

لَبِسَ العِمامَةَ لا يُشَكُّ بِأَنَّها

تاجٌ عَلى كِسراهُ أَو بِهرامِهِ

زَحَمَ السَماءَ بِها فَوَدَّ هِلالُها

لَو كانَ مَوضِعَ طَوقِهِ وَلِثامِهِ

طَوقٌ عَلى عُنُقِ السِماكِ يُقِلُّهُ

جَبَلٌ يَرى الأَجبالَ مِن آطامِهِ

هُوَ هالَةٌ كَالبَدرِ بَدرِ عَشِيرَةٍ

أَمِنُوا غَياهِبَ ظُلمِهِ وَظَلامِهِ

صاغُوهُ مِن سامِ النُضارِ لِماجِدٍ

كَفّاهُ حَربٌ مُنذُ كانَ لِسامِهِ

وَالدُرُّ مُشتَبِكٌ عَلَيهِ كَأَنَّهُ

حَبَبٌ طَفا مِن فَوقِ كاسِ مُدامِهِ

كَم في الرِقابِ مِنَ الصَنائِعِ مِثلُهُ

لِأَغَرَّ يَبني عزَّهُ بِحُسامِهِ

وَتَقَلَّدَ الصَمصامَ أَروَعُ سَعدُهُ

يُغنِيهِ في الهَيجاءِ عَن صَمصامِهِ

وَهَفَت عَلَيهِ عَلامَةٌ مَعقُودَةٌ

بِالعِزِّ وَالتَأييدِ مِن عَلّامِهِ

كَالرَوضَةِ الغَنّاءِ إِن نُشِرَت وَإِن

طُوِيَت فَمِثلُ النَورِ في أَكمامِهِ

بَيضاءُ مِن صافي اللُجَينِ كَأَنَّها

عِرضُ الأَميرِ مُنَزَّهاً عَن ذامِهِ

وَتَهادَتِ النُجُبُ الضِخامُ تَهادِياً

بِفِنائِهِ مِن خَلفِهِ وَأَمامِهِ

وَرَأَيتُ سَبعَةَ أَنجُمٍ في وَسطِها

بَدرٌ يَفُوقُ البَدرَ عِندَ تَمامِهِ

لَمَعَ الطَميمُ عَلَيهِمُ فَكَأَنَّهُ

خَمرٌ يُحَسَّرُ عَنهُ ثَوبُ قَتامِهِ

مُتَوَقِّداً لَولا سَحابُ أَكُفِّهِم

يُطفيهِ لالتَهَبُوا بِلَفحِ ضِرامِهِ

سَجَدُوا لأَعلامِ الإِمامِ وَإِنَّما

سَجَدُوا لِما كَتَبُوا عَلى أَعلامِهِ

يَومٌ أَغَرُّ وَنِعمَةٌ مَشكُورَةٌ

عَضَّ الحَسُودُ بِها عَلى إِبهامِهِ

لا يَعدَمُوهُ بَنُو أَبِيهِ فَإِنَّهُم

في نِعمَةٍ وَدَوامُها بَدَوامِهِ

لَولا الفَخارُ بِما أَتاهُ لَخِلتُها

تُحَفاً تَقِلُّ لِعَبدِهِ وَغُلامِهِ

لَكِنَّها تُحَفُ الإِمامِ وَبَعضُها

كافٍ وَلَو لَم يَأتِ غَيرُ سَلامِهِ

أَليَومَ عَزَّ المُسلِمونَ وَنَكَّبَت

أَعداءُ هَذا الغِيلِ عَن ضِرغامِهِ

وَأَظَنُّ مَلكَ الرُومِ لَيسَ يَرى لَهُ

حِصناً يُحَصِّنُهُ سِوى إِسلامِهِ

يا مَن يَجُودُ عَلى الوُفُودِ بِمالِهِ

جُودَ السَحابِ عَلى الرُبى بِرهامِهِ

تَمِّم جَميلَكَ بِاستاعِ غَرائِبي

إِنَّ الجَميلَ جَمالُهُ بِتَمامِهِ

وَانهَ الحَوادِثَ أَن تُلِمَّ بِساحَتي

فَالنَبتُ لا يَسقِيهِ مِثلُ غَمامِهِ

يا سامِعَ الأَصواتِ بقِّ عَدُوَّهُ

في هَذهِ الدُنيا بَقاءَ سَوامِهِ

وَأَمِت بِلُطفِكَ ضِدَّهُ وَحَسُودَهُ

يا رَبِّ مَوتَ البُخلِ في أَيّامِه

وَاحرُسهُ لَلإِسلامِ في يَقظاتِهِ

وَمَنامِهِ وَمَسيرِهِ وَمَقامِهِ

مُتَمَتِّعاً طُولَ الحَياةِ بِيَومِهِ

وَبَأمسِهِ وَبِشَهرِهِ وَبِعامِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يهني إمام الفضل فضل إمامه

قصيدة يهني إمام الفضل فضل إمامه لـ ابن أبي حصينة وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن ابن أبي حصينة

الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى. وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هـ‍ فمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هـ‍ فمنحه المستنصر لقب الإمارة. ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج. له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.[١]

تعريف ابن أبي حصينة في ويكيبيديا

ابن أبي حصينة (388 هـ - 457 هـ / 998 - 1065م)، شاعر من أهل الشام. هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الفتح، ابن أبي حصينة السلمي. ولد ونشأ في معرة النعمان. انتقل إلى حلب وكانت تحت حكم بني مرداس. حقق أسعد طلس ديوانه عندما قطن بغداد.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي حصينة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي