يشير بأذنيه إلي مخاطبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يشير بأذنيه إلي مخاطبا لـ ابن دانيال الموصلي

اقتباس من قصيدة يشير بأذنيه إلي مخاطبا لـ ابن دانيال الموصلي

يشيرُ بِأُذْنيهِ إليَّ مُخاطِباً

فأفَهمُ فَهْمَ الخُرس فَحواهُ والطُّرشِ

وأقسِمُ إنّي ما تَوَخّيْتُ لَزِّهُ

بِمِقْرَعةٍ تنكيهِ بالضّربِ والخَدْشِ

سَلوا عنهُ أَصحابَ المراغةِ إنّهُمْ

رأوه معي ما زالَ يُحْبَبُ كالكبشِ

إذا نامَ فوقَ الرَّمِاْلِ واختَبَط الثرى

لهُ الذَّنَبُ الذَّيالُ أَبدى سَطا قَرْشِ

وَكَمْ مَوْقفٍ نَقّيتُ فيهِ ذُبابَهُ

مُفَرِّقُه منْ ذلكَ الدَّنِّ والنّشِّ

وَكُنتُ كَجَنيْ الياسمينِ نَثَرتَهُ

على المخزنِ المعمورِ بالكنس والرَّشِّ

وما زالَ يُلهيني بترجيعِ صّوْتهِ

نَهيقاً عنِ الورقاءِ تهتفُ في العُشِّ

كما كانَ يُلهيني بِسَيْرِ عِذارهِ

الصَقيلِ إذا ما لاحَ عن لَعَطِ الحُبْشِ

عِذارٌ به قد قامَ عُذري بِحُبِّهِ

فيا حُسْنَهُ في عُصْبَةِ القُشُب الرُّقْشِ

فيا لَيْتَهُمْ إذْ حمّلوهُ متاعَهُمْ

حُمِلتُ ولا عاينتُ ذاك على النّعشِ

وما ساءَني لمّا نطقتُ بِبَيْعهِ

سِوَى وَحْشَتَي من ذلكَ المنظَرِ الهَشِّ

وقد سالَ من همي الغداةَِ وَعَينه

منَ الدِّمْعِ ما يُعمي المتّيمَ أو يَعسي

ولم أنسَهُ إذْ حَنَّ نَحوي وَكُلّما

تَجافاهُ مولاهُ تشاغَلَ بالقُشِّ

لَقَد كانَ ذُخري في الدَّواب وَعُمدَتي

وَمَوْثل آمالي وَعَوْني على بَطْشي

إخالُ بهِ الأَرضينَ يُطوى بَعيدُها

فَوا أَسفي إذْ صرْتُ منْ بَعْدِهِ أمشي

وما بالَ تحتي قَطُّ مذْ كُنْتُ أَغتَدى

عليهِ ولم يَبْحَثْ عن الأَكلِ بالنَبشِ

وما كانَ ذا جُبْنٍ على أنَّ بولَهُ

تراهُ إذا ما بالَ أبيضَ كالمشِّ

وما كانَ ممّنْ يَنْشُقُ البولَ كالذي

يتوقُ إذا لاحَتْ أتانٌ إلى الفُحش

وما كانَ يُدلي قَطُّ يوماً بحُجَة

إلى القَفْزِ إلاَّ خَلتُهُ نابلاً أَقْشِ

وما كانَ ممَنْ يُسرعُ الخطوَ نَهمةً

ولا يَتَمَطّى إلاَ كلَ للْحَبِّ إذْ عُشتي

ولا كانَ رفَاساً ولا كانَ شامساً

ولا كانَ كَدَّاماً يُكَلِّمُ بالنّهْشِ

ولا كنَ همّازاً ولا كانَ غامزاً

ولا بأحصَّ أزعَنَ واسعِ الكَرِشِ

وقد كانَ مَهما حُشَّ فَرْطاً أو دلُّو

أُشارِكُهُ في ذلكَ الأًَكلِ للْحش

وَهَلْ من ندِيمٍ مثلهِ وَهْوَ إن جَفَا

تغاضى ولا يومي بسرِّيْ ولا يُفْشي

وأصعَبُ ما لاقيتُ بعدَ فِراقه

مقالَ الذي إن قلتُ آه يَقُلْ مَشِّي

تَراني أكَلْتُ البنجَ يوم ابتياعه

وأصبحتُ يَكَاً إذْ غُلِبتُ بِشاسِشِّي

ضَرَبْتُ عليهِ بالشَعيرِ فقيلَ لي

يُردُّ ودُوِّي لو يَرُدُّوهُ بالأرش

سأشكو وقد صَرَّمْتُ أيّامَ هجرِهِ

بموقفِ أحزاني إلى ساكن العرش

شرح ومعاني كلمات قصيدة يشير بأذنيه إلي مخاطبا

قصيدة يشير بأذنيه إلي مخاطبا لـ ابن دانيال الموصلي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ابن دانيال الموصلي

الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال. شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها. ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره. وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن دانيال الموصلي في ويكيبيديا

شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف بن معتوق الخزاعي الموصلي، لقب بـ الشيخ والحكيم (أم الربيعين، الموصل، 647 هـ / 1249م - القاهرة، 18 جمادي الآخرة 710 هـ / 1311م)، طبيب رمدي (كحال) وشاعر وفنان عاش في العصر المملوكي وبرع في تأليف تمثليات خيال الظل وتصوير حياة الصناع والعمال واللهجات الخاصة بهم وحاكى بطريقة مضحكة لهجات الجاليات التي كانت تعيش في مصر في زمنه. من أشهر تمثلياته التي لا تزال مخطوطاتها موجودة «طيف الخيال»، و«عجيب غريب» و«المتيم وضائع اليتيم». تعتبر أعماله تصوير حي لعصره. وصفه المؤرخ المقريزى بأنه كان كثير المجون والشعر البديع، وأن كتابه طيف الخيال لم يصنف مثله في معناه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي