يريك قوامها الغصن الرطيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يريك قوامها الغصن الرطيب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة يريك قوامها الغصن الرطيب لـ السري الرفاء

يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ

ولحظَ جفونِها الرشأُ الربيبُ

غَداةَ بَدا لها خدٌّ أسيلٌ

يُنَمنِمُ وشيَه كفٌّ خَضيبُ

وأدناها من الصبِّ التنائي

كذاكَ الشمسُ يُدنيها الغروبُ

فمن خدٍّ تخدِّدُه دموعٌ

ومن قلبٍ يُقلِّبُهُ حبيبُ

بظبيٍ في الخيامِ له مُرادٌ

وبدرٍ في الخدورِ له مَغيبُ

فكم بَعُدَ الرقيبُ فأسعفَتْني

صروفُ الدهرِ إذ بَعُدَ الرقيبُ

بصبحٍ من محاسِنِه تجلَّى

وليلٍ من ذوائِبه يذوبُ

رويدَك أيُّها القلبُ المُعَّنى

وقَصركَ أيُّها الدمعُ السّكوبُ

تناءى الجودُ حتى ليس يدنو

وغابَ البِشرُ حتى ما يَؤوبُ

وأُخِّرَ حاذقٌ في الشِّعرِ طِبٌّ

وقُدِّمَ سارقٌ فيه مُرِيبُ

كبعضِ الصيَّدِ يُرزَقُ منه مُخطٍ

ويُحرَمُ خيرَه الرامي المصيبُ

سأُغرِبُ في الثناءِ على ابنِ فهدٍ

فما هو في الورى إلا غريبُ

تألَّقَ والخطوبُ لها ظَلامٌ

فأسفرَ والظَّلامُ له قُطوبُ

وقد قَرِحَتْ على الجُودِ المآقي

وقد شُقَّتْ على الشِّعْرِ الجُيوبُ

حُلِيٌّ من حِلَى الآدابِ يُغْني

بحِليَتهِ وشيمَتهِ الأديبُ

إذا شيمَتْ بوارقُه استهلَّت

سماءٌ من مواهبِه تصوَّبُ

سَمَتْ بأبي الفوارس في المعالي

ضرائبُ ما له فيها ضريبُ

فَمِنْ حَزمٍ تَدينُ له الليالي

وَمِنْ رأيٍ تَدِينُ به الغُيوبُ

وزادَ الأَزْدَ مأثَرةً فأمسَى

لها من كلِّ مكرُمَةٍ نَصيبُ

مَنحْتَ وليَّكَ النِّعَمَ اللواتي

كفَتْه كلَّ نائبةٍ تنوبُ

وبُيِّنَ رَحْبُ صدرِكَ من خلالٍ

يَضيقُ بوسْعِها الصَّدرُ الرَّحيبُ

فلما راقَ ناظِرَةَ الليالي

شبابُ الأُنسِ عاجلَه المَشيبُ

متى يَثني إليه عِنانَ بِشْرٍ

فتَثْني عنه أوجُهَها الخطوبُ

فقد نشرَ الثَّناءَ عليك منه

خطيبٌ ليس يُشْبِهُه خَطيبُ

فسيَّرَ منه وَشْياً ليسَ يَبْلى

وأطلعَ منه شَمْساً لا تَغيبُ

وقد غرسَتْ يمينُك منه غَرْساً

فصُنْهُ أن يُلِمَّ به شُحوبُ

أَيقرُبُ منك ذو نَسَبٍ بعيدٍ

ويبعُدُ مَنْ له نَسَبٌ قريبُ

ومَدْحٍ فوَّقَتْه لك المعالي

فجاء كأنه بُردٌ قَشيبُ

إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً

تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ

فمن حُسْنِ الصنائعِ فيه حُسْنٌ

ومن طيبِ المحامدِ فيه طيبُ

وليسَ يَفوحُ زَهرُ الرَّوضٍ حتى

تفتِّحَهُ شَمالٌ أو حَنوبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يريك قوامها الغصن الرطيب

قصيدة يريك قوامها الغصن الرطيب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي