يحييك بالريحان والروح من قبر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يحييك بالريحان والروح من قبر لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة يحييك بالريحان والروح من قبر لـ لسان الدين بن الخطيب

يُحَيِّيكَ بالرّيْحانِ والرَّوْحِ منْ قَبْرٍ

رِضا اللهِ عمّنْ حلّ فيكَ مدَى الدّهْرِ

الى أنْ يَقومَ النّاسُ تعْنوا وُجوهُهُمْ

الى باعِثِ الأمْواتِ في موْقِفِ الحَشْرِ

ولَسْتَ بقَبْرٍ إنّما أنتَ روْضَةٌ

منعَّمَةُ الرَّيْحانِ عاطِرَةُ النّشْرِ

ولوْ أنّني أنْصَفْتُكَ الحَقَّ لمْ أقُلْ

سِوى يا كِمامَ الزّهْرِ أو صَدَفَ الدّرِّ

ويا مَلْحَدَ التّقوى ويا مَدْفَنَ الهدى

ويا مَسْقِطَ العَليا ويا مَغْرِبَ البَدْرِ

لقد حطّ فيكَ الرّحْلَ أيُّ خليفةٍ

أصيلِ المَعالي غُرّةٍ في بَني نَصْرِ

لقدْ حلّ فيكَ العِزُّ والمَجْدُ والعُلا

وبدْرُ الدُّجى والمُسْتَجارُ منَ الذُّعْرِ

ومنْ كأبي الحَجّاجِ حامي حِمى الهُدى

ومَنْ كأبي الحجّاجِ ماحي دُجى الكُفْرِ

إمامُ الهُدى غيثُ النّدى دافِعُ العِدى

بَعيدُ المَدى في حوْمَةِ المجْدِ والفَخْرِ

سُلالَةُ سعْدِ الخزْرَجِ بْنِ عُبادةٍ

وحسْبُكَ من بيْتٍ رفيعٍ ومنْ قَدْرِ

إذا ذُكِرَ الإغْضاءُ والحِلْمُ والتُّقى

وحدّثْتَ عنْ عَلْياهُ حدِّثْ عنِ البَحْرِ

تخَوَّنَهُ صرْفُ الزّمانِ وهلْ ترى

بقاءً لحَيٍّ أو دَواماً على أمْرِ

هوَ الدّهْرُ ذو وجْهَيْنِ يوْمٍ ولَيلَةٍ

ومَنْ كان ذا وجْهَيْنِ يُعْتِبُ في غَدْرِ

تولّى شَهيداً ساجِداً في صَلاتِهِ

أصيلَ التُّقى رطْبَ اللِّسانِ منَ الذِّكْرِ

وقد عرَفَ الشّهْرُ المُبارَكُ حقَّ ما

أفاضَ منَ النعْمى ووفّى منَ البِرِّ

وباكَرَ عيد الفِطْرِ والأمْرُ مُبْرَمٌ

وليسَ سِوى كأس الشّهادَةِ من فِطْرِ

أُتيحَ لهُ وهْوَ العَظيمُ مَهابَةً

وقَدْراً حَقيرُ الذّاتِ والخُلْقِ والقَدْرِ

شَقيّ أتَتْهُ منْ لدُنْهُ سَعادَةٌ

ومُنْكرُ قومٍ جاءَ بالحادِثِ النّكْرِ

وما غضّ منْ عالٍ جِنايةُ سافِلٍ

وأسْبابُ حُكْم اللهِ جلّتْ عنِ الحَصْرِ

فهذا عليٌّ قد قضى بابْنِ مُلْجَم

وأوْقَعَ وحْشيُّ بحمْزَةَ ذي الفَخْرِ

نُعِدُّ السّيوفَ المشرَفيّةَ والقَنا

ويطرُقُ أمْرُ اللهِ منْ حيثُ لا نَدْري

ومَنْ كان بالدّنْيا الدنيّةِ واثِقاً

على حالَةٍ يوْماً فقدْ باءَ بالخُسْرِ

فَيا ملِكَ المُلْكِ الذي ليْسَ ينْقَضي

ويا مَنْ إلَيْهِ الحُكْمُ في الخَلْقِ والأمْرِ

تغمّدْ بسِتْرِ العَفْوِ منْكَ ذُنوبَنا

فلَسْنا نرَجّي غيْرَ عَفْوَكَ منْ سِتْرِ

وخُصَّ أميرَ المُسْلمينَ برَحْمَةٍ

تُبوّئُهُ دارَ المُقامَةِ والأجْرِ

فما عِندَكَ اللهمّ خيرٌ ثَوابُهُ

وأبْقى ودُنْيا المرْءِ خُدْعَةُ مغْتَرِّ

وصَلِّ على الهادي المُشفَّعِ ما بَدَتْ

سِماتُ الصّباحِ الطّلْقِ في مطْلِعِ الفَجْرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يحييك بالريحان والروح من قبر

قصيدة يحييك بالريحان والروح من قبر لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي