يجانبنا في الحب من لا نجانبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يجانبنا في الحب من لا نجانبه لـ البحتري

اقتباس من قصيدة يجانبنا في الحب من لا نجانبه لـ البحتري

يُجانِبُنا في الحُبِّ مَن لا نُجانِبُه

وَيَبعُدُ مِنّا في الهَوى مَن نُقارِبُه

وَلا بُدَّ مِن واشٍ يُتاحُ عَلى النَوى

وَقَد تَجلُبُ الشَيءَ البَعيدَ جَوالِبُه

أَفي كُلِّ يَومٍ كاشِحٌ مُتَكَلِّفٌ

يُصَبُّ عَلَينا أَو رَقيبٌ نُراقِبُه

عَنا المُستَهامَ شَجوُهُ وَتَطارُبُه

وَغالَبَهُ مِن حُبِّ عَلوَةَ غالِبُه

وَأَصبَحَ لا وَصلُ الحَبيبِ مُيَسَّرٌ

لَدَيهِ وَلا دارُ الحَبيبِ تُصاقِبُه

مُقيمٌ بِأَرضٍ قَد أَبَنَّ مُعَرِّجاً

عَلَيها وَفي أَرضٍ سِواها مَآرِبُه

سَقى السَفحَ مِن بِطياسَ فَالجيرَةِ الَّتي

تَلي السَفحَ وَسمِيُّ دِراكٌ سَحائِبُه

فَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّها ثَمَّ ناعِماً

بِعَينَي عَليلِ الطَرفِ بيضٌ تَرائِبُه

مَتى يَبدُ يَرجِع لِلمُفيقِ خَبالُهُ

وَيَرتَجِعِ الوَجدَ المُبَرِّحَ واهِبُه

وَلَم أَنسَهُ إِذ قامَ ثانِيَ جيدِهِ

إِلَيَّ وَإِذ مالَت عَلَيَّ ذَوائِبُه

عِناقٌ يَهِدُّ الصَبرَ وَشكَ اِنقِضائِهِ

وَيُذكي الجَوى أَو يَسكُبَ الدَمعَ ساكِبُه

أَلا هَل أَتاها أَنَّ مُظلِمَةَ الدُجى

تَجَلَّت وَأَنَّ العَيشَ سُهِّلَ جانِبُه

وَأَنّا رَدَدنا المُستَعارَ مُذَمَّماً

عَلى أَهلِهِ وَاِستَأنَفَ الحَقَّ صاحِبُه

عَجِبتُ لِهَذا الدَهرِ أَعيَت صُروفُهُ

وَما الدَهرُ إِلّا صَرفُهُ وَعَجائِبُه

مَتى أَمَّلَ الدَيّاكُ أَن تُصطَفى لَهُ

عُرى التاجِ أَو تُثنى عَلَيهِ عَصائِبُه

فَكَيفَ اِدَّعى حَقَّ الخِلافَةِ غاصِبٌ

حَوى دونَهُ إِرثَ النَبِيِّ أَقارِبُه

بَكى المِنبَرُ الشَرقِيُّ إِذ خارَ فَوقَهُ

عَلى الناسِ ثَورٌ قَد تَدَلَّت غَباغِبُه

ثَقيلٌ عَلى جَنبِ الثَريدِ مُراقِبٌ

لِشَخصِ الخِوانِ يَبتَدي فَيُواثِبُه

إِذا ما اِحتَشى مِن حاضِرِ الزادِ لَم يُبَل

أَضاءَ شِهابُ المُلكِ أَم كَلَّ ثاقِبُه

إِذا بَكَرَ الفَرّاشُ يَنثو حَديثَهُ

تَضاءَلَ مُطريهِ وَأَطنَبَ عائِبُه

تَخَطّى إِلى الأَمرِ الَّذي لَيسَ أَهلَهُ

فَطَوراً يُنازيهِ وَطَوراً يُشاغِبُه

فَكَيفَ رَأَيتَ الحَقَّ قَرَّ قَرارُهُ

وَكَيفَ رَأَيتَ الظُلمَ آلَت عَواقِبُه

وَلَم يَكُنِ المُغتَرُّ بِاللَهِ إِذ سَرى

لِيُعجِزَ وَالمُعتَزُّ بِاللَهِ طالِبُه

رَمى بِالقَضيبِ عَنوَةً وَهوَ صاغِرٌ

وَعُرِّيَ مِن بُردِ النَبِيِّ مَناكِبُه

وَقَد سَرَّني أَن قيلَ وُجِّهَ مُسرِعاً

إِلى الشَرقِ تُحدى سُفنُهُ وَرَكائِبُه

إِلى كَسكَرٍ خَلفَ الدَجاجِ وَلَم تَكُن

لِتَنشَبَ إِلّا في الدَجاجِ مَخالِبُه

لَهُ شَبَهٌ مِن تاجَوَيهِ مُبَيِّنٌ

يُنازِعُهُ أَخلاقَهُ وَيُجاذِبُه

وَما لِحيَةُ القَصّارِ حينَ تَنَفَّشَت

بِجالِبَةٍ خَيراً عَلى مَن يُناسِبُه

يَجوزُ اِبنُ خَلّادٍ عَلى الشِعرِ عِندَهُ

وَيُضحي شُجاعٌ وَهوَ لِلجَهلِ كاتِبُه

فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الحَرامِ وَمَن حَوَت

أَباطِحُهُ مِن مُحرِمٍ وَأَخاشِبُه

لَقَد حَمَلَ المُعتَزُّ أُمَّةَ أَحمَدٍ

عَلى سَنَنٍ يَسري إِلى الحَقِّ لاحِبُه

تَدارَكَ دينَ اللَهِ مِن بَعدِ ما عَفَت

مَعالِمُهُ فينا وَغارَت كَواكِبُه

وَضَمَّ شَعاعَ المُلكِ حَتّى تَجَمَّعَت

مَشارِقُهُ مَوفورَةً وَمَغارِبُه

إِمامُ هُداً يُرجى وَيُرهَبُ عَدلُهُ

وَيَصدُقُ راجيهِ الظُنونَ وَراهِبُه

مُدَبِّرُ دُنيا أَمسَكَت يَقَظاتُهُ

بِآفاقِها القُصوى وَما طَرَّ شارِبُه

فَكَيفَ وَقَد ثابَت إِلَيهِ أَناتُهُ

وَراضَت صِعابَ الحادِثاتِ تَجارِبُه

وَأَبيَضُ مِن آلِ النَبِيِّ إِذا اِحتَبى

لِساعَةِ عَفوٍ فَالنُفوسُ مَواهِبُه

تَغَمَّدَ بِالصَفحِ الذُنوبَ وَأَسجَحَت

سَجاياهُ في أَعدائِهِ وَضَرائِبُه

نَضا السَيفَ حَتّى اِنقادَ مَن كانَ آبِياً

فَلَمّا اِستَقَرَّ الحَقُّ شيمَت مَضارِبُه

وَمازالَ مَصبوباً عَلى مَن يُطيعُهُ

بِفَضلٍ وَمَنصوراً عَلى مَن يُحارِبُه

إِذا حُصِّلَت عُليا قُرَيشٍ تَناصَرَت

مَآثِرُهُ في فَخرِهِم وَمَناقِبُه

لَهُ مَنصِبٌ فيهِم مَكينٌ مَكانُهُ

وَحَقٌّ عَلَيهِم لَيسَ يُدفَعُ واجِبُه

بِكَ اِشتَدَّ عُظمُ المُلكِ فيهِم فَأَصبَحَت

تَقِرُّ رَواسيهِ وَتَعلو مَراتِبُه

وَقَد عَلِموا أَنَّ الخِلافَةَ لَم تَكُن

لِتَصحَبَ إِلّا مَذهَباً أَنتَ ذاهِبُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة يجانبنا في الحب من لا نجانبه

قصيدة يجانبنا في الحب من لا نجانبه لـ البحتري وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي