يا والدي قد جفانا بعدك الوسن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا والدي قد جفانا بعدك الوسن لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة يا والدي قد جفانا بعدك الوسن لـ عبد الحميد الرافعي

يا والدي قد جفانا بعدك الوسن

وغال افلاذنا التبريح والحزن

كنا على حذر من طول بينك يا

مولاي حتى دهانا بالاسى الزمن

سريت تقصد حجّ البيت ممتلئاً

شوقاً تهيج به الأحشاء والبدن

وبعد أن نلت ما ترجو وقد قُضيت

تلك الفروض ببيت الله والسنن

وافاك ثم قضاء اللَه وا أسفي

عليك يا سيداً تُمحى به الأحن

ما زلت تذكر أحباباً هناك قضوا

حتى توسّدت في المعلى الذي قطنوا

لك الهناء بذياك الجوار فكم

تهمي العطايا على من فيه قد دفنوا

لكن لنا من نواك الحزن اجمعه

يغشى ضمائرنا والوجد والشجن

أشكو نواك وما الشكوى بنافعة

ما بعد بينك إلا الكرب والمحن

صَبَرت قلبي وما يجدي تَصبُّرهُ

ان الحزين بفقد الصبر ممتحن

وكيف يملك صبراً واجد دنِف

قد غاله المتلِفان الهمّ والوهن

لو يقبل الموت منا فدية لغدا

لك الفدا معي الاهلون والوطن

لكنما الكون مجراه إلى عدم

محض فلا زخرف يبقى ولا سكن

والموت حتم على كل الأنام فما

ينجي من الموت أقدام ولا جُبُن

ولا حصون منيعات مشيدة

ولا سهول وسيعات ولا قنن

يا منتقى علماء الأرض قاطبة

ومن به يتباهى الفضل والفِطَن

لِلّه كل لك في نشر العلوم يد

بشكرها يتواصى السر والعلن

وكم لعلياك في الفتيا مآثر لا

تفنى وكم لك في فصل القضا مِننَ

وكم وكم لك في الأحكام من حكم

بذكرها يتناغى الشام واليمن

لك العدالة طبع والتقى خلق

وعزة النفس برد ما به درن

وإنما الفخر كل الفخر يجمعه

علم به العلم المبرور مقترن

قد كنت بين رجال العلم منفرداً

بنصرة الدين إذ عاثت به الفتن

لم تخش في اللَه يوماً لوم لائمة

ولم يشب أبداً اخلاصك الضَغَن

وكيف تبغي هوى نفس وانت على

شريعة المصطفى الغرّاء مؤتمن

وكنت أجود من صوب الغمام يدا

والكون عندك شيء ما له ثمن

ما ينفع المرء ما يجنيه من نشب

والقلب مفتقر والمال مختزن

لم يُخلق المال إلا للنوال ومن

ينفقه في الخير فهو الكيس الفطِن

شمائل جدكَ الفاروق اورثها

بحسنها كل من في الكون مفتتن

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا والدي قد جفانا بعدك الوسن

قصيدة يا والدي قد جفانا بعدك الوسن لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي