يا هل ترى زمن القرينة يرجع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا هل ترى زمن القرينة يرجع لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة يا هل ترى زمن القرينة يرجع لـ ابن نباتة السعدي

يا هَلْ تُرى زمَنُ القَرينَةِ يَرْجِعُ

أو مِثل كَوكَبِنا بِرامَةَ يَطلعُ

إنّ الذينَ من الوَداعِ تطيّرُوا

والحَيُّ منهُم ظاعِنٌ ومُشيعُ

لو يعْلَمون من المقادر علمَنا

لَشَفَوا من النظرِ العيونَ وودّعوا

أنكرتُ عِزّي بعدَهم ومهنّدي

عَضْبٌ وعزْمي في الكريهةِ أجمَعُ

فاليومَ أُخدعُ بالسّرابِ فأطمعُ

ويُراحُ لي سِجْنُ الهوانِ فأرتَعُ

ما كان يحسَبُ سيفُ دولةِ هاشمٍ

أنّي لشيءٍ بعدَهُ أتضعضعُ

خالفتُه فيما أرادَ فِعالَهُ

والدّهْرُ يفعلُ ما يُريدُ ويَصنعُ

فتركتُه يدْعو بأقصى صوتِهِ

ويظُنّ أنّي غافلٌ لا أسْمَعُ

لم يثْنِني بذْلُ الرّغائبِ نحوَهُ

حتى انثَنى لي خدُّه والأخْدَعُ

لا يُبْعِدُ اللهُ الأراقمَ غِلْمَةً

رَكِبوا الفِرارَ من الهَوانِ فأسْرَعوا

ومقالَتي لهُم بتربتةِ مَنْبِجٍ

ونحورُنا فيها الأسنّةُ تلْمَعُ

لا تبخَلوا بنُفوسِكم عن وَقفةٍ

عَذُبَ الحِمامُ بها وطابَ المَصْرَعُ

حَذَرَ المذلّةَ طارَ قيسٌ هارِباً

لمّا رأى عَبْساً إلَيْها تَرجِعُ

فَمَضى يُداوي بالحِمامِ فؤادَهُ

إنّ الحِمامَ من المذلّةِ ينفعُ

ما كانَ لو قبلَ الدنيّةَ خالداً

فلأيِّ شيءٍ يسْتكينُ ويخضعُ

غنّيْتُ باسمِ أبي العَلاءِ ومَدْحِهِ

رَكْباً على أكوارِهم لم يَهجَعوا

سَلبوا إليْهِ نشاطَ كلِّ نجيبةٍ

حسَدَتْ قوائمَها الرياحُ الأربعُ

طالعنَ شربةَ من معاركِ جوشَنٍ

والشمسُ في أفقِ المغاربِ تضجَعُ

وشَقَقْنَ أردِيةَ الظّلامِ بعَرعَرٍ

ونُجومُهُ حولَ المجرةِ تكْرَعُ

نَهْنَهْنَ مِنها وارداً لا يَرعَوي

وثَنَيْنَ منها شارِباً لا يَنقعُ

حتى إذا لمَعَ الصّباحُ كأنّهُ

ثَغْرٌ تبسّمَ عنه قَيْنٌ أسْفَعُ

وعزفنَ في ريحِ الصَّبا من صاعدٍ

نفحاتِ مسكٍ تستطيرُ وتَسطَعُ

كادت تُجَنُّ من الحنينِ وسامُها

زُجرٌ يُقادُ بهِ الحَرونُ فيتبعُ

تَحْدو الجماجمُ بالمناسمِ بعدَما

ألقى الحداةُ عِصيّهم وتَصدّعوا

وبدا لَهُنّ مع الغزالةِ ماجدٌ

أبْهى وأجملُ في العيونِ وأرْفَعُ

سامي قناةَ الأنفِ تُبرقُ وجهَه

في كلِّ خطبٍ يَدلَهِمُّ ويَفْظَعُ

خِلْنا التّزعزعَ من سَجيّاتِ القَنا

فإذا القَنا من خوفِه يتزعزعُ

وإذا مطارُ الهامِ حوّمَ فوقَه

رفعتْ عَجاجَتَه النّسورُ الوُقَّعُ

مالي رأيتُكَ لا تُسَرُّ بليلةٍ

حتى تجوعَ بها وضيفُكَ يشبعُ

وإذا كُفِرْتَ صنيعةً أسديتَها

لم يَثنكَ الكفرانُ عمّا تَصنعُ

أمن الصوارمِ نستعيرُ عَزائماً

أمْ من عزائمكَ الصّوارمُ تُطْبَعُ

أغنيتَ عِزَّ المُلكِ عن أنصارِهِ

وقَمَعْتَ خَطْباً مثْلَهُ لا يُقْمَعُ

مازلتَ تَطْمِسُ كلّ طرفٍ طامحٍ

حتى انطَوى طيَّ الجريرِ الأشجعُ

وأبوه حينَ رأى الجزيرةَ جمرةً

لا تُستَطاعُ وصَمغةً ما تُقلَعُ

فإذا السوابقُ كالسِّهامِ مَوارِقاً

تجتابُ أرديةَ العَجاجِ وتَخْلَعُ

حتى رمى بكَ فوقَ آمالِ العِدى

كالدّهْرِ تُعطى ما تَشاءُ وتَمنَعُ

كَرِهوا طِعانَكَ إذْ مدَدْتَ إليهمُ

كفّاً أنامِلُها رماحٌ شُرّعُ

ما تَعْدِمُ الرمحَ المثقفَ كعبَه

في الحربِ مادامتْ بكفّكَ إصبَعُ

فرت بنو لقْمانَ عن أحْسابِها

والضّربُ يُنْثَرُ والأسنّةُ تُجْمَعُ

وكأنّما الأسيافُ يومَ لَقيتَهُم

في الهامِ إجلالاً لوجهكَ تركَعُ

وهم غُداةُ الدينِ يومَ تجمّعُوا

جيشاً يَضيقُ به الفضاءُ ويَظلعُ

علِموا عشيةَ واجهتكَ ظهورُهم

أنّ الظُّبا بنفوسهم لا تَقنَعُ

لمّا استغاثَ بكَ اللواءُ نصرتَهُ

بيدٍ يصول بها الكَهامُ فيَقْطَعُ

وفوارسٌ لا يحفظونَ نُفوسَهم

إلاّ إذا نبذوا الحياةَ وضيّعوا

وإذا تسربلت الدروعُ فإنّما

هدفُ الرّماحِ نحورُهم والأضلُعُ

قومٌ سيوفُ الهندِ تطمعُ فيهمُ

والعارُ في أعراضِهِمْ لا يطمعُ

ما كانَ إلاّ لفتةً من ناظرٍ

حتى عصفتَ بهمْ وفُضَّ المجمعُ

ولّوا وكمْ هَزَمَتْهُمُ من طعنةٍ

تنفي السبارَ وضربةٍ ما تُرقعُ

ومُفاضةٍ كَرهَ السنانُ جِدالَها

قد مَرّ فيها الرمحُ لا يتَتَعْتَعُ

وتبادرتْ أيديهمُ ورؤوسُهُمْ

في الجوِّ تخفِضُها السيوفُ وتَرفعُ

فكأنّهُمْ حسِبوا النجومَ ذَوائباً

فسَمَتْ إليْها هامُهُمْ والأذْرُعُ

لكَ كلُّ يومٍ في المكارمِ غايةٌ

تستصغِرُ الماضي لِما يُتَوقّعُ

فِطرٌ وصومٌ أنتَ فِينا قبلةٌ

كالسّيفِ مخماصُ الأصائلِ أروعُ

لا تستفزِكَ حالةٌ عن حالةٍ

هيهاتَ غيرُكَ بالخطوبِ يُروَّعُ

أمن القضيةِ أنْ تفوتَ أنامِلي

ويدُ المقصِّرِ في نَداكَ تبَوَّعُ

كالغيثِ تُحرَمُه المزارعُ والقُرى

حيناً وتُرزَقُهُ الفَلاةُ البَلْقَعُ

سأسيرُ سيرَ فتىً تنظرَ بارقاً

لم يروِهِ وهو السّحابُ الممرعُ

يأبى مُقامي في مكانٍ واحدٍ

دهرٌ بتفريقِ الأحبّةِ مُولَعُ

كفكِفْ قِسيّكَ يا فراقُ فإنّهُ

لم يبقَ في قلْبي لسهمكَ موضعُ

يومٌ أحرُّ من الصّبابةِ في الهَوى

وأمَرُّ من ثكلِ البَنين وأوجَعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا هل ترى زمن القرينة يرجع

قصيدة يا هل ترى زمن القرينة يرجع لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ستون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي