يا نعش ما يصنع الفصيح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا نعش ما يصنع الفصيح لـ حيدر الحلي

اقتباس من قصيدة يا نعش ما يصنع الفصيح لـ حيدر الحلي

يا نعش ما يصنع الفصيحُ

لم أدرِ ماذا به يبوحُ

وأيُّ معنًى إليه يغدو

في وصفِ معناك أو يروحُ

هل فلكٌ أنتِ من علاه

إليه طرفُ السهى طموحُ

وقد جرت زهرة المعالي

فيه لغربٍ هو الضريحُ

أو أنتِ نعش به مسجًّى

جسمٌ لجسمِ العفاف روحُ

مناسب الفخر شيعته

والحسبُ الخالص الصريحُ

سرى على الأرض حاملوه

وهو بأُفق السما يلوحُ

وخلفه والهٌ ثكولٌ

أمُّ العُلى دمعها سفوحُ

تطارحُ الورقَ وهي تدعو

على مَ ورقُ الحمى تنوحُ

ما هي والوجد تدَّعيه

قلبي لا قلبها الجريحُ

تضمُّ أضلاعُها حشاها

ولي حشاً ضمَّها الضريحُ

في طلحِها إلفُها وإلفي

عن وطني شخصها طليحُ

أصمَّ فيها النعيُ سمعي

مذ جاءَ من فارس يصيحُ

تلك المفداةُ ساورتها

شكيَّةٌ ما لها نزوحُ

فلم تمرض بذات قربى

لها بشكوى الضنى تبوحُ

حتَّى قضت حيث ما عليها

في غربة البينِ من ينوحُ

نعم بكت بقعةٌ تصلِّي

فيها وشهبُ السما جنوحُ

وانتحبَ الكاتبان إذ قد

فاتهما وردُها الصحيحُ

فليغتد اليوم كلُّ خدرٍ

أعمادُ أسجافه تطيحُ

فربَّةُ الاحتجاب أضحت

حجابُها اللحد والضريحُ

قد غاضَ ماءُ الحياء يندى

به ثرًى نشرُه يفوحُ

توسدت والعفاف فيه

يضمُّه جيبُها النصيحُ

شلَّت أكفُّ الزمان ماذا

من حرم المجد يستبيحُ

إليه دبَّ الضِراء لمَّا

أبدى بأن جاء يستميحُ

واغتالَ محجوبة بخدرٍ

يحوطها السؤددُ الصريحُ

والعزُّ عنه يذبُّ ما لا

يذبّه الفارس المشيحُ

ومن أبي المصطفى حماه

في منعة ما لها مبيحُ

ذاك الذي راحتاه كلٌّ

على الورى ديمةٌ دلوحُ

بالطبع مستحلبٌ نداه

إن حلب الغاديات ريحُ

كأنَّ منها البنانَ ضئرٌ

يرتضعُ الدهرُ ما تميحُ

مستعذَبٌ جودُه المرجَّى

مباركٌ وجهه الصبيحُ

تقرأ في الوجه منه هذا

خاتم أهل الندى المنوحُ

لا يشتري الحمدَ بالعطايا

إذ كانَ من حقِّه المديحُ

لكنَّه مذ نشا إلى أن

من شيبه استكمل الوضوحُ

يتاجر اللهَ كلَّ يومٍ

بما حوتْ كفُّه السموحُ

حتَّى لقالَ الورى جميعاً

هذا هو المتجرُ الربيحُ

كم ريضَ للناسِ فيه أمرٌ

صعبٌ على غيره جموحُ

ينشقُ طيب الفخار محضاً

من عطف عليائه يفوحُ

أغرُّ يلقى الوفودَ طلقاً

والعامُ في وجهه كلوحُ

إن ناضلَ الخصمَ ردَّ فاه

مع أنَّه الناطقُ الفصيحُ

لسانه ميِّتٌ مسجًّى

والفمُ منه له ضريحُ

ما هو إلاَّ خضمُّ علمٍ

منه ذوو العلم تستميحُ

بل هو عنوانُ كلّ فضلٍ

وهم جميعاً له شروحُ

ونيِّرٌ في سماءِ مجدٍ

بنوه شهبٌ به تلوحُ

يا من غدا ربعهم وفيه

أمُّ الردى منتجٌ لقوحُ

ومن صفات الوقار تمَّت

فيهم ومنها الحجى الرجيحُ

تلك التي عنكم استقلَّت

عيسُ المنايا بها تسيحُ

طوبى لها جاورت ضريحاً

عن جاره ربُّه صفوحُ

واضطجعت في حمى ضجيعٍ

حميّه آدمٌ ونوحُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا نعش ما يصنع الفصيح

قصيدة يا نعش ما يصنع الفصيح لـ حيدر الحلي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن حيدر الحلي

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء. له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط) ،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين. له كتب منها: (كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ) ، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ) .[١]

تعريف حيدر الحلي في ويكيبيديا

السيد حيدر بن سليمان الحلي (28 يناير 1831 - 5 ديسمبر 1886) شاعر عراقي في القرن 19 م/13 هـ. ولد في الحلة في عائلة حسينية. مات أبوه وهو طفل فنشأ عند عمه مهدي بن داود الذي تخرج عليه في الأدب وعلى حسن الفلوجي. نبغ في الشعر الديني وله ديوان أسماه الدر اليتيم وأشهر نظمه حولياته في رثاء الحسين بن علي. له كتب منها العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل و الأشجان في مراثي خير إنسان ودمية القصر في شعراء العصر. توفي في مسقط رأسه ودفن في العتبة العلوية بالنجف.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حيدر الحلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي