يا نسيما هب وهنا حاملا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا نسيما هب وهنا حاملا لـ أديب التقي

اقتباس من قصيدة يا نسيما هب وهنا حاملا لـ أديب التقي

يا نَسيماً هَبَّ وَهَناً حامِلاً

مِن رُبى الزَوراء لي أَذكى أَريج

كُنتَ لي بَرداً عَلى حرّ جَوىً

هاجَ ذكراكَ لَنا فيما يَهيج

أَعلى العَهد تَرى أَحبابنا

لَم يَزالوا أَم تَراهُم مَعرِضين

أَنا لا أَسلوهمُ العُمرَ وَلا

أَبتَغي عَنهُم بَديلا أَو قَرين

مَلَكوا مِني فُؤاداً طيّعاً

فَغَدا مُلكَهُمُ مُلكَ يَمين

لَيتَهُم إِذ مَنَعونا وَصلهم

طَرَقونا في كرانا زائِرين

إِحمِلي يا ريحُ عَني لَهُم

قَبس الوَجد وَرَنّات الأَنين

حَبَّذا يا حَبَّذا ريحُ الصَبا

إِذ غَدا يَحدو بها الحادي اللجوج

قَطعت دَجلَةَ وَالوادي إِلى

بَرَدى تَختال ما بَينَ المُروج

نَسماتٌ طابَ لَمّا نَفحت

نَسَمُ الوادي بِها وَالتَلَعات

مِن رُبى الزَوراء جازَت بَعدَما

لَثمت مِنها الوُرود العِطرات

حَملت طِيب الشَذا في عَطفِها

كَالرُبى إِذ بَللتها القَطرا

أَترى خُلقَ الشَريف المُجتَبى

ضاعَ مِنهُ نَشر تِلكَ النَسَمات

لِلعُلى متَّت بِهِ أَعراقه

وَعَلت فَوقَ بِناءِ المُكرُمات

فاقَ في أَخلاقه زَهر الرُبى

وَالرَبيع الغَضَّ وَالنَور البَهيج

ذُو حِجى إِن زانَتِ الناسَ الحُلى

زانَهُ الإِقدام وَالرَأي النَضيج

بَرَّح البَينُ بِقَلبي وَالنَوى

لَم تَزَل تُضرم نار الاشتِياق

قسَّم الوَجد فُؤادي أَشطُراً

وَأَذابته تَباريح الفُراق

أَينَ مِن جلَّقَ أَو غوطتها

نازل الزَوراء مِن أَرض العِراق

هَل إِلى الزَوراء لي مِن زَورة

أَم لَنا بَعدَ التَنائي مِن تَلاق

طَوَت الفُرقة عَنا قَمَراً

إِنَّما نفقِده عِندَ المُحاق

أَطلَعت بَغداد مِنهُ نيّراً

يَتَهادى مِن سَماها في بُروج

أَبلَجَ الغُرَّة مَرموقَ السَنا

فَهُوَ في بَحر مِن النُور يَموج

خَلّ هَذا الدَمع يَجري عِندَما

وَدَعِ القَلب تَلظّيه الشُجون

فَسَواءٌ أَجرى الدَمع دَما

أَم غَدا يَنهلُّ مِن ماءِ الشُؤون

لَيسَ الإِنسان مِن شِقوته

مخرج حَتّى تَلاقيه المَنون

نَطلب النِصفَ مِن الدَهر وَما

أَبعد النِصفَ عَن الدَهر الخؤُون

كُلَنا ماضٍ إِلى حَيث مَضى

رَهط قَومي وَالجُدود الأَوَّلون

قَسماً بِالبَيت وَالرُكن الَّذي

أَمَعنت في مَسحه أَيدي الحَجيج

وَبِمَن طافَ وَلَبّى خاشِعاً

في مَبانٍ حَولَها يَعلو العَجيج

كُلَّما أَو مَض بَرق أَو حَدا

ظُعُنَ الرَعد هَزيمٌ وَقَصيف

وَبَكى العارِضُ مِنهُ لُؤلُؤاً

فَبَدا في عارض الزَهر شُنوف

وَتَغنَّت في الرُبى ساجِعَةٌ

وَبَكى الأَلف عَلى الدَوح الأَليف

عاود القَلبَ حَنيني وَالجَوى

وَتَولّاه خفوق وَوَجيف

لَم أَكُن أَنساك ما أَثَّلَني

تالد في المَجد أَو فَخر طَريف

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا نسيما هب وهنا حاملا

قصيدة يا نسيما هب وهنا حاملا لـ أديب التقي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن أديب التقي

أديب محمد سعيد التقي. أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و (مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و (سير التاريخ الإسلامي-ط) ، و (أغاريد التلاميذ - ط) ، و (سير العظماء- ط) ، و (غرائب العادات-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي