يا من لهذا المريض المدنف العاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا من لهذا المريض المدنف العاني لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة يا من لهذا المريض المدنف العاني لـ مصطفى صادق الرافعي

يا مَن لهذا المريض المدنَف العاني

مُرِدَّدِ النفس من آن إلى آنِ

إذا رأى الليلَ ظنَّ القبرَ شُقَّ لهُ

وظنّ انجمَهُ آثار أكفانِ

ويحسبُ الصبح بابَ الموت لاح لهُ

وفوقهُ الشمسُ قُفلٌ فتحُهُ داني

نضوٌ على رَمقٍ فان يعيشُ بهِ

لكنهُ رمقٌ مهما يعيش فاني

مُطَرَّح الهمّ في كل الجهات فما

يرى بكل مكان غيرَ أَحزانِ

تَؤُزُّهُ كبِدٌ حرَّىن مُعَلَّقَةٌ

من الاضالع في اعوادِ نيرانِ

يا من لهُ إِذ يرى الدنيا كما اشتَبَهَت

بقيةُ الحلم في اجفان يقظانِ

يا من لهُ اذ يرى الاشياءَ واهنةً

كما بدا اثر الذكرى بنسيانِ

حَيٌّ طريحٌ يراهم يُلحِدونَ لهُ

لم يستحقوا أَن تراهم منهُ عينانِ

يا من لذا الشرق يا من للطريح على

لحد الزمان بأيدي شرِّ اعوانِ

مُستيئسين ولمَّا يأملوا أَملاً

واليأسُ داءٌ لنفس العاجز الواني

ويسبقون الردى للقبر وهو قضاً

في الغَيب فاعجب لهذا الشان من شان

ويُذعنون ولا ما يُذعنون لهُ

لكنَّهُ خلُقٌ يقضي بإِذعانِ

ويسأَلون المُنَى تجري بلا عمل

كالريح جارية في غير ارسانِ

سُخفٌ وأَسخفُ منهُ وهو مَعجَزةٌ

وَضلَّهُ أَن يُسمَّوهُ بايمان

يا ويح للشرق من أَمر بهِ لَبكٍ

كالهِمّ ملتبس في رأي حيرانِ

من كل مُضلِعة ترمى بمُعضلِة

رميَ النحوس لذي بؤس بحرمانِ

تعقَّدت والتوَت كالمستحيل فما

تُريك من موضع فيها لإِمكانِ

لو صوَّرها لكانت صورة امرأة

مصبوغة من جهالات بأَلوان

ربُّوا لذا الشرق يا قومي ممرِّضةً

تحنو عليهِ بإِحساس ووجدان

تطبهُ روحُها مما أَلمَّ بهِ

فان أَقتلَ داءِ الشرق روحاني

يرى عواطفَها الأَديانَ خالصةً

اذا تلعَّب أَهلوهُ بأَديان

يرى بها عهدَهُ عهدَ الملائك في ال

بِر الطبيعيّ في حسنٍ واحسانِ

يرى حناناً كعهد الانبياء وما

تشتاقهُ الروحُ فيهِ منذُ أزمانِ

يرى الفضائل بعد اليأس قد ظفرت

آمالهنَّ ونالت قلب إِنسانِ

رَبُّوا له الأَّمَّ يا قومي فلو وُجدت

في الشرق ما طاح في ذلّ واهوانِ

تلك التي ترفع الدنيا وتخفضهُا

بطفلها فهوَ والدنيا بميزانِ

تلك السماءُ التي تُلقي لهم مَلكاً

فلا يربُّونهُ الاَّ كشيطانِ

تلك التي جعلوها في المنازل كال

مرآة مطروحةً في دار عميانِ

ذنبُ الرجال ولكنَّ النساء بهِ

مُعاقباتٌ بآلام واشجانِ

كمقلة العين في آلامها اعتَجَلت

والداءُ ما مسّ منها غير اجفانِ

لهفي لجوهرة زهراءَ ما سطعت

في جيد غانية او فوق تيجانِ

لهفي لريحانة خضراءَ ما قُطعت

الاَّ لتذبلَ في واحات نشوانِ

لهفي لغانية عذراءَ ما وُضعت

الاَّ بمنزل اسواءٍ واضغانِ

لكل معنى جميل ما يلائمهُ

كما تمازجُ الحانٌ بالحانِ

وليس يُطرب صوتُ الماء منحدراً

كما ترى وقعهُ في سمع ظمآن

فيا إِلهي اذا اجريتَ في قدَر

يوماً بان يلتقي في الناس ضدَّان

فاجعل للطفك معنى في التقائهما

كيلا يكون من الضدين زوجان

فما خلقتَ كمثل البغض في امرأَةٍ

ينالها رجلٌ يوماً بطغيان

ولا خلقت كمثل الذل في رجلٍ

تسومهُ امرأَة سوءاً بعُدوان

يابانياً بقلوب الناس يجعلها

قصر الحياة تبصَّر أيُّها الباني

أسس على الحب لا تُلق القلوب سُدًى

وَضع لكل فؤَاد شكلهُ الثاني

فلست تبني سوى دارٍ اذا خَرِبَت

اركانها خربت من كل عمران

دار السعادة دارُ الحب دارُ مُنى ال

أَحباب دارُ الغرام الخالد الهاني

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا من لهذا المريض المدنف العاني

قصيدة يا من لهذا المريض المدنف العاني لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي