يا من شكت ألمي معي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا من شكت ألمي معي لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة يا من شكت ألمي معي لـ خليل مطران

يَا مَنْ شَكَتْ أَلَمِي مَعِي

طيَّبْتِهِ فِي مَسْمَعِي

شَكْوَاكِ ألْطَفُ بَلْسَمٍ

لِجِرَاحَةِ المُتَوَجِّعِ

مَا أعْلَقَ الشَّدْوَ الرَّخيمَ

بِكُلِّ قَلَّبٍٍ مُولَعِ

غَنِّي أهَازِيجَ النَّوَى

وَعَلَى نُواحِي أَوْقِعي

بِنْتَ الكِنَانةِ مَا رَمَى

بِكِ بَيْنَ هَذِي الأَرْبُعِ

فِيمَ اغْتَرْبتِ وَكنْتِ فِي

ذَاكَ الأَمَانِ الأَمْنَعِ

أَحُمِلْتِ مَحْملَ سِلْعَةٍ

جَلَباً بِغيْرِ تَطَوُّعِ

فَفَرَرْتِ مِنْ قَفَصِ الْكَفِيلِ

إلى الْفَضَاءِ الأَوْسَعِ

وَبِوُدِّكِ الْعَوْدُ الْقَريبُ

لِسِرْبِكِ الْمُسْتمْتِعِ

فِي مِصْرَ مَصْرَخَةِ اللَّهِي

فِ وَمَلْجَإ الْمُتَفَزِّعِ

مِصْرَ السَّمَاءِ الصَّحْوِ مِصْرَ

الدِّفْءِ مِصْرَ المَشْبَعِ

مِصْرَ الِّتِي مَا رِيعَ سَا

كِنُهَا بِرِيحٍ زَعْزَعِ

حَيْثُ المَرَاعِي وَالنَّدَى

لِلْمُرْتوِي وَالمُرْتَعِي

حَيْثُ السَّوَاقِي الْحَانِيَا

تُ عَلَى الطُّيُورِ الرُّضَّعِ

حَيْثُ الْحَرَارَةُ مَا تُوَا

ل ربِيبَهَا يَتَرَعْرَعِ

أَمْ أَنْتِ مِنْ تِلْكَ الْجَوَا

لِي فِي الْفصُولِ الأَرْبَعِ

لاَ تَعرِفِينَ مِنَ الزَّمَا

نِ سِوَى المَكَانِ المُمْرِعِ

تَثِبِينَ مِنْ مُتَرَبَّعٍ

أَبَداً إِلَى مُترَبَّعِ

بِهِدَايَةٍ صَحَّتْ عَلَى

طَلَبِ الأَحَبِّ الأَنْفَعِ

وَثُقُوبِ فِكْرٍ فِي

التَّوَجُّهِ وَاخْتِيَارِ المَنْجَعِ

وَغَنَاءِ رَأْيٍٍ عَنْ دَلاَ

لةِ إِبْرَةٍ أَوْ مَهْيعِ

وقناعةٍ مِنْ قِسمةٍ

لَكِ عِنْدَ خَيْرِ مُوَزِّعِ

فِي السِّرْبِ أَنَّى سَارَ لاَ

تَخْشيْنَ سُوءَ المَوْقِعِ

السِّرْبُ مَا فِي السِّرْبِ مِنْ

عَجَبٍ لِذِي قَلْبٍ يَعِي

تَنْضَمُّ حِينَ جَلاَئِهِ

أَشْتَاتهُ فِي مَجْمَعِ

مِنْ غيْرِ مِيعَادٍ تَقدَّ

مَ لِلرَّحِيلِ المُزْمَعِ

فَإِذا عَلاَ أَزْرَى عَلَى

سِرْبِ السَّفِينِ المُقْلِعِ

آلاَفُ آلافٍ بِغَيْرِ

تَلَكُّؤٍ وَتضعْضُعِ

وَبِلاَ هَزِيزِ تَقَلْقُلٍ

وِبِلاَ أَزِيزِ تَخَلُّعِ

وَبِلاَ اصْطِدَامٍٍ فِي الزِّحَا

مِ مُحَطِّمٍ وَمُصَدِّعِ

إنْ تَلْتئِمْ فَمُرُورُهَا

كَالعَارِضِ المُتَقَشِّعِ

أَوْ تَفْتَرِقْ فهِي الْجُيُو

شُ بِقَادَةٍ وَبِتبَّعِ

كُلٌّ يسِيرُ ولا يُخَا

لِفُ فِي الطَّرِيقِ المُشْرَعِ

كُلٌّ يُجَارِي رَأْيَهُ

وَالرَّأيُ غَيْرُ مُوَزَّعِ

كُلٌّ كَرُبَّانٍ يُدِيرُ

زِمَامَ فلْكٍ طَيِّعِ

بِالْيُمْنِ يَا غِرِّيدَةَ الْوَادِي

إلى الْوَادِي ارْجِعِي

إِنِّي لَأَسْمَعُ فِي غِنَا

ئِكِ رَقْرَقَاتِ الأَدْمُعِ

وَيرُوعُنِي شَجَنٌ بِهِ

كَشجىً بِحَلْقِ مُوَدِّعِ

تِلْكَ الْبَرَاعَةُ مَا

اسْتَتَمَّتْ فِي جَمَالٍ أَبْرَعِ

جِسْمٌ كحُقٍّ لِلْحَيَا

ةِ مُعَرَّقٍ ومُضَلَّعِ

يَغْشَاهُ ثوْبٌ دَبَّجَتْ

أَلْوَانَهُ يد مُبْدِعِ

أَلْمَتْنُ يَزْدَهِرُ ازْدِهَا

رَ الأَخْضَرِ الْمُتَجَمِّعِ

وَالصَّدْرُ فِيمَا دونَهُ

يُزْهَى بِأَحْمَرَ مُشبَعِ

وَالْجِيدُ زِينَ مِنَ النُّضَا

رِ بِحِلْيَةٍ لمْ تُصْنَعِ

دَعْ كُلَّ نَقْشٍ فِي الْخِلاَلِ

مُوَشَّمٍ وَمُبَقَّعِ

وَدَعِ الْقوَادِمَ تَسْتَقِلَّ

بِرِيشِهَا المُتنوِّعِ

آياتُ خلْقٍ مَنْ يُجِلْ

نظراً بِهَا يَتَخَشَّعِ

أَعْظِمْ بِهَا فِي ذلِكَ الْجِ

سْمِ الصَّغِيرِ الأَضْرَعِ

لَوْلاَ الْحَرَاكُ لَخِيلَ مِنْ

ثَمَرٍ هُنَالِكَ مُونِعِ

حُلْوُ الشَّمَائِلِ إنْ يُجَا

رِ الطَّبْعَ أَوْ يَتَطَبَّعِ

يَرْنو بِفَائِضَتَيْ سَنىً

كَالجَوْهَرِ المُتَطلَّعِ

يَسْهُو بِغَاشِيَتَيْنِ

تَنْسَدِلاَنِ سَدْلَ الْبُرْقُعِ

مُتَطَاوِلُ الْخَدَّيْنِ فِي

وَجهٍ حَدِيدِ الْمَقْطَعِ

مِنْقَارُهُ كَقُلاَمَتَينِ

مِنَ الظَّلاَمِ الأَسْفَعِ

أُخْتِ الشَّوَادِي الخُضْرِ حَا

نتْ لَفْتَةُ المُتنَوِّعِ

بِكِ نَزعَتِي نَحْوَ الْحِمَى

وَعَدَاكِ قَيْدِي فَانْزِعِي

أَلْقِي الْوَدَاع تَأَهُّباً

وَاسْتَوفِزِي وَاسْتَجْمِعِي

لِلهِ وَثْبَتُكِ الْبَدِيعَةٌ

إِذْ وَثبْتِ لِتطْلُعِي

حَيْثُ الضُّحَى مُتَسَاكِبٌ

كِطلاً بِكَفِّ مُشَعْشِعِ

وَالرِّيحُ تَحْضُنُ آخِرَ

النَّغَمَاتِ حَضْنَ المُرْضِعِ

وَالدَّوْحُ مَيَّادُ الرُّؤو

سِ مُشَيَّعٌ بِالأَذْرُعِ

وَتَعَطُّفُ الأَفْنَانِ شِبْهُ

تَقَصُّفٍ فِي أَضْلُعِ

خُضْتِ الضِّيَاءَ عَلَى غَوَا

رِبِ مَوْجِهِ المُتَدَفّعِ

تَتَصَاعَدِينَ وَمَا الشِّهَا

بُ المُسْتَطَارُ بِأَسْرَعِ

يَرْمِي جَنَاحَاكِ المَهَا

وِيَ بِالشّعَاعِ السّطَّعِ

وتُراعُ رَائِعَةُ النهَا

رِ لِوَهْجِكِ المُتَفَرِّعِ

وَلَشِكَّةُ الأَلْوَانِ حَوْلَكِ

كَالنِّصَاعِ الشُّرَّعِ

مَزَّقْتِ أَسْتَارَ السَّنى

عَنْ عَالَمٍ مُتَقَنِّعِ

جَمِّ الْخَلاَيَا فِي حَوَا

شِي النُّورِ خافِي الْمَوْضِعِ

أَنْزَلْتِ هَوْلاً فِي قرَاهُ

وَفِي الذَّرَائِرِ أَجْمَعِ

أَنَظَرْتِ عَنْ كَثَبٍ إِلَى

مَلإَ هَنَاكَ مُرَوَّعِ

هِيَ وَقْعَةٌ فِي الْجَوَّ بَيْ

نَ هَبَائِهِ الْمُتَلَمِّعِ

هَبَّتْ خَلاَئِقهُ عَلَى

ذَاكَ الْمُغِيرِ الْمُفْزِعِ

فِي أُسْدِ غابٍ تَسْتَطِي

رُ وَفِي ذُبَابٍ وُقَّعِ

يَجْدُدْنَ حَرْباً كَالْكُمَا

ةِ وَكالرُّمَاةِ الرُّكَّعِ

يَكْرِرْن أَوْ يَفْرِرْن

بَيْنَ تفرُّدٍ وَتجَمُّعِ

يَرْمِينَ بالرُّجُمِ الدِّقا

قِ وَبِالنُّجُومِ الظُّلَّعِ

تِيهِي بِغارَتِكِ السَّنِيَّةِ

فِي الْمَجَالِ الأَرْفعِ

مَا شَأُنُ كِسْرَى فِي الْفُتو

حِ وَمَا مَفاخِرُ تبعِ

لاَ مَجْدَ يَبْلُغُ مَجْدَكِ

الأسْنى بِذاكَ الْمَفرَعِ

لاَ صَفْوَ أَرْوَح مِن

تحَيُّرِ خَصْمِكِ المتَضَعْضِعِ

لاَ سِلمَ أَبْهَجُ مِنْ تَهَا

يُلِ رُكْنِهِ المُتزَعزِعِ

أُمَمُ الأَثِيرِ جَمَالُهَا

فِي أَنْ تُرَاعَ فَرَوِّعِي

وَتَتِمُّ آيَةُ حُسْنِهَا

بِالأَمنِ بَعْدَ تَفَزُّعِ

فَإذَا مَضَيْتِ وَلَمْ تُصَبْ

بِبَلاَئِكِ المُتَوَقَّعِ

بَلْ جُزْتِ بِالحُسْنَى وَسَا

ءَ تَوَرُّعُ المُتَوَرِّعِ

ثابَتْ إلى فَرَحٍ كَذَ

لِكَ تَوبَةُ المُتَسَرِّعِ

فسَدِيمُهَا كَغُبَارِ دُرٍّ

سَاطِعٍ فِي مَسْطَعِ

وَالجَوُّ تَمْلأُهُ نُسَا

لاَتُ البُرُوقِ اللُّمَّعِ

سِيرِي وَوَلَّي صَدْرَكِ الْ

مُشْتَاقَ شَطْرَ المَرْبَعِ

حَتَّى إِذَا مَا جِئْتِهِ

وَشَرَعْتِ أَعْذبَ مَشْرَعِ

وَشَدَوْتِ مَا شَاءَ السُّرُو

رُ عَلَى ارْتِقَاصِ الأَفْرُعِ

عُوجِي بِبُسْتَانٍ هُنَا

لكَ فِي الْعَرَاءِ مُضَيَّعِ

صَفْصَافُهُ مُتَنَاوِحٌ

وَالنُّورُ بادِي الْمَدْمَعِ

لِي فِي ثَرَاهُ دَفِينَةٌ

كَالكَنْزِ في الْمُستَوْدَعِ

تُخْفِي الأَزَاهِرُ قَبْرَهَا

عَنْ أَعيُنِ الْمُسْتَطِلعِ

كَانَتْ مِثَالاً لِلْمَحَا

سِنِ فِي مِثَالٍ أَرْوَعِ

فَتَحَوَّلَتْ لُطْفاً إلى

طَيْفٍ أَرَقَّ وَأَبْدَعِ

طَيْفٍ يَشِفُّ بِهِ الْبِلَى

عَنْ رِفْعَةٍ وَتَمَنُّعِ

فَإذَا السَّمَاءُ قَرَارُهُ

وَالنَّجمُ بَعْضُ الْيَرْمَعِ

قُولي لَهُ إنْ جِئْتِهِ

يَا أُنْسَ هَذَا الْبَلْقَعِ

أَتُحِسُّ فِي هذَا الثَّرَى

نَبَضَانَ قلْبٍ مُوجَعِ

هَذَا حَنِينٌ مِنْ فُؤَا

دِ مُحبِّكِ الْمُتَفجِّعِ

عدتِ الْعَوَادِي جِسْمَهُ

عَنْ قُرْبِ هَذَا المَضْجَعِ

فَمَضَى بِأَحْزَنِ مَا يَكُو

نُ أخو الأَسَى وَبِأَجْزعِ

وَنوَى الضَّريحِ أَضَرَّهُ

كَنَوَاكِ يَوْمَ المَصْرَعِ

نِعْم الشَّفِيعَةُ أَنْتِ لِي

عِنْدَ المَلاَئِكِ فاشْفَعِي

مَنْ لِي بِصَوْتٍ مِثْلِ صَوْ

تِكِ مُبْلِغٍ لِتَضَرعِي

يُنْهَى إِلى ثَاوِي الْجِنَا

نِ فَيَسْتَجِيبُ وَقدْ دُعِي

إِنَّ الَّذِي أَبْكِيهِ وَهْوَ

مِنَ النَّعِيمِ بِمَرْتَعِ

بَرٌّ عَلَى رَغْمِ الفِرا

قِ بِعَبْدِهِ المُتَخَضِّعِ

كَمْ زُرْتُهُ فِي يَقْظَةٍ

وَأَلَمَّ بِي فِي مَهْجَعِ

يَدْنُو إِليَّ تَنَزُّلا

عَنْ عَرْشِهِ المُتَرَفِّعِ

وكَمِ الْتَمَسْتُ لِصَوْتِهِ

رَجْعاً فَحَقَّقَ مَطْمَعِي

قَطَعَ الغُيُوبَ وَجَاءَنِي

بِعَرُوضِهِ المُتَقَطِّعِ

هَذَا الْوَفَاءُ وَفَاؤُهُ

فَادْعِيهِ لاَ يَتَمَنَّعِ

بِهُتَافِ لوْعَتِي اهْتِفِي

وَصَدَى حَنِينِي رَجِّعِي

حَتَّى يُجِيبَ فَأَنْصِتِي

بِضَمِيريَ المُتَسَمِّعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا من شكت ألمي معي

قصيدة يا من شكت ألمي معي لـ خليل مطران وعدد أبياتها مائة و ثمانية عشر.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي