يا من أرومهم بكل مرام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا من أرومهم بكل مرام لـ عبد الغني النابلسي

اقتباس من قصيدة يا من أرومهم بكل مرام لـ عبد الغني النابلسي

يا من أرومهمُ بكل مرامِ

وأراهمُ في يقظتي ومنامي

وأنا بهم في جنة متنعم

منهم بأنواع من الإنعام

كيف التفتُّ رأيت طلعة وجههم

تزهو خلال ستائر الأوهام

ولقد حظيت بهم على فُرُشِ التقى

وأنا وإياهم لفيف قوام

ولقد تعانقنا فصرنا واحداً

وطفت مياهُ الوصل نار أوامي

وعلي قد جادوا بما فوق المنى

والغير ينتظر انكشاف لثام

أو ما ترى ذكري لهم متنوعاً

وبهم عليهم صار شكري نامي

ومدحتهم بجميع ألسنة الورى

في كل مرتبة وكل مقام

ونظمت ديوان التغزل كله

فيهم بلفظ معجب ونظام

وأتيت فيه بكل معنى رائق

في كل جارية وكل غلام

ومورَّد الخدين فاق بجيده

وبطرفه الساجي على الآرام

يثني معاطفَه الدلالُ كأنه

غصن وفي أعلاه بدر تمام

وذكرت كل لطيفة في روضةٍ

وهزار دوحٍ مطرب الترنام

وجداول الأنهار والنسمات في

حركاتها والزهر في الأكمام

الغصن يرقص والنواعير التي

بالجنك قارنها غناء حمام

ومجالس الندمان قمت بوصفها

والدن والساقي وكأس مدام

وكشفت بالآلات عن ألحانها

وشرحت فرط صبابةٍ وغرام

وجيمع ذاك مقصدي أنتم به

وأجل ما مولى وكل مرامي

لا غيركم أربي وإن حوّلته

عنكم بلفظي في الورى وكلامي

أنتم هم المعنى المراد بكل ما

قد قلت عنكم والجميع أسامي

وكذاك ديوان المديح جميعه

فيكم نشرت به صفات كرام

ورسائل الإخوان فيما بيننا

مشمولة بتحية وسلام

وصفات أهل العلم فيه شرحتها

ومدحت كلَّ محقق علام

وجمعت أوصاف القضاة وفضلهم

في مقتضى نظري بغير تعامي

والقصد أنتم بالجميع وذكرهم

هو ذكركم عندي على الإبهام

وكذاك ديواني بمدح المصطفى

والآل والأصحاب ذي الإكرام

قصدي به أنتم وفي لغتي لكم

عندي الكلام بسائر الأقسام

فأسير سير الغافلين بقولهم

أبداً وأقصد مقصد الأقوام

وأنا الذي في ظاهري متمسك

بشريعتي في سائر الأحكام

وأنا الذي في باطني متحقق

بحقائق التوحيد والإلهام

أنا مجمع البحرين موسى ظاهرٌ

والباطن الخضر الأجل السامي

هيهات أن تنجو فراعين العدا

مني وبحري بالمعارف طامي

وعليَّ من عين السرادق أعين

للحق تحفظني مدى الأيام

وأنا لأطيار الحقيقة مخرس

وأنا الإمام بها لكل إمام

وأنا البلاد وأهلها أنا لا سوى

والشام من دون البرية شامي

والعارفون رعيتي في قبضتي

والغوث والأقطاب من خدامي

فافتح عيونك في وجوه قلوبنا

وانظر إلى الأحوال يا متعامي

واصدق وصادقنا ولا تنظر إلى

ما يقتضي منها فهوم عوام

نحن الشموس وما خفافيش الورى

تسطيع تبصر غير محض ظلام

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا من أرومهم بكل مرام

قصيدة يا من أرومهم بكل مرام لـ عبد الغني النابلسي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن عبد الغني النابلسي

عبد الغني النابلسي. شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها. له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و (تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط) ، و (علم الفلاحة - ط) ، و (قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ) ، و (ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.[١]

تعريف عبد الغني النابلسي في ويكيبيديا

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م) شاعر شامي وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات «التجارب الروحيّة» لِفُقهاء الصوفية. وقد تعدّدت رحلاته عبر العالم الإسلامي، إلى إسطنبول ولبنان والقدس وفلسطين ومصر والجزيرة العربية وطرابلس وباقي البلاد السورية. استقر في مدينته دمشق وتوفي فيها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي