يا مصون الدموع في الآفاق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا مصون الدموع في الآفاق لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة يا مصون الدموع في الآفاق لـ ابن نباتة السعدي

يا مَصونَ الدّموعِ في الآفاقِ

واهِباً جَمْعَ شَملِهِ للفراقِ

لا تَسلْ مخبراً سِوايَ عن الدّهْ

رِ فإنّي لقيتُ ما لم تُلاقِ

قد شَربْتُ السلوَ قبلَكَ في الحبْ

بِ وأفنيتُ زَفْرَتي واشتِياقي

وتمرّسْتُ بالنّوائِبِ واستَقْ

ضَيْتُ فيها مآرِبَ الأخْلاقِ

ليس يَدْري مفارقٌ تركَ الأحْ

ب طوْعاً متى يكونُ التّلاقِي

وبودّي لو كنتُ أعلمُ ما تُضْ

مِرُ لي عِندَها اللّيالي البَواقي

شكّكَ المبصِرَ المفكرَ ما فا

وَتَ بينَ الآجالِ والأرزاقِ

كلُّ نيلٍ كفرتُه لكَ يا دهْ

رُ سِوى ليلةٍ بأرضِ العِراقِ

ضَمّ فيها العِناقُ روحي وجسمي

وكأنّا من الضَّنا في فِراقِ

نلتُها كاشِفَ القِناعِ وغَيري

لم يَنلْها في رُقيةٍ واستراقِ

وإذا ما ملكتَ بالخُلقِ الأر

فَعِ رِقّي فقد أمِنْتَ أباقي

لمْ يزلْ بي هَواكَ يا طلبَ الغا

يَة حتى عُدِدْتُ في العُشّاقِ

غير أنّي نهيتُ بادِرةَ الدّم

عِ وفي الدمعِ راحةُ المُشْتاقِ

فاتَ عبدُ العزيزِ سابقةَ القَوْ

لِ فأنّى لوصفهِ من لَحاقِ

طَلَعَتْ في القلوبِ ألفاظُه الغُرْ

رُ طلوعَ النّجومِ في الآفاقِ

وتَحَدّتْ أقلامُه ثُغَرَ القو

مِ فأغنتْ عن الرّماحِ الرَّواقي

ورأى رأيَه المُطبَقَ أمضى

من غِرارِ الحُسامِ والدِّرْعِ واقِ

وكفاهُ ليلُ السُّرى وقيادُ ال

خيلِ تَرْدي إلى القِلاصِ المَناقي

في المَعالي ما لا يُنالُ بأطْرا

فِ العَوالي والمُرهَفاتِ الرّقاقِ

باتَ يجلو بظنّهِ صَدَأَ الشّكْ

كِ ويُعطي مفاتحَ الأغْلاقِ

حافظٌ عورةَ العيونِ على طوْ

لِ التّغاضي وشدّةِ الإطراقِ

لا تراهُ على العَداوةِ إلاّ

كَلِبَ الكيدِ مُمْسِكاً بالخِناقِ

ريقُها من لُعابٍ أسودَ تَعْدى

يتحامَى سَليمَها كلُّ راقِ

لم تضع سَوْرَةُ العَظائمِ عنهُ

نَظَراً في المحقراتِ الدِّقاقِ

فهو في حالتيهِ كالفلكِ الحا

ئلِ بينَ الظّلامِ والإشْراقِ

يَسْرَحُ الطّرفُ حينَ يَسْرحُ فيه

مَرَحُ اللّحظِ وهو صعبُ المَراقي

لا كَمُسْتَوهلٍ يجولُ هَواهُ

بينَ أحْشائِهِ وبينَ التّراقي

عاجِرٍ ضاعَ عزمُه بينَ هَمَّيْ

ك وفوز الأسارِ والأطلاقِ

ونزيع جاريتُه فتَعاطى

قَصَباتِ الرِّهانِ قبلَ السِّباقِ

كان في فعلِه كمستَرطِ الشّحْ

مَةِ لم ينتظرْ دليلَ المَذاقِ

حينَ عافتْ فأسَ اللّجامِ ولجّتْ

سنَناً في جِماحها والتّراقي

فتداركتَها وقد مزّقَ الفو

تُ بركضِ المُطهَماتِ العِتاقِ

خرَجَتْ كالسِّهامِ تَحفزُها الأق

دامُ حفزَ القِسيِّ للأفْواقِ

وهي لو شاطرتْ سَوالفُها الأج

سامَ طولاً تجري على الأعراقِ

بعد عطفٍ من بَقْرها القَلِقِ الظَّنْ

نِ ورَبْطٍ من جأشِها الخَفّاقِ

وتكرمتَ أنْ تُشاركَ في الفَتْ

كِ وفوز الأسار والأطلاقِ

عَرَفَتْ كيدَكَ الحُروبُ فما تَرْ

فَعُ أذيالَ ماقِطٍ عنْ ساقِ

بدَفينِ الحِبالِ تخدعُها طَوراً

وطوراً بالنّزعِ والإغْراقِ

لم يدعْ للسّيوفِ خوفُكَ حَظّاً

في ذُرى الهامِ والدمِ المُهْراقِ

أنتَ أغنيتَ عن ظُباها وأعدَيْ

تَ عليْها مَجاريَ الأطْواقِ

وتلافيتَ بالمهابةِ ذَحْلاً

كان بنيَ السّيوفِ والأعناقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا مصون الدموع في الآفاق

قصيدة يا مصون الدموع في الآفاق لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي