يا مصطفى الرحمان والنور الذي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا مصطفى الرحمان والنور الذي لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة يا مصطفى الرحمان والنور الذي لـ لسان الدين بن الخطيب

يا مُصطَفى الرّحمانِ والنّورُ الذي

أخْفى الضّلالَ وأظْهرَ التّوْحيدا

والمُنْتَقى منْ سرِّ هاشِمٍ في الذُّرى

حيْثُ استقرّ مدى الفَخارِ صُعودا

جيرانُ بيْتِ اللهِ والعَرَبِ الأُلى

أضْحَوْا على قُنَنِ النّجومِ قُعودا

تخِذوا السّيوفَ تَمائِماً لوَليدِهِمْ

والحرْبَ ظِئْراً والسّروجَ مُهودا

وحَوى الكَبيرُ فخارَهُ عنْ كابِرٍ

وتوارَثَ الأبْناءُ فيهِ جُدودا

أعْلَقْتُ كفّي منْكَ حبْلَ مودّتي

لا واهِناً خلَقاً ولا مَجْدودا

وجعَلتُ مدْحَكَ للإلاهِ وسيلَتي

فشَرِبْتُ في دارِ النّعيمِ خُلودا

فإذا هفَتْ هوجُ الخُطوبِ عَواصِفاً

وافَيْتُ رُكْناً منْ حِماكَ شَديدا

وإذا عدَتْ أيْدي الذّنوبِ عَواسِفاً

لتَعيثَ كُنْتَ المَلْجأ المقْصودا

الخلْقُ يوْمَ العرْضِ جاهَكَ تعْتَفي

تأتي على قدَمِ الصَّغارِ وُفودا

متأهّبينَ الى الحِسابِ ذَواهِلاً

مُتهيِّبينَ الموْقِفَ الموْعودا

راجينَ فيهِ لديْكَ فضْلَ شَفاعةٍ

ومؤمِّلينَ مَقامَكَ المحْمودا

للّهِ درُّ رَكائِبٍ قَطَعتْ الى

مغْنى ثَراكَ تَهائِماً ونُجودا

قوْمٌ أهابَ بعزْمِهِمْ داعي الهُدى

فاسْتَشْعَروا التّقْوى وجابوا البِيدا

فإذا ظلامُ اللّيلِ مدّ جَناحَهُ

كحّلوا جُفونَ عُيونِهمْ تسْهيدا

وإذا النّهارُ جَلا الظّلامَ وأتْلَعَتْ

منْ نورِ مِيسَمِها الغَزالَةُ جِيدا

لبسُوا الهَجيرَ وصافَحوا غُبْرَ الفَلا

وصَلوا لَظى رمْضائِهِنّ وَقودا

وأتوا خضَمَّ الماءِ يزْخَرُ موْجُهُ

فشَرَوْا بإعدامِ الحَياةِ وُجودا

لبسوا على قدْر مُتونَ سَفينةٍ

وتفيّأوا ظِلّ الرّجا المَمْدودا

بَيْداءُ لُجّ أصْبَحَتْ فيهِ الرُّبا

فِيحاً وأطْوادُ السّفين قُدودا

عُوجاً تُتيحُ لَها الرّياحُ أعنّةً

والسّاجَ جِسْماً والهِناء جُلودا

تفْري أديمَ الماءِ وهْيَ نواضِحٌ

منْهُ وتتْرُك خدَّهُ أخْدودا

أمّوا ضَريحاً طابَ نشْراً عرْفهُ

وزَكا بنورِ المُعْجِزاتِ صَعيدا

جعَلوا الكَلامَ بهِ دُعاءً خافِتاً

واسْتَبْدَلوا فيهِ النِّعالَ خُدودا

شُحُبُ الجُسومِ تخالُهُمْ إذ أجْهَشوا

باناً بأخْلافِ الدَّموعِ مَجودا

أقْسَمْتُ بالنّورِ الذي سَبَحاتُهُ

أضْحى لها الطّورُ المُنيفُ هَديدا

لمُحمّدٌ خيْرُ البريّةِ كلِّها

ذاتاً وأوْسَعَهُمْ لِعافٍ جُودا

أعْزِزْ بمَوْلِدِهِ الكَريمِ وخُصَّهُ

منْ ذِكْرِك التّقديسَ والتّحْميدا

يا لَيْلَةً أهْدَتْ لنا نورَ الهُدى

خيْرَ البريّةِ كلِّها مَولودا

يا ليلَةً تخِذَ الملائِكُ يومَها

والمُرْسَلونَ الى القِيامَةِ عيدا

أضْحَتْ لَها أصْنامُ مكّةَ سُجَّداً

ذُلاً على صفْحِ الرُّغامِ هُمودا

وتفاءَلَ الكُهّانُ أن رَئِيَّها

أضْحى لديْكَ مُقرَّناً مصْفودا

وبُيوتُ فارِسَ أرْمَدَتْ نيرانُها

واعْتاضَ منْ لفْحِ الضِّرامِ خُمودا

وأتتْ على إيواءِ كسْرى رجّةٌ

هدّتْ قواعِدَهُ وكان مَشيدا

صلّى عليْكَ اللهُ ما هفتِ الصَّبا

وَهْناً فهزّتْ مائِساً أمْلودا

وبَكَتْ حَمامُ البانِ بيْنَ هَديلِها

شجْواً يُهيجُ ورجّعَتْ تغْريدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا مصطفى الرحمان والنور الذي

قصيدة يا مصطفى الرحمان والنور الذي لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي