يا مربعا لك في فؤادي مربع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا مربعا لك في فؤادي مربع لـ ابن الوردي

اقتباس من قصيدة يا مربعا لك في فؤادي مربع لـ ابن الوردي

يا مربعاً لك في فؤادي مربعُ

أتذلُّ بعدَ ابنِ الضياءِ وتخضعُ

حاشاكَ منْ ذلٍّ فشمسُ كمالِهِ

كانَتْ علينا منْ سمائِكَ تطلعُ

أصلٌ وفرعٌ في ثلاثةِ أشهرٍ

ذَوَيَا فَحُقَّ لكلِّ عينٍ تدمعُ

منْ ذا يطيقُ يرى خليليهِ معاً

في التربِ قدْ رُمِيا بما لا يُدفعُ

أمودِّعانِ معاً وقلبي واحدٌ

فالدمعُ بينهما عصيٌّ طيِّعُ

حلبٌ على رغمي أقلُّ سعادةٍ

مِنْ أنْ يعيشَ لها الكمالُ الأورعُ

الأمرُ للهِ الذي مهما يشا

يفعلُ فلمْ يكُ للتعرُّضِ موضعُ

بكتِ الأجانبُ يومَ ماتَ وأهلُهُ

منهمْ ضحوكٌ في المسرَّةِ يرتعُ

لبسوا النقا وازدادَ عيشُهُمْ صفا

ومضى الحمى إذْ فارقوه ولعلعُ

وغدوتُ أجرعُ منْ محصِّب عبرتي

مثلَ العقيقِ أسى ودمعي ينبعُ

قالوا نظنُّ ديارَهُ مملوءَةً

ذهباً فماتَ وكلُّ دارٍ بلقعُ

تاللهِ قدْ نقضوا بفضلِ كمالهم

لو انصفوا لتألَّموا وتوجعوا

لهفي عليه وليسَ لهفي نافعاً

قدْ كانَ تاجاً بالعلومِ يُرَصَّعُ

إنْ كانَ قدْ ماتَ الكمالُ فذكرُهُ

باقٍ ونشرُ علومِهِ يتضوَّعُ

أوْ فاضَ دمعي مِنْ يتامى ولْدِهِ

فالدرُّ يُوصَفُ باليتيمِ فيُرْفَعُ

تتصرَّمُ الدنيا وتأتي بعدَهُ

أممٌ وأنتَ بمثلِهِ لا تسمعُ

أسفي على حلبٍ وَقَدْ عدمَتْ فتىً

يقظانَ كانَ إلى العلى يتطلَّعُ

لو لمْ أكنْ أقسى الورى قلباً لما

أصبحتُ أودِّعُهُ الترابَ وأرجعُ

يا وافياً سكنَ الجنانَ إلى متى

قلبي لفقدِكَ في جحيمٍ تلذعُ

لم يبقَ بعدَكَ للمدارِسِ بهجةٌ

والعلمُ بعدَكَ يا حفيظُ مضيَّعُ

يا مؤنسي في غربتي ومشاركي

في العلمِ أَسمعُهُ وطوراً أُسْمِعُ

كم قدْ قطعْنا ليلةً في وصلِنا

نظر العلومِ لغيرنا لا يقطعُ

واللهِ إنَّ قبيلةً فَقَدَتْكَ قدْ

زالت مزايا السعد عنها أجمعُ

لو يُدفَعُ المقدورُ عنكَ دفعتُهُ

جهدي ولكنَّ القضا لا يُدفعُ

فارقتَ منزلكَ المنيفَ وقصركَ ال

عالي ورحتَ إلى المقابرِ تُسرِعُ

ونزعتَ أثوابَ الشبابِ جديدةً

لهفي عليها عنْ جمالِكَ تُنزعُ

وتركتني وَجِعَاً وأنتَ بمعزلٍ

عني فلا تشكو ولا تتوَجَّعُ

لم تسكنِ الأعداءُ مِنْ خوفٍ بهم

حتى سكنْتَ فليتهم لا مُتِّعوا

أغضبْتَهُمْ لمَّا رثيتُكَ فاغتدى

كلٌّ لهُ في العتْبِ سمٌّ منقعُ

لكَ يا صديقَ الصدقِ مني أنَّةٌ

لا تنقضي وكآبةٌ لا تقلِعُ

ما سُنَّتي رفضُ الودادِ لصاحبٍ

ولكلِّ مَنْ رفضَ المودةَ مصرَعُ

فعلى ثرى أمسيتَ فيهِ سحائبٌ

تهمي كما شاءَ الربيعُ وتهمعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا مربعا لك في فؤادي مربع

قصيدة يا مربعا لك في فؤادي مربع لـ ابن الوردي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن الوردي

عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس أبو حفص زين الدين بن الوردي المعري الكندي. شاعر أديب مؤرخ، ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج وتوفي بحلب. وتنسب إليه اللامية التي أولها: (اعتزل ذكر الأغاني والغزل) ولم تكن في ديوانه، فأضيفت إلى المطبوع منه، وكانت بينه وبين صلاح الدين الصفدي مناقضات شعرية لطيفة وردت في مخطوطة ألحان السواجع. من كتبه (ديوان شعر - ط) ، فيه بعض نظمه ونثره. و (تتمة المختصر -ط) تاريخ مجلدان، يعرف بتاريخ ابن الوردي جعله ذيلاً، لتاريخ أبي الفداء وخلاصة له. و (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة - خ) نثر فيه ألفية ابن مالك في النحو، و (الشهاب الثاقب - خ) تصوف. وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن الوردي في ويكيبيديا

زين الدين أبو حفص عمر بن المظفَّر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس المعرّي الكِندي، المعروف بابن الوَرْدي (691-749هـ / 1292-1349م) أديب وشاعر مشهور، ومؤرخ، وفقيه شافعي. ولد في معرة النعمان في بلاد الشام، وولي القضاء بمنبج، وتوفي بحلب.نَشأ ابن الوردي بحلب، وتفقه بهَا، ففاق الأقران، وَأخذ عَن القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة، وَعَن الْفَخر خطيب جبرين بحلب. وَكَانَ يَنُوب فِي الحكم فِي كثير من معاملات حلب، وَولي قَضَاء منبج فتسخطها، وعاتب ابْن الزملكاني بقصيدة مَشْهُورَة على ذَلِك، ورام الْعود إلى نِيَابَة الحكم بحلب فَتعذر، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام آخر سنة 749هـ، بعد أَن عمل فِيهِ مقامة سَمَّاهَا «النبا فِي الوباء» ملكت ديوَان شعره فِي مُجَلد لطيف. ويُروى أنه قال:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الوردي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي