يا ليل ما للصبح لم يطلع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا ليل ما للصبح لم يطلع لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة يا ليل ما للصبح لم يطلع لـ عبد الحميد الرافعي

يا ليل ما للصبح لم يطلُع

كأنما تاه عن المهيع

قطعت يا ليل طريق السرى

عليه أم أغرق في أدمعي

وكلما قلت تجلى ضفت

عليه اذيالك كالبرقع

وانت يا صبح لقد طال ما

ادعوك ادعوك ولم تسمع

أصبت بالاعين أم قصرت

بك الخُطى ويك عن المطلع

اين ظباك البيض عهدي بها

تُغري أهاب الدجن كالمبضع

وخيلك الشهب التي نافست

خيل الرياح السُبق الأربع

ان كنت أعييت فقم وارمه

بسهم نار من لظى اضلعي

وان يكن غير الذي خلته

فيك فقل واجهر بما تدعي

عساك من ذلة اقوامنا

غضبت يا صبح فلم تسطع

رحماك هل قلت نعم أنني

احس صوتا رن في مسمعي

تقول أين القوم أهل النخا

واين أرباب القنا الشرع

بل أين أبطال بني يعرب

واين اقيال بني تبع

أين الكُماة الحمس من طفلهم

يحبو إلى الحرب إذا ما دعي

طوتهم الأرض ولم يخلفوا

فيما أرى اليوم سوى الهُلع

من طأطؤا للظلم هاماتهم

واستلأموا الذل عن الأدرع

يقضون بالضيم حياة الشقا

من خاضع طوعا ومستخضع

تحكمهم شر ذمة لم تزد

عدتها عن عقد الاصبع

يتبعها منهم ومن غيرهم

توابع كالحمر الظُلّع

جارت عليهم فوق جور العدى

بكل شكل مؤلم مفجع

قتلا وبتعيداً ونهباً ولم

تخش من البغي اذى المرتع

وهم مقيمون على طوعها

كأنمما هم غنم ترتعي

أهابت الأرض بهم والسما

وهم غريقوا النوم في المضجع

والانس والجن تناديهم

وليس من يسمع أو من يعي

وأمة منهم لقد لعلعت

أصواتها عند رُبى لعلع

غارت عليهم إذ درت ما بهم

يُراد من محو ومن مصرع

فلم تجد منهم مجيبا ولو

صوتاً يحاكي نقة الضفدع

كأنهم ماتوا أو استمرنوا

على احتمال الذل في الأربع

قد أملوا نيل الأماني بلا

عزم يهز الكون كالزعزع

فضيعوا الوقت هباء كمن

يقيس خيط الشمس بالأذرع

حتى غدت أعيانهم شردا

كل امريء ينفى إلى بلقع

واصبحت أوطانهم قفرة

شوهاء تحكي هامة الاقرع

لا يطرق الاسماع فيها سوى

صوت الغراب الناعب الأبقع

هل يستحقون بان يسطع الص

بح عليهم فاقض لي أو دع

قد أركسوا في ظلمات من الظل

م فزدهم يا دجى واسفع

ويحك يا صبح لقد زدتني

توجعا في لومك الموجع

أأنت والدهر علينا لقد

بالغت في العتب فلا تفظع

قد كان ما قلت ولكننا

لم نرتض الظلم ولم نجزع

سيرجع الحق لأربابه

والحكم يرتد إلى المرجع

والدهر لا يبقى على حالة

بل كل يوم هو في منزع

عسى لياليه التي أترعت

اقداحنا من سمها المنقع

تعود للصفو فتهدي لنا

كؤوس عز بالهنا مترع

واللَه لا يغفل عن ظالم

ومن يصدع خلقه يصدع

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا ليل ما للصبح لم يطلع

قصيدة يا ليل ما للصبح لم يطلع لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي