يا ليت شعري والعيش أطوار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا ليت شعري والعيش أطوار لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة يا ليت شعري والعيش أطوار لـ ابن نباتة السعدي

يا ليتَ شِعري والعيشُ أطوارُ

والناسُ بعدَ العيانِ أخبارُ

هل أغمس الركبَ غِبَّ هاجرةٍ

في جِنحِ ليلٍ كأنّه القارُ

أو أتغنى لهم بقافيةٍ

سماعها في الرؤوسِ سَوّارُ

قد نلتُ عيشَ الفتى وشيعتي

وجدٌ بلبِّ الفَتاةِ عَيّارُ

وحاسبتْ نِيقَتي مُبتَّلَةٌ

فناقشتُها والحُبُّ مِقدارُ

جاريتُها في عِنانِ شِرَّتِها

وقلتُ إنّ الشّبابَ غدّارُ

كان خشوعُ الديارِ يطربُه

فاليومَ لا طَربَةٌ ولا دارُ

لولا العُلا ما أُحِبُّ مكرُمَةً

والحُبُّ ضيمٌ كأنّه العارُ

لا زفرةٌ تحطِمُ الضلوعَ ولا

قلبٌ مع الظّاعنينَ طيّارُ

في عضُدِ الدّولةِ الهُمامِ وما

أبدعَ شُغْلٌ لنا وإقصارُ

قد طرقتْ بعدَكم معضِلةٌ

مؤذنة بالبنين مِذْكارُ

شمَّرَ من كَرَّكانَ مُنصلتٌ

على تنائي الدِّيارِ زَوّارُ

في يده للخطوبِ أقضيةٌ

وعندَه للغيوبِ أسرارُ

أكوعُ أفراسه بخُرَّمةٍ

لها على الهندوانِ إعصارُ

كتيبةٌ لا يزالُ يدفقُها

مخيمٌ بالعراءِ سَيّارُ

بين العَوالي صوارمٌ قُضُبٌ

وفي خِلالِ السّروجِ أكوارُ

عدَّلَ في أهلهِ ممالكهِ

كلٌّ له كورةٌ وأمصارُ

لا حقَّرَ العِجزةَ الصغيرَ ولا

مالَ بهِ للكبيرِ إيثارُ

حتى إذا طاشَ من كنانَتِه

أفْوَقُ يومَ النضالِ خَوّارُ

لا ينكرُ الضميمَ وهو يعرِفهُ

ولا يفعادي صَفاهُ مِنقارُ

حاذَرَ من خزينةٍ يسوغُها

وهل على المخزياتِ أقدارُ

يجحدُ أولادَه الفتى كرماً

وهم له لذّةٌ وأنصارُ

إذا موازينُهم طمحنَ بهم

والمجدُ بين الكرامِ مِعيارُ

قومُكَ عقّوكَ واستمرّ بهم

جهلٌ على ظلمهم وإصرارُ

لا رمضوا شفرةَ الصديقِ ولا

فلّوا شَباةَ العدوِّ إذ ساروا

سرتَ وفي سيركَ الحثيثِ لهم

آجالُ قومٍ تَسري وأعمارُ

أعارضٌ جَلْجَلَتْ صواعقُه

أم فيلقٌ في الحديدِ جَرّارُ

يستلبُ الرعب من أكُفّهمُ

إلا لَهُم والقلوبُ أصغارُ

لم تجفُ أجفانها السيوف ولا

قاستْ متونَ القسيّ أوتارُ

حتى إذا خِفتَ أنْ تَنالَهُمُ

من عثراتِ الجنودِ أظفارُ

أمرتَ بالكفِّ عن طِلبهمُ

وأنتَ بالمكرُماتِ أمّارُ

مَقْدِرةٌ لم تَدَعْ لمُقْتَدرٍ

غيظاً وبالغيظِ يُدرَكُ النّارُ

توهّمَ الغزوَ قهوةً مزِجَتْ

يحثُّها بَربَطٌ ومزمارُ

حولَكَ صيدُ الكماةِ مُعلمةً

وحولَه قَينةٌ وسُمّارُ

مشتغلاً بالمنى يقدرُها

ودونَ تقديرِهنّ أقدارُ

قد كانَ في طولِ ما سكنتُ له

وَحْيٌ وبعضُ السّكونِ إنذارُ

ما كان ظنّي يخيبُ فيكَ وقد

خانتْ عيونٌ لهم وأبصارُ

نمتَ لهم نومةً تُسهّدهُم

ما بقيت للعيونِ أشفارُ

فدتْ تميماً أُمي وما وَلَدَتْ

يومَ فحولِ الرجالِ أغرارُ

ما ضرّهم والسيفُ تَعدِمُهُم

عفتْ كُلومٌ والقومُ أحرارُ

كرّوا وبالبيضِ والقَنا وبهم

مَعالمُ جَمّةٌ وآثارُ

يألفُهم حَدُّها وتألفُهُ

جماجمٌ منهم وأسْحارُ

أسنّةُ الجيشِ في نحورهم

كأنّها للدّروعِ أزرارُ

أدّبَهُم في الوَغى طِرادُكَ وال

كرَّةُ بينَ الخيلين أطْوارُ

وطعنةُ الفارسينِ واحدةٌ

كأنّ رمحَ الأخيرِ مِسْبارُ

قومتَهم والرماحُ عاسيةٌ

ورضتَهم والجيادُ أمهارُ

يا عضدَ الدولةِ الذي قَمَعَتْ

صَوْلَتُهُ الدهرَ وهو جَبّارُ

ترهبكَ الطيرُ في مواكبِها

ودونَها شاهِقُ وتيّارُ

قد أفلحتْ أمةٌ تؤدّبها

ومذهبٌ أنتَ فيه نظّارُ

أنتَ نهارٌ والعالمون دُجىً

وأنتَ طِرزٌ والناسُ أعيارُ

هُمُ غنمٌ في حِماكَ راتعةٌ

وصبيةٌ في يديكَ أغمارُ

لابدّ من سُنةٍ تُقيمُهُمُ

على طريقِ النّجاةِ إذْ حاروا

أنتَ لها حينَ ضلَّ قائدُها

في ليلِها والجُديُّ غَرّارُ

كنتَ وقد سربلوكَ جاحِمَها

جندلةً لا تسيغها النّارُ

ليس لنا في المديحِ محمدةٌ

فعلكَ غيثٌ والقولُ نُوّارُ

شُبَّتْ بأجدالِها الحروبُ فَما

يخبو لَظاها وأنتَ مِسْعارُ

خيلُكَ في بابلٍ معطَّلَةٌ

تَودُّ أنّ المقامَ تَسيارُ

شاخصةٌ تَرتمي بأعيُنها

معاقِلُ الرومِ وهيَ أوْعارُ

كيفَ يقولُ الخليجُ يأمنُها

وهي على الدربِ مُخُّها رارُ

متى أراها بأرضِ ساريةٍ

كما أفاضَ القِداح أيسارُ

تمزُجُ أنفاسَها إذا حَمِيَتْ

شَمالُ لُبنانَ وهو هَرّارُ

يَركُلُها كلّ حاسرٍ دَمُهُ

عليه تحت الغبارِ أطمارُ

كأنّه في وجارِ لبّته

أرْيٌ وصدرُ القناةِ مُشتارُ

قد عَدِمَتْ زادَها فوارسُه

فهي من الغوطتينِ تَمتارُ

إذا هبوطِ النّسرينِ واجهها

وضمّها والجَنوبُ مضمارُ

لم يبقَ من ساكنِ الصعيدِ ولا

بَرْقَةَ والقيروان ديّارُ

ليتَ ملوكَ البلادِ أنظرَهم

كيدُك لا عزَّ منكَ أنظارُ

لكلِّ راعٍ راعٍ يُجاوِرُهُ

وأنتَ كالليثِ ما لهُ جارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا ليت شعري والعيش أطوار

قصيدة يا ليت شعري والعيش أطوار لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ثمانية و ستون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي