يا ليالي السفح من عهد الصبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا ليالي السفح من عهد الصبا لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة يا ليالي السفح من عهد الصبا لـ ابن النقيب

يا ليالي السفحِ من عهدِ الصِبا

يا سقى مغناكَ صَوبُ الدِّيَمِ

كم تسرقت بها بين الرُبى

خُلَساً مرّتْ كطيفِ الحُلمِ

في زمانِ لذَّ عيشاً وصَفا

نَعِمَتْ آصالُه والبُكَرُ

قد حللنا فيه روضاً أنُفا

يستبينا طيرُه المستحِرُ

بأهازيجَ من اللحنِ هفا

عندها النايُ وزاغَ الوَترُ

يرقصُ الغصنُ ويصغي طرَباً

نحوها بالجيدِ كالمفتهمِ

وإِذا ما هينمت ريح الصَبا

صفّقَ النهر لذاك النغمِ

لست أنساه مناخاً ضمّنا

وارفَ الظلِّ بَرود المنتدى

حيث وجه الدهر طلق والمنى

أمَمٌ نسلكُ منها جَدَدَا

كم جعلنا اللهو فيها ديدناً

وهصرنا منه غصناً أملدا

قادنا الشوقُ إِليها وصبَا

نحوها قلبُ الشجيِّ المغرَمِ

فحللنا نحوهَا منّا الحُبى

وحمدنا طيبَ ذاك المغنمِ

يا سقى الوسميُّ مرجاً بَرَدتْ

فيه من حرِّ الهمومِ المهجُ

أحدق الروضُ به واطردتْ

حوله الغدرُ وفاحَ الأرَجُ

وقيانُ الطير لما اغتردت

فيه ناغاها ذنابٌ هَزِجُ

وانثنى العود به مصطخباً

بالغريضات بضربٍ محكم

وشدا النايُ له فاصطحبا

بغناء فائق منسجمِ

والأزاهيرُ لدينا نسقتْ

فوق ظهران وروق بهجِ

والنعامى بشذاها خفقت

وانجلت من وشيها في زبرج

والنواوير بمسك فتقتْ

بين خلجانِ وظلِّ سجسجِ

وغدا ذيلُ الصبا منسحبا

فوقَ هاتيك الحلى والأنجمِ

وانثنى ينشرُ منها عذبا

ويضم الغصن كالملتزمِ

كم جرَتْ خيلُ التصابي مرحاً

بنفوسٍ خيمت حيثُ النعيمْ

لبواكير من العيشِ نَحا

نحوها القلبُ لدى أنسٍ مقيمْ

قد حبانا الدهرُ منها مِنَحا

وتلقّتنا بها خودُ النسيمْ

نفحتنا لشذاها جوبا

وارتشفناها بقلبٍ وفمِ

وجرتْ فينا الأماني خَبَبا

لمناخٍ للهَنا مغتنَمِ

في حواكير من السفح لنا

جانب الدير بها مستشرفُ

ولحنّان النواعير غنا

عاشق في الأذن منه شَنَفُ

وبها من ياسمين يجتنى

من عروشٍ دانيات غُرَفُ

وسرت أنفاس هاتيك الربى

بشذا حواذانها والحزمِ

وبدا الورد مليكاً مغضباً

ضُرِّجَتْ وجناتُه بالعَنْدَمِ

لستُ أنسى عيشنا المقتبلا

في ذراها بين تلك الغُدُرِ

وسقى الربوة كم يوم خلا

في مَغانيها بشط النَهَرِ

حين أضحى الغصنُ فيها ثَمِلا

يتهادى في حبيرِ الزَهَرِ

وغدا النوّار موشيّ القبا

سافراً عن ثغره المبتسمِ

كم قضينا في ذراها أرَبَا

وحمدنا فيه نقل القَدَمِ

كيف لا أذكر تلك الخُلَسا

من رغيد العيش وهي العُمُرُ

لست أقتاد سواها أنسا

يا سقاها عارضٌ منهمِرُ

كم أقام اللهو فيها عُرُسَا

وتجلّى في رباها قَمَرُ

راح منا بالهوى مقتربا

ليّنِ العطف رخيم الكَلِمِ

حيث أضحى بالسّنا منتقبا

مخطف الكشح نقي المبسَمِ

وسعى من طرفهِ لما انتشى

بمحيّا لحظهِ المختلسِ

يتلع الجيد كما يعطو الرشا

ويداني الخطو وسْطَ المجلسِ

يا له من أهيفٍ طاوي الحشا

عَندميّ الخدّ حلوِ اللَعَسِ

كم رعينا منه ثغراً أشنبا

ورعى منا حقوقَ الذِّمَمِ

وقطعنا فيه عيشاً أطيبا

للصبى لكنه لم يَدُم

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا ليالي السفح من عهد الصبا

قصيدة يا ليالي السفح من عهد الصبا لـ ابن النقيب وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي