يا عائدا برعاية الرحمن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا عائدا برعاية الرحمن لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة يا عائدا برعاية الرحمن لـ خليل مطران

يَا عَائِداً بِرِعَايَةِ الرَّحْمَنِ

أَلنِّيْلُ رَاضٍ عَنْكَ وَالهَرَمَانِ

أَقْبَلْتَ مَوْفُورَ السَّلامَةِ فَائِزاً

وَالمَوْتُ يَنْظُرُ نِظْرَةَ الخَزْيَانِ

مِنْ جَانِبِ البَحْرِ المَهِيجِ تَجُوزُهُ

فِي الجَوِّ أَوْ مِنْ جَانِبِ البُركَانِ

للهِ دَرُّكَ مِنْ جَرِيءٍ حَازِمٍ

لا مُبْطِيءٍ سَفَهاً وَلا عَجْلانِ

وَدَّ الحِمَى لَوْ يَقْتَفِي آثَارَهُ

جَيْشٌ مِنَ البُلاءِ فِي الفَتْيَانِ

أَثْبَتَّ وَالفُلْكُ الضَّعِيفَةُ مَرْكَبٌ

مَا يُسْتَطَاعُ بِقُوَّةِ الإِيمَانِ

صِدْقُ العَزِيمَةِ وَاليَقِينِ إِذَا هُمَا

وَفَرَا فَأَقْصَى مَا يُؤَمَّلُ دَانِي

فِي مِصْرَ عِيدٌ لِلنُّبُوغِ تُقِيمُهُ

لِلْخَالِدِينَ وَلا يُقَامُ لِفَانِي

أَضْحَتْ وَحَاضِرُهَا كَمَا أَقْرَرْتَهُ

تَسْتَقْبِلُ الأَيَّامَ بِاطْمِئْنَانِ

وَتَلَفَّتَ المَاضِي إِلَيْكَ مُحَيِّياً

أَمَلاَ بِهِ المَجْدَانِ يَلْتَقِيَانِ

لِلْمُلْكِ فِي ذِمَمِ المَفَاخِرِ وَالعُلَى

عِوَضٌ كَفَالَتُهُ عَلَى الشُّجْعَانِ

أَليَوْمَ تَخْدُو فِي العَرِينِ أُسُودُهُ

وَالنَّصْرُ بَيْنَ مَخَالِبِ العِقْيَانِ

فِي الحَرْبِ أَوْ فِي السِّلْمِ لا تُقْضَى المُنَى

إِلاَّ وَسَاعَاتُ الكِفَاحِ ثَوَانِ

صِدْقِي تَلاهُ أَحْمَدٌ وَيَلِيهِمَا

سِرْبُ الْبُزَاةِ يَجُوبُ كُلَّ عَنَانِ

إِنِّي لَمَحْتُ هِلالَنَا وَكَأَنَّمَا

يَبْدُو عَلَيْهِ تَلَهُّبُ الظَّمْآنِ

لَوْ كَانَ شَاهَدَهُ أَخُوهُ لَرَاعَهُ

بِجَمَالِ غُرَّتِهِ الهِلالُ الثَّانِي

أَيَعُودُ فِي رَايَاتِ مِصْرَ وَظِلُّهُ

فَوْقَ القُرَى يَمْشِي بِلا اسْتِئْذَانِ

وَنَرَاهُ كَالعَهْدِ القَدِيمِ مُصَعِّداً

وَنَرَى لَدَيْهِ تَطَامُنَ البُلْدَانِ

أَهْلاً بِأَمْهَرِ فَارِسٍ مُتَرَجِّلٍ

عَنْ مُصْعَبٍ يُرْتَاضُ بِالعِرْفَانِ

خَوَّاضِ أَجْوَازِ العَنَانِ مُمَانِعٍ

غَيْرَ النُّهَى عَنْ أَخْذِهِ بِعِنَانِ

فَرَسٌ كَمَا حَلُمَ الجُدُودُ مَجُنَّحٌ

قَدْ حَقَّقَتَّهُ يَقْظَةُ الأَزْمَانِ

يَدعُو الرِّيَاحَ عَصِيَّةً فَتْنِيلُهُ

أَكْتَافُهَا بِالطَّوْعِ وَالإِذْعَانِ

يَسْمُو فَتَتَّضِعُ الشَّوَامِخُ دُونَهُ

حَتَّى تَؤُوبَ بِذِلَّةِ الغيطَانِ

ويَجُولُ بَيْنَ السُّحْبِ جَوْلَةَ مُمْعِنٍ

فِي الفَتْحِ لا يَثْنِيهِ عَنْهُ ثَانِ

فَإِذَا مَنَاثِرُهَا عَوَاثِرُ بِالدُّجَى

وَبِحَارُهَا يَنْضُبْنَ مِنْ طُغِيَانِ

وَإِذَا قُرَاهَا العَامِرَاتُ وَرَوضُهَا

يُقْوِينَ مِنْ حُسْنٍ وَمِنْ عُمْرَانِ

وَإِذَا مَنَاجِمُ تِبْرِهَا وَعَقِيقِهَا

مَهْدُودَةٌ مَشْبُوبَةُ النِّيرَانِ

وَإِذَا الصُّنُوفُ الكُثْرُ مِنْ حَيَوانِهَا

صُورٌ مَنَكَّرَةٌ مِنَ الحَيوَانِ

وَإِذَا عَوَالِمُ لَيْسَ مِنْهَا بَاقِياً

إِلاَّ اخْتِلاطُ أَشِعَّةٍ وَدُخَانِ

هَذِي أَلاعِيبُ الخَيَالِ وَصَفْتُهَا

بِضُرُوبِ مَا تَتَوَهَّمُ العَيْنَانِ

وَمِنَ المَخَاطِرِ مَا يَفُوقُ بِهَوْلِهِ

مَا تُخْطِرُ الأَوْهَامُ فِي الأَذْهَانِ

مَرَّ الكَمِيَّ بِهَا وَضَرَّى طِرْفَهُ

بِالوَثْبِ فَوْقَ حَبَائِلِ الحِدْثَانِ

حَتَّى إِذَا مَا جَالَ غَيْرَ مُدَافِعٍ

أَوْ عَامَ بَيْنَ اللَّيْثِ وَالسَّرَطَانِ

أَلْوَى يَحُطُّ فَمَا يَقُولُ شُهُودُهُ

إِلاَّ جَلاَلَ النَّسْرِ فِي الطَّيَرَانِ

فَإِذَا دَنَا خَالُوهُ عَرْشاً قَائِماً

شَدَّتْهُ أَمْلاكٌ بِلا أَشْطَانِ

فَإِذَا أَسََّ رَأَوْهُ مَرْكَبةً لَهَا

عَجَلٌ تُسَيِّرُهَا يَدَا شَيْطَانِ

فَإِذَا جَرَى ثُمَّ اسْتَوَى فَوْقَ الثَّرَى

ظَهَرَتْ لَهُمْ أُعْجَوبَةَ الإِنْسَانِ

يَا ابْنَ الكِنَايَةِ رَاشَ سَهْمَ فَخَارِهَا

قَدْرٌ رَمَى بِكَ مَهْجَةَ العُدْوَانِ

شَوْقٌ دَعَا فَأَجَبْتَ لا تَلْوِي بِمَا

تُسْتَامُ مِنْ جَرَّائِهِ وَتُعَانِي

وَأُحِسُّ بِالوَجْدِ الَّذِي حَمَّلْتَهُ

مَتْنَ الأَثِيرِ فَشَعَّ بِالتَّحْتَانِ

مَاذَا عَرَاكَ وَقَدْ نَظَرْتَ مُحَلِّقاً

وَجْهَ الحِمَى بِجَمَالِهِ الفَتَّانِ

فَبَدَا لَكَ القُطْرُ العَظِيمُ كَرُقْعَةٍ

خَضْرَاءَ لا تَعْدُو مَدَى بُسْتَانِ

وَجَلا لَكَ الرِّيفُ الحِلَى مَمْزُوجَةً

بِالظَّاهِرِ الخَافِي مِنَ الأَلْوَانِ

فِي مِصْرَ و الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَالقُرَى

خَفَّ الوَرَى بِتَعَدَّدِ السُّكَّانِ

أَنْظُرْ إِلَى أَحْدَائِهِمْ وَكُهُولِهِمْ

أُنْظُرْ إِلَى الفَتَيَاتِ وَالفِتْيَانِ

أُنْظُرْ إِلَى البَادِينَ وَالخُضَارِ فِي

حَلَبَاتِهَا اسْتَبَقُوا لِغَيْرِ رِهَانِ

خَرَجُوا لِيَسْتَجْلُوا طَلِيعَةَ مَجْدِهِمْ

فِي رَكْبِهِ المَحْفُوفِ بِاللَّمَعَانِ

وَليَكْحَلُوا هُدْبَ الجُفُونِ بِإِثْمِدٍ

مِنْ ذَرِّ ذَاكَ المِرْوَدِ النُّورَانِي

وَليُبْلِغُوا شُكْرَ الحِمَى ذَاكَ الَّذِي

أَعْلَى مَكَانَتَهُ إِلَى كِيوَانِ

فَالأَرْضُ هَامَاتٌ إِلَيْكَ تَوَجَّهَتْ

وَنَوَاظِرٌ نَحْوَ رَوَانِ

أَشَعَرْتَ وَالنَّسَمَاتُ سَاكِنَةٌ بِمَا

لِقُلُوبِهِمْ فِي الجَوِّ مِنْ خَفَقَانِ

وَعَرَفْتَ فِي إِكْرَامِهِمْ لَكَ مُنْتَهَى

مَا يَبْلُغُ الإِسْدَاءُ مِنْ عِرْفَانِ

نَزَلَتْ سَفِينَتُكَ الصَّغِيرَةُ مِنْ عَلٍ

تُزْجَى بِرَحْمَةِ رَبِّكَ المَنَّانِ

كَلاَّ وَلا يَلِجُ الرَّجَاءُ وَلُوجَها

فِي كُلِّ جَانِحَةٍ وكلِّ جَنَانِ

لا يَأْخُذُ الأَبْصَارَ نُورٌ هَابِطٌ

مُتَوَانِياً كَهُبُوطِهَا المُتَوانِي

لَقِيَتْكَ حَاضِرَةُ البِلادِ لَقَاءهَا

لأَجَلِّ ذِي حَقٍ عَلَى الأَوْطَانِ

وَاسْتَقْبَلَ الثَّغْرُ الأَمِينُ نَزيلَهُ

بِبَشَاشَةِ المُتَهّلِّلِ الجَذْلانِ

مَا زَالَ لِلإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَضْلُهَا

بِبِدَارَهَا وَالسَّبْقِ فِي المَيْدَانِ

جَمَعَتْ حِيَالَكَ شِيبَهَا وَشَبَابَهَا

كَالأَهْلِ مُؤْتَلِفِينَ وَالإِخْوَانِ

مِنْ نُخْبَةٍ إِنْ يَدْعُهُمْ دَاعِي الفِدَى

لَبَّاهُ كُلُّ سَمَيْذَعٍ مُتَفَانِ

أَبْدِعْ بِحَشْدِهِمُ الَّذِي انْتَظَمَ العُلَى

فِي مَوْضِعٍ وَجَلا الحِلَى فِي آنِ

طَلَعَ الأَمِيرُ الفَرْدُ فِيهِ مَطْلَعاً

عَجَباً تَمَنَّى مِثْلَهُ القَمَرَانِ

عُمَرُ الَّذِي اخْتَلَفَتْ صِفَاتُ كَمَالِهِ

وَجَلالُهَا وَجَمَالُهَا وَحَمَالُهَا سَيَّانِ

الشَّرْقُ يَعْرِفُ قَدْرَهُ وَيَجِلُّهُ

وَيَرَاهُ مِنْ أَعْلَى الذُّرَى بِمَكَانِ

فَاهْنَأْ بِقُرْبِكَ مِنْهُ يَا صِدْقِي وَنَلْ

مَا شِئْتَ فَخْرٍ وَرِفْعَةِ شَانِ

وَتَلَقَّ مِنْهُ يَداً تُجِيدُ خِيَارَهَا

وَتُكَافيءُ الإِحْسَانَ بِالإِحْسَانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا عائدا برعاية الرحمن

قصيدة يا عائدا برعاية الرحمن لـ خليل مطران وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي