يا طيوف الحب ميسي في المياه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا طيوف الحب ميسي في المياه لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة يا طيوف الحب ميسي في المياه لـ ميخائيل خير الله ويردي

يا طُيوفَ الحُبِّ ميسي في المِياه

كَظِلالِ البانِ عانَقنَ النَّخيل

وَالثِمي طَيفاً عَلَى الماءِ أَراه

حَرَّك الأمواجَ في الشَّطِّ الكَحيل

وَمِنَ الأشواقِ فاضَت مُقلَتاه

بَعدَ أَن وَدَّعَهُ الصَّبرُ الجَميل

فَضَحَت عَيناهُ أسرارَ هَواه

وَالهَوى الرُّوحي كَالنُّورِ يَسيل

يا لَصَبٍّ ظَنَّ في الماءِ مُناه

وَظِلالُ النَّخلِ كَالغيدِ تَميل

كانَ يَحيا هازِئاً كَالعَندَليب

بِهُبوبِ الرّيحِ أَو مَيسِ الغُصون

لَم يَكُن يُدرِكُ ما معنى النَّحيب

لا وَلا عَذَّبَهُ داعي الفُتون

فَإِذا بِالحُبِّ كالصَّيفِ الغَريب

حَلَّ في قَلبٍ هُوَ الدَّيرُ المَصون

وَمَضى يَلهو بهِ دونَ رَقيب

وعَذابُ القَلبَ في الحُبِّ يَهون

فَكَأَنَّ الحُبَّ في الَّدُنيا صَليب

وَكَأَنَّ العاشِقينَ المُجرِمون

لا تَكُن يا صاحِ كالصَّبِّ الأَسير

روحُهُ تَهتَزُّ مٍِن لَوعَتِهِ

يُرسِلُ الأنّاتِ حَرَّى في الأثير

كالهَوى النّابِعِ مِن مُهجَتِهِ

لَيتَهُ بَرَّدَ ذَيّاكَ السَّعير

كُلَّما أَمعَنَ في حِدَّتِهِ

فَظِلالُ الأيكِ في الماءِ النَّمير

تَذهِلُ المَفتونَ عَن فِتنَتِهِ

وَعِلاجُ المُشتَكي أَمرٌ يَسير

نَشَأَت شَكواهُ عَن خِفَّتِهِ

ما الهَوى إِلاّ اذِّكارٌ وَاشتِياق

وَحَنينٌ لِلِقاءٍ وَوِصال

فَإِذا غَنَّيتَ بِالماضي استَفاق

وَالهَوى إِن هِجتَهُ ازدادَ اشتِعال

فَاطرُدِ الذِّكرى بِأَلحانِ الفِراق

إِنَّما الدُّنيا مَجيءٌ وَارتِحال

وَعذابُ الحُبِّ وَهمٌ لا يُطاق

وَأَمانيهِ كَأَلوانِ الزَّوال

كُلُّنا ماضٍ إِلى يَومِ التَّلاق

وَالَّذي يَترُكُهُ المَرءُ مَقال

صاحِ بَدِّل حُبَّ لَيلى بِنَشيد

فَهوَ يبَشفيكَ مِنَ الهَمِّ المُقيم

إِنَّ مَن خَلَّتكَ في الحُبِّ شَريد

تَخِذَت مَن لا يُدانيكَ نَديم

أَنتَ تَهوة الرُّوحَ وَالسِّرَّ البَعيد

وَهيَ لا تَهتَمُّ لِلأَمرِ العَظيم

أَيُّها المَفتونُ لا تَحفِل بِغيد

ذَلَّلَ الغاداتِ فَتّانٌ لَئيم

لَيسَ في بَثِّ الهَوى شَيءٌ جَديد

فازَ مَن غَنَّى عَلى اللَّحنِ القَديم

بِالَّذي عَطرَ مِن فيكِ القُبَل

مِثلَ شَمِّ الوَردِ في رَوضَتِهِ

وَالَّذي أَرسَلَ عَينيكِ مَثَل

يَملأُ الأَكوانَ مِن رَوعَتِهِ

حَدِّثي روحي بشما يَنفي المَلَل

يَرجِعِ القَلبُ إلى بَهجَتِهِ

وَامسَحي دَمعي بِمنديلِ الأَمَل

دَمعَةُ العاشِقِ مِن حُرقَتِهِ

لَيسَ يُجديهِ إِذا جاءَ الأَجَل

مُشفِقٌ يَسعى إِلى نَصرَتِهِ

وَأَجَلتُ الطَّرفَ في ذاكَ الخِضَم

وَبُحيراتُ الرُّؤى عَن جانَبِيه

فَرَأَيتُ الصَّبَّ في مَهوى العَدَم

كَغريق كُلَّما مَدَّ يَدَيه

أَعرَضَت عَنهُ الَّتي جارَت وَلَم

تَرثِ لِلصَّبِّ وَلَم تَعطِف عَلَيه

فَكَأَنَّ الحُسنَ لا يَرعى الذِّمَم

وَضحاياهُ مسَرّاتٌ لَدَيه

وَكَأَنَّ البَدرَ شادٍ في الظُلم

ظفِرَت بالبدرِ مَن حَنَّت إِليه

لِلهَوى داعٍ وَلِلبَلوى سَبَب

نَظرَةٌ كَالنَّار في يَومِ الحِساب

وَحَديثٌ فاتِنٌ هاجَ الطَّرَب

وَأَمانٍ تَتَراءى كَالسَّراب

بَهجَةُ الكَونِ ائتِلافٌ وَنِسب

وَهَوى الرُّوحِ أتِّفاقٌ وَاصطِحاب

تِلكَ موسيقى لَها شَرعٌ عَجب

رُبَّ وَرقاءَ اطمَأَنَت لِغُراب

وَهَزارٍ لَم يَنَل مِنها الأَرَب

أَكثَرَ الشَّدوَ وَلَم يَلقَ جَواب

حارَ في سِرِّ الدُّنى لُبُّ الرَّشيد

مُذ غَدا الحُبُّ مُجوناً وَابتِذال

وَسَطا المَكرُ عَلَى الصِّدقِ الأَكيد

وَشَكا أَهلُ الهَوى غَدرَ الجَمال

كَم مُحِبٍّ ما رَأَى يَوماً سَعيد

هامَ بِالطُّهرِ وَقَد عَزَّ المَنال

عاشَ كَالأَيتامِ مَحروماً وَحيد

فَاعتَراهُ الهَمُّ وَزدادَ المَلال

لا دَهاكَ اليَأسُ فَالحُبُّ شَهيد

لَيسَ في الدُّنيا مَعَ الحُسنِ كَمال

وَإِذا بِالحُسنِ يَهوى كَالشِّهاب

غاِصاً في لُجَّةِ اليَمِّ الرَّهيب

كانَ تِمثالاً مِنَ الطّينِ فَذاب

وَتَلاشَت مِنهُ آثارُ اللَّهيب

وَكَمالُ الرُّوحِ بادٍ كَالسَّحاب

يُمطِرُ التِّمثالَ بِالدَّمعِ السَّكيب

ثُمَّ شاهَدتُ عِراكاً وَاضطِراب

وَظِلالاً تَتَلَوَّى وَتَغَيب

أَعيُنٌ ناحَت عَلَى عَهدِ الشَّباب

عِندما أَدركَها عَهدُ المَشيب

كانَ لي بالأَمسِ قَلبٌ فَقَضى

وَأراحَ النّاسَ مِنهُ واستَراح

ذاكَ عَهدٌ مِن حَياتي قَد مَضى

بَينَ تَشبيبٍ وَذِكرى وَنُواح

فَكأَنَّ الحُبَّ نَجمٌ في الفَضا

نُورُهُ يُمحى بِأَنوارِ الصَّباح

كَم فَتىً باتَ عَلَى جَمرِ الغَضا

بَدَّدت آمالَهُ هُوجُ الرِّياح

فَإِذا عاوَدَهُ الماضي ارتَضى

إِنَّ تذكارَ الأَسى يَشفي الجِراح

لَيسَ يا قَلبي لِما مَرَّ رُجوع

أَمَلٌ ماتَ فَلا يُحيي الطَّبيب

لا تَكُن في الحُبِّ كَالطِّفلِ الوَلوع

قَضَتش الأُمُّ وَأَعياكَ النَّحيب

وَالهَوى أَمسى دَفيناً في الضُّلوع

شاهِداً عَدلاً عَلى ظُلمِ الحَبَيب

وَإٍذا الأَصلُ ذَوى تَذوي الفُروع

كَظِلالِ تَختَفي عِندَ المَغيب

فَانتَظِر في دَولَةِ الحُبِّ يَسوع

يَبعثُ الأمواتَ بِالأَمرِ العَجيب

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا طيوف الحب ميسي في المياه

قصيدة يا طيوف الحب ميسي في المياه لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها ستون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي