يا صاح قد جادت بدمع همل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا صاح قد جادت بدمع همل لـ رؤبة بن العجاج

اقتباس من قصيدة يا صاح قد جادت بدمع همل لـ رؤبة بن العجاج

يا صاحِ قَدْ جادَتْ بِدَمْعٍ هَمْلِ

عَيْنُكَ مِنْ عَهْدِ الصِبَا وَجُمْلِ

وَاسْتَبْطَرَتْكَ بِالمَلِيعِ الثَمْلِ

باقِي مَغانِي الغانِياتِ الكُحْلِ

كَأَنَّهُنَّ وَالتَنائِي يُسْلِي

بِالرَقْمَتَيْنِ قِطَعٌ مِنْ سَحْلِ

وَالهَجْرُ قَطَّاعٌ حِبالَ الوَصْلِ

وَالشَيْبُ داءٌ ما لَهُ مِنْ غِسْلِ

لَمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِي وَقَلَّتْ إِبْلِي

تَأَلَّقَتْ وَاتَّصَلَتْ بِعُكْلِ

خِطْبِي وَهَزَّتْ رَأْسَها تَسْتَبْلِي

تَسْأَلُنِي مِنَ السِنِينَ كَمْ لِي

فَقُلْتُ لَوْ عُمِّرْتُ سِنَّ الحِسْلِ

أَوْ عُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفِطَحْلِ

وَالصَخْرُ مُبْتَلٌّ كَطِينِ الوَحْلِ

صِرْتُ رَهِينَ هَرَمٍ أَوْ قَتْلِ

أَوْ خَرِقاً مِنْ طُولِ عَهْدٍ يُبْلِي

تِلْكَ اللَيالِي بِالنَهارِ الوُصْلِ

إِنْ ثَبَتَ الرُوحُ انْتَزَعْن عَقْلِي

أَوْ طَبَّقَتْ دَاهِيَةٌ لا تُعْلِي

إِنِّي وَقَدْ أُمْضِي مَقَالَ الفَصْلِ

يَكْفِيكَ نِكْلِي بَغْيَ كُلِّ نِكْلِ

وَالسابِقُ الصادِقُ يَوْمَ المَعْلِ

كَسَبْقِ صَمْصامَةَ يَوْمَ المَهْلِ

وَالجُرْب أَكْوِي عَرَّها وَأَطْلِي

بِالقارِ أَوْ بِالقَطَرانِ الشَعْلِ

وَقَاتِلٍ حَوْباءَهُ مِن أَجْلِي

لَيْسَ لَهُ مِثْلِي وَأَيْنَ مِثْلِي

إِذْ جَدَّ بِالقَوْمِ نِضالُ النَضْلِ

وَلِي إِذَا نَاضَلْتُ سَهْمُ الخَصْلِ

وَمَدَّ غَلْوِي مُسْتَقِيمَ النَبْلِ

بَلْ بابِ مَحجُوبٍ شَدِيدِ القُفْلِ

سَاوَرْتُهُ مُعْتَرِفاً بِأَكْلِي

بِالصِيتِ وَالعَجَّاجِ غَيْرِ غُفْلِ

وَأَنَا إِنْ حافَلَ يَوْمُ الحَفْلِ

وَغَشَّ ذُو الضَبِّ وَداءُ الحَقْلِ

والحَربُ تَشري بِالكِشافِ المَغلِ

أَرُدُّ رَجسَ الشِقشِقاتِ الهُدلِ

يَحفِزُها زَأْرٌ كَضرْبِ الطَبْلِ

بَيْنَ مِجَذَّاتِ الرَجاجِ العُصْلِ

أَكْتَسِرُ الهامَ وَمَرّاً أَخْلِي

أَطْباقَ ضَبْرِ العُنُقِ الجِرْدَحْلِ

إِذَا انْتَحَى بِالمِخْدَرَيْنِ قَصْلِي

أَلْقَى كَرَادِيسَ العَفَرْنَى العَبْلِ

فِي شَجْرِ مَضَّاغٍ جُرَاز الأَكْلِ

بَلْ جَوْزِ غَبْراءَ شَطُونِ الحَبْلِ

أَصْداؤُها مسْتَعْبِراتُ الشَكْلِ

وَصَوْتُ داعِيها كَصَوْتِ الدَحْلِ

تَسْتَنُّ فِيهَا أُمَّهاتُ السَخْلِ

مِنَ النِعاجِ وَالظِباءِ الخُذْلِ

وَكُلُّ زَجَّاجٍ سُخامِ الخَمْلِ

تَبْرِي لَهُ زَعِلاتٍ خُطْلِ

هِقْلَةُ شَدٍّ تَنْبَرِي لِهُقْلِ

يَنْشَقُّ مَوَّارُ السَرابِ الضَهْلِ

ولَوْنُ هَبْواتِ القَتامِ الطَسْلِ

عَنْ عاتِقَيْها كَانْشِقاقِ السَحْلِ

جاوَزْتُها بِاليَعْمَلاتِ الفُتْلِ

مِنْ كُلِّ عُبْرٍ كَأَتَانِ الضَحْلِ

تَنْجُو إِذَا الهادِي دَعَا بِالهَبْلِ

وَغارَ أَرْدافُ النُجُومِ العُزْلِ

مَعاً وَشَتَّى كَارْفِضاضِ الإِجْلِ

وَأَتَخَطَّى بِجُلالٍ سَبْلِ

يَطْوِي المَرَوْرَى بِيَدٍ وَرِجْلِ

ذَا العَرْضِ مِنْ ساحَتِها أَوْ هَجْلِ

مَضْرُوجِ أَضْراج البِلاد الثُجْلِ

وَإِنْ هَدَى مِنْهَا انْتِقالُ النَقْلِ

في مَتْنِ ضَحّاكِ الثَنَايَا أَزْلِ

إِلَى سُدىً جَمّاتُهُ كَالغِسْلِ

لِلْعَنْكَبُوتِ سِلْسِلٌ مِنْ غَزْلِ

عَلَيْهِ مِنْ مُهَلْهَلاتٍ طُحْلِ

قَلَّصْنَ عَنْهُ فِي لِهامِ السُبْلِ

مُغْبَر أَعْناق الجِبال الجُزْلِ

وَجَوْزِ وَجْناءَ كَجَوْزِ البَغْلِ

قُفٍّ كَظَهْرِ الشارِفِ السِبَحْلِ

إذَا أَنْتَحَتْ قَصْدِي نَحَاها عَدْلِي

بِالنَهَضَانِ وَالوَجِيفِ الذَمْلِ

كَأَنَّ أَعْناق البُرَى فِي الجُدْلِ

قَوَّمْنَ ساجاً مُسْتَخَفَّ الحَمْلِ

تَنْشَقُّ أَعرافُ الأُبابِ الجَفْلِ

عَنْ صُدُعٍ يَقْمُصْنَ بَعْدَ الزَجْلِ

بِكُلِّ قَرْواءَ طَمُوحِ الدَقْلِ

تَهْتَزُّ فِي الماءِ اهْتِزاز الرَأْلِ

فَإِنْ تُفِقْ راحِلَتِي وَرَحْلِي

فَقَدْ أَرانِي وَالصِبَا مِنْ شُغْلِ

صاحِبَ دُنْيَا مُسْتَلِحَّ الوَهْلِ

وَقَد أَرانِي آمِلا أَسْتَمْلِي

وَقَدْ يَعُود القَوْل أَو أَسْتَبْلِي

وَكُنْتُ أُمْسِي نائِياً عَنْ أَهْلِي

ثُمَّ يُدَانِي اللَّهُ بَيْنَ الشَمْلِ

وَعِنْدَهُ مِقْدارُ كُلِّ أَجْلِ

وَقَدْ عَلِمْتُ غَيْرَ قَوْلِ البُطْلِ

ما عَنْ خِلاطِ فِتْنَةٍ مِنْ وَعْلِ

إِذَا الغَوانِي اقْتَدْنَنَا بِالهَزْلِ

قَدْ كانَ قَوْمٌ أُفْتِنُوا بِالعَجْلِ

وَخَضبِ أَطرافِ البَنانِ الطَفلِ

وَطُولِ إِسْجاءِ العُيُونِ النُجْلِ

لِذِي الهَوَى تَبْلٌ بِغَيْرِ تَبْلِ

لِمَا اكْتَسَتْ مِنْ ضَرْبِ كُلِّ شَكْلِ

صُفْراً وَخُضْراً كَاخْضِرارِ البَقْلِ

وَعُلِّقَتْ مِن أَرْنَبٍ وَنَخْلِ

كَثَمَرِ الحُمّاضِ غَيْرِ الخَشْلِ

فِي جِيدِ عَيْناءَ طَرُودِ الرَبْلِ

وَأَبْرَقَتْ فِي مُبْرِقاتٍ كُحْلِ

بَرْقَ الغَمامِ المُسْتَهِلِّ الهَطْلِ

إِذَا وَصَلْنَ العَوْمَ بِالْهِرَكْلِ

رَجْرَجْنَ مِن أَعْجازِهِن الخُزْلِ

أَوْراكَ رَمْلٍ وَإِلجٍ فِي رَمْلِ

مِنْ رَمْلِ يَرْنَى أَوْ رِمالِ الدُبْلِ

يَجْثِي عَلَى بَرْدِيِّ غَيْلٍ خَدْلِ

وَكُنَّ ذا القَرْحِ قَتَلْنَ قَبْلِي

وَكُنَّ لا يَطْلُبنَهُ بِذَحلِ

فَإِنْ تَرَيْنِي كَالحُسامِ النَحْلِ

فَلَّلَ غَرْبِي وَابْتَرَى مِنْ نَصْلِي

مِرَّةُ أَيّامٍ نَقَضْن حَبْلي

بَعْدَ القُوَى عَنْ مُسْتَمِرِّ الفَتْلِ

فَإِنْ تَرَى بَعْدَ الشَبابِ الرَسْلِ

وَبَعْدَ نَفْحِي لِمَّتِي وَرَفْلِي

مُخْرَوِّطِ الجِلْدِ حَدِيثِ الصَقْلِ

الْفُنُقَ الإِخلِيجَ ذاتَ البَعْلِ

وَالعِيطُ قَدْ يَرْمِينَنَا بِالبَهْلِ

فَقَطَعَت أَرْوَى القُوَى مِنْ وَصْلِي

كَأَنَّهَا مَقْلِيَّةٌ أَوْ تَقْلِي

لَمَّا رَأَتْ جَبْهَةَ رَأْسٍ صَعْلِ

إِذَا فَلَتْها لَمْ تَجِدْ ما تَفْلِي

جَلْحاءَ بِئْسَتْ مُسْتَغاثُ القَمْلِ

وَهْيَ تَجْنَّى رُمِيَتْ بِخَبْلِ

ذاتُ الوِشاحَيْنِ وَذَاتُ الحِجْلِ

قالَتْ وَكِفْلُ اللَوْمِ شَرُّ كِفْلِ

إِلَّا تُمِرُّ مِرَّةً أَوْ تُحْلِي

إِذْ عَض أَنْيابُ السِنِين العُصْلِ

فَقُلْتُ قَوْلَ مَرِسٍ ذِي مَحْلِ

لَوْ أَنَّنِي أُعْطِيتُ عِلْمَ الحُكْلِ

عَلِمْتُ مِنْهُ مُسْتَسِرَّ الدَخْلِ

عِلْمَ سُلَيْمَانَ كَلامَ النَمْلِ

ما رَدَّ أَرْوَى أَبَداً عَنْ عَذلِي

ما إِنْ تَزَالُ الدَهْرَ غَضْبَى تَغْلِي

تُمْلِي عَلَى شَيْطانِها ما تُمْلِي

تُؤْذِي وَلا تُغْنِي قِبَالَ نَعْلِ

كَأَنَّهَا مَجْنُونَةٌ فِي كَبْلِ

تَدْعُو بِأَسْماءِ الشَقَا وَتُشْلِي

كَمَا دَعَا داعِي كِلابٍ مُخْلِ

وَقُلْتُ إِذْ وَسْوَسَ أَهْلُ السَمْلِ

وَما المُنَادِي ضاحِياً بِالخَتْلِ

قَدْ تُدْرَكُ الحاجاتُ بَعْدَ المَطْلِ

بِاللَّهِ وَالمائِحُ غَيْرُ وَغْلِ

تُقْضَى فَتَأْتِي مِنْ طَرِيقٍ سَهْلِ

وَيَبْتغِي بِالمَدْحِ أَهْلُ الفَضْلِ

وَإِذْ رُمِينَا بِالخُطُوبِ الثُعْلِ

جِئْنَا بِأَبْكارٍ وَحاجٍ بُزْلِ

إِلَى امْرِئٍ ضَخْمِ الدَسِيعِ جَزْلِ

يُناهِبُ المُدْلِينَ حِينَ يُدْلِي

بِواسِعِ الفَرْغِ رَحِيبِ السَجْلِ

يَمُدُّ مِنْ حَوْماتِ غَيْرِ مُكْلِ

ثَغْبَ دَجِيْلٍ فِي سَوَاقِي دِجْلِ

فَرْعٌ سَقَى مِنْهُ نُضَار الأَثْلِ

طَيِّبُ أَعْراقِ الثَرَى فِي الأَصْلِ

فَحلٌ سَمَا لِلمَجْدِ وَابْنُ فَحْلِ

تَرَاهُ فِي صُورَةِ غَيرِ بَسْلِ

كَالبَدْر أَعْراه الظَلَام المُجْلِي

لَيْسَ تُرابُ أَرْضِهِ بِمَحْلِ

مِنْ سَحِّهِ الدِيمَةَ بَعْدَ الوَبْلِ

كَأَنَّما يُعْطَى الجَدَا بِالسُؤْلِ

لَمْ يَثْنِ كَفَّيْهِ لِجامُ البُخْلِ

وَلا تَعَقَّاهُ يَمِينُ المُؤْلِي

مُبْتاعُ مَجْدٍ يَشْتَرِي فَيُغْلِي

أَبْدَأَ فِي الشُبّانِ غَيْرَ زِمْلِ

وَسَادَ كَهْلاً لِتَمامِ الكَهْلِ

فَرّاجُ غَمَّى فِي اخْتِلاط الأَرْلِ

إِذَا اسْتَخَفَّ الحِلْمَ طَيْرُ الجَهْلِ

أَنْت ابْن أَقْوامٍ بِهِمْ نَسْتَعْلِي

زُهْرٍ مَقارٍ نُهَّضٍ بِالحِمْلِ

الْحامِلِينَ أَوْقَ كُلِّ ثِقْلِ

بِرُحْب أَعْطانِهِمُ وَالبَذْلِ

يَكْفُون أَثْقال الأُمُور البُجْلِ

تَعَمُّداً بِالخُلُقِ الغِدَفْلِ

وَأَنْتَ يا ابْنَ العُمَرَيْنِ المُبْلِي

خَيْراً عَلَى الأُمُورِ البُزْلِ

نائِلَ وَهّابٍ هَنِيءَ النُحْلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا صاح قد جادت بدمع همل

قصيدة يا صاح قد جادت بدمع همل لـ رؤبة بن العجاج وعدد أبياتها تسعة و ثمانون.

عن رؤبة بن العجاج

رؤبة بن العجاج

تعريف وتراجم لـ رؤبة بن العجاج

رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ:

التَّمِيْمِيُّ, الرَّاجِزُ, مِنْ أَعرَابِ البَصْرَةِ وَسَمِعَ: أَبَاهُ, وَالنَّسَّابَةَ البَكْرِيَّ.

وَرَوَى عَنْهُ: يَحْيَى القَطَّانُ, وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ, وَأبي عُبَيْدَةَ, وَأبي زَيْدٍ النَّحْوِيُّ, وَطَائِفَةٌ.

وَكَانَ رَأْساً فِي اللُّغَةِ, وَكَانَ أبيهُ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ رُؤِبَةَ يَقُوْلُ: مَا فِي القُرْآنِ أَعرَبُ مِنْ قَوْلِه تَعَالَى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر} [الحِجْرُ: 94] قَالَ النَّسَائِيُّ فِي رُؤْبَةَ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.

وَرُؤْبَةُ -بِالهَمْزِ-: قِطعَةٌ مِنْ خشب, يشعب بها الإناء, جمعها: رئاب. والروية -بِوَاوٍ- خَمِيْرَةُ: اللَّبَنِ وَالرُّوْبَةُ أَيْضاً: قِطعَةٌ مِنَ الليل.

سير أعلام النبلاء - لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

 

رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي، أبو الجحّاف، أو أبو محمد:

راجز، من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. كان أكثر مقامه في البصرة، وأخذ عنه أعيان أهل اللغة، وكانوا يحتجون بشعره ويقولون بإمامته في اللغة. مات في البادية، وقد أسنّ. وله (ديوان رجز - ط) وفي الوفيات: لما مات رؤبة قال الخليل: دفنا الشعر واللغة والفصاحة .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

 

يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي