يا صاح دع عنك ما تهواه من أمل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا صاح دع عنك ما تهواه من أمل لـ محسن أبو الحب

اقتباس من قصيدة يا صاح دع عنك ما تهواه من أمل لـ محسن أبو الحب

يا صاحِ دَع عنك ما تهواهُ مِن أمل

واِقصد إلى ما يُحبّ اللّه من عملِ

هذا المحرّم قَد لاحَت لوائحهُ

فَلا يَكُن لك غير النوح من شغلِ

فرضٌ علينا ثياب الحزن نلبسها

على الحُسين اِبن طه سيّد الرسلِ

ونَذرِفُ الدمعَ حزناً لاِبن فاطمة

منَ القلوبِ دماء لا منَ المُقَلِ

لَقَد بَكتهُ السما والأرض واِنبَجَست

بالدمعِ أعيُنها كالعارض الهطلِ

وكلّ شيءٍ على رزءِ الحسين بكى

وكلّ طرفٍ له بالدمع منهملِ

فأيّ قلبٍ له لم يَنصَدِع أسفاً

وأيّ عينٍ له بالدمع لم تسلِ

وكيفَ لا تحزن الدنيا وَساكنها

على مُصابِ الإمام السيّد البطلِ

في شهر عاشور دَع عنكَ السرور فذا

شعارُ مَن كان مِن أسلافِنا الأولِ

فالركنُ يبكيه والبيتُ الحرام ومن

سَعى وطافَ فمِن داعٍ ومبتهلِ

له الملائكُ والسبعُ الشداد بَكَت

ومَن على الأرضِ مِن حافٍ ومنتعلِ

هو العزيزُ الّذي جبريل لازمهُ

في مَهدهِ وكَساه فاخراً الحللِ

وفطرس لاذَ فيه وهوَ مُعتصمٌ

بهِ فنالَ الرِضى من واحد أزلِ

محمّد جدّه المُختار شافعنا

وإنّما أبواه فاطم وعلي

وَالمُرتضى حيدر الكرّار والده

ووالد الأوصياء السادة النبلِ

والمُتجبى الحسن الزاكي أخوهُ له

نور تَشَعشع في أفقِ الجلال جلي

هذا الحُسين وهل مثل الحسين فتى

سادَ الرجالَ أَلا أفديه من رجلِ

هو الكريمُ الّذي جادَت أناملهُ

على الأنام كبحرٍ مفعم خضلِ

أبوهُ ليثُ شرى والحرب عادتهُ

إن شلّ صارمه فالضرب للقللِ

تجمّعت آل حربٍ كي تقاتله

أو أن يُطيع لحكم الفاجر الرذلِ

فقالَ واللّه لا أعطيكمُ بيدي

حتّى أموت وثوبي بالفخار ملي

فكيفَ يحكم في الإسلام طاغيةٌ

ينمى إلى دوحةِ الأوغاد والسفلِ

لاقى الصلاةَ بأرض الطفّ مُنفرداً

وما له مِن معين ناصر وولي

أصحابه جاهدوا عنه وما نكلوا

حتّى قضَوا بين منحورٍ ومنجدلِ

واللّه منهم شرى قدماً نفوسهم

فقدّموها له طوعاً بلا مهلِ

عبّاد ليلٍ فهُم لا يَهجَعون به

فمِن مُصلٍّ ومن داعٍ ومنتفلِ

أماجد كان يوم الحَرب عيدهمُ

والموتُ عندهم أحلى من العسلِ

شدّوا على زمرِ الأعدا كأنّهم

أسد تشدّ على جمع من الهملِ

مِنهم أخوه أبو الفضل الّذي حَملت

يمينهُ السيف مأموناً من القللِ

مُذ حلّ في الطفّ أضحى الجيش في فزعٍ

ومنهُ أعداؤهُ باتت على وجلِ

بكاهُ لمّا على شاطي الفرات هَوى

موزّع جسمُه بالبيض والأسلِ

أخي وددتُ بأنّي قد فديتك لو

أنّ المنيّة ترضى عنك بالبدلِ

وشبله شابَهَ المختارَ في خلق

وقد حكى المُرتضى الكرّار أن يصلِ

كذلك القاسم العريس حين رَأَت

جبينه الشمس ردّت عنه من خجلِ

ولستُ أنسى حبيباً حين جاءَ إلى

نصر اِبن فاطمة يسعى على عجلِ

ومسلماً وزهيراً والأطائب من

أنصاره قاتلوا شوقاً إلى الأجلِ

أضحَت جُسومهم صرعى وأرؤسهم

بها يُطافُ على العسّالة الذبلِ

أَضحى حفيدَ رسول اللّه مُنفرداً

ما بينَ أهل الخنا والمكر والحيلِ

وحينَ ظلّ وحيداً لا نصير له

ورحلهُ عاد من أهل الوفاء خلي

فآبَ والطفل مذبوحٌ ومنحره

يفيضُ بالدم صاد غير منتهلِ

اللّه كَم حلّ بالإسلام من نوبٍ

وكَم أصاب الهدى من حادث جللِ

لَهفي لزينب إذ فرّت بإخوَتها

وهُم ضَحايا بلا دفن ولا غسلِ

والسبط ما بينهم عارٍ تكفنّهُ

نسج الرياح بأبراد من الشملِ

هَوَت عليه بلا لبّ تعانقه

فودّعت جسمهُ باللثم والقبلِ

نادَت بصوتٍ حزين وهي صارخة

وأعولت ودّعت بالويل والثكلِ

يا حرّ قلبي لآل اللّه قد حملت

بين الأجانب فوق الأنيق الهزلِ

وَبينها السيّد السجّاد مُمتحناً

قد أوثقوه على عجف من الإبلِ

يا زائراً بقعة فوق الضراحِ سَمَت

عزّاً ونالت فخاراً قطّ لم ينلِ

لكربلا تربة طابت وقد طَهُرت

فيها الشفاءُ منَ الأسقام والعللِ

ضمّت حُسيناً وقد حازَت به شرفاً

ورفعة ومقاماً من علاه علي

يا آلَ طهَ ومن فيهم قدِ اِعتَرفت

كلّ المَذاهب والأديان والنحلِ

أَنتُم رَجائي وأنتم عدّتي وبكم

أرجو النجاة فأنتم علّة العللِ

فمَن أحبَّ بني الهادي وعترته

هيهات مِن عثرةٍ يخشى ومن زللِ

وَمَن يُعاديهم يوماً وينههم

فذاك نطفتهُ لم تخل من خللِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا صاح دع عنك ما تهواه من أمل

قصيدة يا صاح دع عنك ما تهواه من أمل لـ محسن أبو الحب وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن محسن أبو الحب

محسن أبو الحب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي