يا راحلين إلى الديار الباقيه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا راحلين إلى الديار الباقيه لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة يا راحلين إلى الديار الباقيه لـ ناصيف اليازجي

يا راحلينَ إلى الدِّيارِ الباقيَهْ

لا تَعمُروا دارَ الخَرابِ الفانيَهْ

تِلكَ الدِيارُ هي المُقامُ وإنَّما

هذي الدِّيارُ مَراحلٌ في الباديَهْ

ويحْي مَتَى تُصْحُونَ من سُكرٍ بلا

خمرٍ ومن نومٍ بعينٍ ساهيَهْ

إن كانَ غَرَّكُمُ الغُرورُ بأمرِكم

فتذَكَّروا أمرَ القُرونِ الخاليَهْ

يا سائراً والموتُ مِلءُ طَرِيقِهِ

احذَرْ فأنتَ على شَفيرِ الهاويَهْ

واعلَمْ بأنَّكَ ليس تخطو خَطْوةً

مأنونةً مِن أنْ تَكُونَ القاضيَهْ

يلهو الجَهُولُ عنِ المَنيَّةِ زاعماً

أنَّ المنيَّةَ عنهُ أمسَتْ لاهيَهْ

النَّاسُ أمثالُ الفرائسِ حَولَها

رُسُلُ المنيَّةِ كالذِّئابِ الضاريَهْ

يَتَجَنَّبُ المَرْءُ البَلاءَ وطالما

فاتَتْهُ داهيةٌ فصادَفَ داهيَهْ

وإذا تَعافى مُدنَفٌ من عِلَّةٍ

فعَليهِ أُخرى ليسَ منها عافيَهْ

أشكُو مُصابَكَ يا شَكوراً لم تَكُنْ

يوماً لهُ في الدَّهرِ نفسٌ شاكيَهْ

يا طائعاً أمرَ الإلهِ وزاجراً

عن تَرْكِ طاعتِهِ النُّفوسَ العاصيَهْ

يا صاحبَ القلبِ السَّليمِ كأنَّهُ

قد صِيغَ من عَذْبِ المياهِ الصافيَهْ

والصادِقَ الكَلِمِ التي لسَدادِها

كانت تَقودُ إلى الهُدَى بالناصيَهْ

والنَّاصِحَ البَرَّ الوَدُودَ المُستَوِي

قولاً وفِعلاً خُفْيةً وعَلانَيهْ

واللازمَ التهذيبِ في أعمالهِ

مثلَ التزامِ الشِّعرِ حرفَ القافيَهْ

لَمَّا دَعاكَ اللهُ من فِردَوْسِهِ

لَبيَّتَ مُمتثِلاً بنفسٍ راضيَهْ

ما كانَ ذاك العَزمُ إلاّ لَيلةً

حتى نَزَلتَ بِدارِهِ في الثانيَهْ

سَكَبَ الإلهُ عليكَ رَحمتَهُ كما

كانت مَراحِمُ قلبكَ المُتَواليَهْ

لم تبكِ عينٌ منكَ قَطُّ بسَوءَةٍ

وعليكَ صارت كلُّ عينٍ باكيَهْ

جَبَلٌ رفيعٌ هَزَّهُ ريحُ القَضا

والرِّيحُ يَعصِفُ بالجِبالِ العاليَهْ

ريحٌ توهَّمَ فيهِ لوناً أصفَرا

مَن ظنَّ فيهِ لَهيبَ نارٍ حاميَهْ

هُوَ زُبدةُ الأمراضِ في جُمهورِها

مثلَ الخُلاصةِ من بيوتٍ الكافيَهْ

فلَو اتَّخذْتَ إليهِ في أفعالِهِ

نَسَباً لكانَ البحرَ وَهْيَ الساقيَهْ

تَبّاً لها من ضَربةٍ فَتَّاكةٍ

كُثُرَتْ لوَقْعتها الشِّجاجُ الداميَهْ

فَتَكَتْ بهِ ولعلَّها اعتذَرَتْ لنا

إذ لم تَكُنْ وَقَعَتْ برأسِ الزاويَهْ

أنتَ المُرادُ ولا أُسمِّي غُنيةً

منِّي عَنِ اسمِكَ بالصِّفاتِ الغانيَهْ

وإذا سَلِمتَ فأنتَ شَمسٌ قد كَفَتْ

عن ضَوءِ كلِّ الأنجُمِ المُتَواريَهْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا راحلين إلى الديار الباقيه

قصيدة يا راحلين إلى الديار الباقيه لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي