يا دهر لو تدري بمن فجعتني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا دهر لو تدري بمن فجعتني لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة يا دهر لو تدري بمن فجعتني لـ عبد الحميد الرافعي

يا دهر لو تدري بمن فجعتني

لرحمتني مهما تكن جبارا

افقدت عيني نورها وحشاشتي

دمها وروحي روحها المعطارا

افقدت يومي انسه ودجتني

نبراسها وصباحي الاسفارا

افقدت قومي شيخها وعميدها

يوم النضال وليثها المغوارا

افقدت أوطاني اجل رجالها

علماً وحلماً واسعاً ونجارا

صنوى الكبير محمد من كان لي

من بعد فقد أبي أبا مغيارا

من جوهر الإحسان صيغ وكم له

في صنعه ما يعجب الابرارا

لِلّه كم لك يا محمد من يد

معروفها يجري وليس يجاري

يا كامل الأوصاف قد البستني

بنواك حزناً ينقص الأعمارا

أبكي شمائلك التي لو صورت

شخصاً لخالته الأنام نزارا

عربية تجد العروبة عندها

عزاً ومجداً باذخاً وفخارا

أبكي مكارمك التي قد علمت

عند الخصاصة قومك الإيثارا

أبكي صلاحك والتصوف منك عن

ذوق يفيض على الحجى أنوارا

أبكي شجاعتك التي كانت لنا

عند الشدائد عسكراً جرارا

أبكي ابتهاجك بالضيوف كأنما

قد ألبسوك من الحبور دثارا

أبكي اهتمامك بالصديق كأن له

حق الشقيق وان هفا أو جارا

أبكي مجالسك التي كنا بها

نستعذب الأبحاث والاسمارا

لهفي عليك أخي وما يجدي الفتى

طول التلهف والعيون حيارى

ترنو لتبصر من خيالك لمحة

متلفتات يمنة ويسارا

هي لمحة المذهول لا رؤيا الكرى

ليت الكرى من بعد فقدك زارا

لولا الخيال وفضله لرأيتني

كالجاهلين أعاتب الأقدارا

طوراً احاوله فيعجزني كمن

قد راح يرصد كوكباً غرارا

ويسرني طوراً بشخصك ماثلا

للعين اذ نتبادل الأنظارا

فأخال أني في حياتك ما نأى

عني سناك ولا بعدت مزارا

ويلاه من فقد الأحبة أنه

يوهي القوى ويضعضع الأفكارا

ماذا احرر في رثائك يا أخي

وقف الفؤاد على الرثاء فحارا

ادعو القريحة ان تعين عواطفي

لأعد في تأبينك الأسفارا

فأحسها جمدت كأن الحزن قد

أخنى على أقدارها وأغارا

فعذرتها ولعل عذري واضح

ولقد عهدتك تقبل الأعذار

حياك ما بكت الحمامة الفها

رب يكافيء مثلك الأخيارا

وحباك من رضوانه ونواله

ما ينعش الأرواح والأسرارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا دهر لو تدري بمن فجعتني

قصيدة يا دهر لو تدري بمن فجعتني لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي