يا أم مقتحم العجاج الأقتم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة يا أم مقتحم العجاج الأقتم لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة يا أم مقتحم العجاج الأقتم لـ ابن نباتة السعدي

يا أُمَّ مُقْتَحِمِ العَجاجِ الأقْتَمِ

قد صرتُ بعدكِ مَغنماً للمَغْنَمِ

وشَربْتُ حين شربتُ وُدَّ مُعاشِرٍ

وَدّوا من البَغْضاءِ لو شَرِبوا دَمي

شَهَروا صَوارِمَهم عليّ كأنّهُمْ

لم يَعلَموا أنّ الصّوارمَ في فَمي

فالآنَ قد وَضَحَ النّهارُ لمبصِرٍ

فعَرَفْتُهُ وقضيتُ حاجةَ لَهْذَمِ

فإذا اللّسانُ عليكَ ضلّ طريقَهُ

فاجعلْ مسالكَهُ قُلوبَ الدَّيْلَمِ

ولبست من هِمَمي وصدقِ عَزائِمي

دِرعاً يَصُدُّ من القَضاءِ المُبْرَمِ

وأبَيْتُ أنْ ألْقى الزّمانَ وأهلَهُ

إلا بماضي الشفرتينِ مُصَمّمِ

عَضْبٌ إذا ضربَ الجماجمَ حوّمَتْ

مِنْ وقْعِهِ فوقَ النُّسورِ الحُوَّمِ

لا تَدخُلُ الأيامُ فيما بيننا

إني ودَهْري بالصّواعِقِ نَرْتمي

فإذا رأتْ مِنّا فَتىً مُتَظلّماً

من قَرنهِ فليبدَ بالمُتَظَلِّمِ

ما بالُ طعم العيشِ عندَ مَعاشِرٍ

حُلوٌ وعندَ مَعاشِرٍ كالعَلْقَمِ

من لي بَعيْشِ الأغبياءِ فإنّهُ

لا عيشَ إلا عيشُ مَنْ لم يَعْلَمِ

وتقولُ روحي قد سترتَ مُثالِعاً

لا لومَ قد برِحَ الخَفا فتكلّمي

اليوم أوقدُ بالعِراقِ وفارسٍ

ناراً تُذيبُ قلوبَ أهلِ الموسِمِ

حتى أرَى المُثْرى كما تهوى العُلا

في الناسِ أهونَ من سِبالِ المُعْدَمِ

يا لائماً فيما يؤملُ صاعداً

ماذا يقولُ له ملامُ اللُّوّمِ

عاقَ القضاءَ ولم تَعُقْ أغراضَهُ

ليس الكريمُ على القضاءِ بقَيّمِ

ملكٌ إذا قادَ الجيادَ إلى الوَغى

رفعَ العَجاجَ من القَنا المتحطّمِ

وإذا تحكّمَ طارقٌ في ماله

حكمَ النّدى بالمالِ للمتحِكّمِ

كلفٌ بأيامِ المكارمِ والعُلا

طَبٌّ بروحِ الدّارِعِ المستَلئِمِ

تتظلمُ الأسيافُ من أقلامِهِ

فيكادُ يَرحَمُهُنّ من لم يَرْحَمِ

وتَهارَبُ الأقدارُ من أسيافِهِ

عن حتمِها فكأنّها لم تُحتَمِ

ولقد رأيت عُفاتَهُ وجِيادَهُ

فرأيتُ عِرساً واقفاً في مأتَمِ

وشَمَمْتُ تربةَ أرضِهِ فحسبْتُها

مخلوقةً من نَشرِ تلكَ الأنْعُمِ

يا ذا الذي جعلَ السماءَ مِهادَه

وبنى أساسَ المجدِ فوقَ الأنجُمِ

أنكفْكِفُ الآمالَ جَرحى بَعْدَما

أصبحتَ غوثَ المستجيرِ المُنْعِمِ

لا تَحسبنّ قضاءَ حقّي مَغرماً

إنّ المَعالي تحتَ ذاكَ المَغْرَمِ

إنْ كنتَ عن وُدّي بودّكَ راغباً

وبحاجتي في الحاجِ غيرَ مُتيَّمِ

فاقرِ السلامَ على الشآمِ وقل لها

أنتِ المُناخُ لناقَتي فتبسّمي

ولأوسِعَنّكَ ما استطعتُ من السُرى

فإن استطعتَ تَقدّماً فتَقَدّمي

هيهاتَ كيفَ يكونُ ذاكَ وإنّهُ

حاشى فعالُكَ أنْ تُشانَ بمِيسَمِ

لا دَرّ دَرُّ الانتظارِ فإنّه

شيءٌ يُزهّدُ في نَوالِ المُنْعِمِ

وجَبُنْتُ غيرَ مُجبَّنٍ في ماقِطٍ

عن ذكرِ حالي للوَزيرِ الخِضْرِمِ

لا تخشَ شبلَ الغابِ أنْ تَدنو لهُ

فلقد حَشَوتَ الرعبَ قلبَ الضّيْغَمِ

وأنا البصيرُ بكلِّ علمٍ غامضٍ

فإذا رأيتُ مذلةً فأنا العَمي

والذّلُّ أثقلُ من جِبالِ تِهامَةٍ

عندي وأعذَبُ منهُ سُمُّ الأرْقَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة يا أم مقتحم العجاج الأقتم

قصيدة يا أم مقتحم العجاج الأقتم لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي