وهبتك يا دهر من تطلب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وهبتك يا دهر من تطلب لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة وهبتك يا دهر من تطلب لـ إسماعيل صبري باشا

وَهَبتُكَ يا دَهرُ من تَطلُبُ

أَبعدَ أَمينٍ أخٌ يُصحَبُ

طَوَيتَ المودَّةَ في شَخصِهِ

فَأيَّ وِدادِ امرىءٍ أخطُبُ

وَأيَّ بَديلٍ له أَرتَضى

وَأَيَّ شَمائِلهِ أندُبُ

أمينُ اتَّئِد في النَوى وَارعَني

فَبَيني وَبَينكَ ما يوجِبُ

أَتَذكُرُ إذ أنتَ منّي النِياطُ

من القلب أو أنت لي أَقربُ

وإذ نحن هذا لهذا أخٌ

وهذا لذا ابنٌ وهذا أبُ

ومن قال عَنّا من الناظِرين

نديما جَذيمةَ لا يَكذِب

حَسبتُ بِأنَّكَ لي خالدٌ

فكانَ الذي لم أكن أحسَبُ

أَفي ذا الشَبابِ وهذا الإِهاب

يَموتُ الفتى الطاهرُ الطَيِّبُ

وَيودي الذَكاءُ وَيقضى الوَفاء

وَتَردى الفَضيلَةُ أو تَعطَبُ

عَجيبٌ منَ المَوتِ أَفعالُه

وَعَتبى على فعلِهِ أعجَبُ

بِذا حكمَ اللَهُ في خَلقهِ

لكلِّ امرىءٍ أجَلٌ يُكتَبُ

وَجَدتُ الحياةَ طريقَ المماتِ

وكلٌّ إلى حَتفهِ يَسرُبُ

وَيَعثُرُ فيها الفتى بالشَباب

وَيَدلِفُ بِالعِلَّةِ الأَشيَبُ

وَيَتعَبُ بِالزادِ فيها الفِقير

وَأهلُ الغنى بِالغِنى أتعَبُ

وَيَشقى أخو الجهل في جهلِهِ

وَيحرجُ بالعالِمِ المَذهَبُ

مَوارِدُ مَشروعَةٌ لِلحَياةِ

فَأيُّ موارِدِها الأَعذَب

أَتَعلَمُ عَينُ الرَدى مَن تُصيبُ

وَتَدري يَدُ المَوتَ مِن تَضرِبُ

أَلَمّا تَكامَلَ نورُ الأَمين

وَتاهَ به الشَرقُ وَالمَغرِب

وَأَوفى المَكارمَ ما أَمَّلَت

وَأَعطى الفَضائِلَ ما تَطلُبُ

وَدانَ لهُ أملٌ في الحياةِ

وَتمَّ لهُ في العُلا مَأرَبُ

طواهُ الرَدى عَلماً فَانطَوى

بهِ أملٌ مُقبِلٌ نَرقُبُ

فَيا نائِيا وَالهوى ما نَأى

وَذِكراهُ في البالِ لا تَعزُب

هنيئا لدارٍ تَيَمَّمتَها

لَقد زارَها المَلكُ الأَطيَبُ

وَجاوَرَها كَوثَرٌ من خلالِ

كَ حُلوٌ من الخُلدِ مُستَعذَبُ

تَنَعَّمتَ فيها وَخَلَّفتَني

لَدى منزِلٍ بَرقهُ خُلَّبُ

وِدادُ الصديقِ به حُوَّلٌ

وَقَلبُ الصَديقِ به قُلَّبُ

وَصعبٌ على الحُرِّ فيه المُقام

وَلكنَّ هِجرانهُ أَصعبُ

وَيا تُربةً حلَّ فيها الأَمينُ

لأَنتِ الفَراديسُ أَو أَخصَبُ

حُبِستِ على رحماتِ الرَحيم

وَجادَكِ رِضوانهُ الصَيِّب

وَلا زالَت السُحبُ مُنهَلَّةً

وَأنتَ لأَذيالها تَسحبُ

وَرَوَّتكَ مِنّي دُموعٌ تَسيل

تُخامِرُها مُهجٌ تُسكَبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وهبتك يا دهر من تطلب

قصيدة وهبتك يا دهر من تطلب لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي