وكلني بالهم والكآبة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وكلني بالهم والكآبة لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة وكلني بالهم والكآبة لـ بديع الزمان الهمذاني

وكلني بالهم والكآبة

طَعّانَةٌ لعانةٌ سَبَّابَهْ

للسلفِ الصالح والصحابَهْ

أساءَ سمعاً فأساء جابه

تأمَّلُوا يا كبراء الشيعة

لعشرةِ الإسلامِ والشريعه

أتستحلُّ هذه الوقيعة

في تبع الكفرِ وأهل البيعه

فكيفَ من صدقَ بالرسالهْ

وقام للدِّين بكُلِّ آلهْ

واحرز اللّه يد العقبى له

ذَلِكُمُ الصديقُ لا مَحَالَهْ

إمامً من أُجمع في السقيفه

قطعاً عليهِ أنهُ الخليفهْ

ناهيكَ من آثاره الشريفه

في رَدِّهِ كيد بني حنيفه

سَلِ الجبالَ الشُّمَّ والبحارا

وسائلِ المنبر وَالْمَنَارَا

واستعلمِ الآفاقَ والأقطارا م

ن أظهر الدين بها شِعارا

ثم سَلِ الفرسَ وبيت النار

من الذي فَلَّ شبا الكفار

هل هذه البيضُ من الآثارِ

إلا لثاني المصطفى في الغارِ

وسائِلِ الإسلام من قوَّاهُ

وقال إذْ لم تَقُلِ الأفواهُ

واستنجز الوعدَ فأوْمى اللّهُ

من قامَ لما قعدوا إلا هو

ثاني النبي في سِني الولادهْ

ثانيهِ في القبر بلا وسادهْ

أتأمُلُ الجنة يا شتامهْ

ليست بمأواك ولا كرامَهْ

إنَّ امرأً أثنى عليه المصطفى

ثُمَّت والاَه الوصيُّ المرتضى

واجتمعت على معاليه الوَرَى

واختارهُ خليفةً رَبُّ العُلاَ

واتبعتهُ أُمَّةُ الأُمِّيِّ

وبايعتهُ راحةُ الوَصِيِّ

وباسمٍهٍ استسقى حَيَا الوسمي

ما ضرَّهُ هجو الخوارزميِّ

سبحان من لم يُلقمِ الصخرَ فمه

ولم يُعدهُ حجراً ما أَحْلَمَهْ

يا نذل يا مأبُونُ أفطِرت فمه

لشد ما اشتاقت إليك الحطمه

إن أميرَ المؤمنين المرتضى

وجعفر الصادِقَ أو مُوسَى الرِّضَى

لو سمعوك بالخنا مُعَرّضَا

ما ادَّخَروا عنك الحسامَ المنتضَى

ويلك لم تنج يا كلب القمر

ما لك يا مأبونُ تغتاب عُمَرْ

سيد من صامَ وحج واعتمر

صَرِّحْ بإلحادِكِ لا تمشي الخمرْ

يا مَنْ هجا الصِّدِّيق والفاروقَا

كيما يقيمَ عند قومٍ سُوقا

نفخت يا طبلُ عليْنا بوقا

فما لك اليومَ كذا موهوقاً

إنك في الطعنِ على الشيخين

والقدح في السَّيِّد ذي النورين

لواهِنُ الظهر سخين العين

معترضٌ للحين بعد الحين

هلا شغلت باستك المغلومه

وهامةٍ تحمِلُهَا ميشومه

هلا نهتك الوجنة الموشومه

عن مشتري الخلد ببئر رومه

كفى من الغيبة أدنى شمه

من استجاز القدح في الأئمّهْ

ولم يعظم أمناءَ الأُمَّهْ

فلا تلوموه ولومُوا أمَّهْ

ما لكَ يا نذل وللزكيَّهْ

عائشة الراضية المرضيهْ

يا ساقِطَ الغيرة والحمية

ألم تكن للمصطفى حظيَّهْ

من مبلغٌ عنِّي الخوارزميَّا

يخبره أنَّ ابنهُ عَليَّا

قد اشترينا مِنهُ لحمانيَّا

بشرطِ أَنْ يفهمنا المعنيَّا

يا أَسَدَ الخلوة خنزير الملا

مَا لَكَ في الجري تقود الجملا

يا ذَا الذي يثلبني إذا خلا

وفي الْخلا أطعِمُهُ ما في الخلا

وقُلتُ لَمَّا احتفل المِضمارُ

واحتفتْ الأسماعُ والأبصَارُ

سوفَ ترى إذَا انْجَلى الغبارُ

أفرسٌ تحتي أم حِمَارٌ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وكلني بالهم والكآبة

قصيدة وكلني بالهم والكآبة لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي