وفتية كنجوم الليل مسعدة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وفتية كنجوم الليل مسعدة لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة وفتية كنجوم الليل مسعدة لـ بديع الزمان الهمذاني

وفتية كنجوم الليل مسعدة

كل إذا لاح سامي الطرف مرموق

في فاغم النور مَوشيّ جوانبه

كأنه من خصال الشيخ مسروق

واهاً لشُوس القوافي كيف أبذلها

وكل واحدة منهن عيوق

لا لا أزفك إلا كفؤ مكرمة

ولا أبيعك حتى ينفق السوق

شمي يمين وزير المشرقين غدا

فإنه بنسيم النجم مخفوق

شمي يداً للمعالي فوق كل يد

وتحت كل فم أنيابه روق

قالت أما دون بلخ للمنى غرض

أدنى ودون وزير الشرق مخلوق

بلى بلاد وأقوام وأهل غنى

بي عنهمُ وبهم عن همتي ضيق

كم رائع الجسم إلا أنه طلل

وهائل الصوت إلا أنه بوق

إني امرؤ في مقام الفخر يحرمني

عطاء غيرك إني منك مرزوق

بما جمعت تفاريق الكمال غداً

بين الملوك وبيني منك فاروق

فإن مددت يدي يوماً فلا رجعت

حتى يعود على ستسه النوق

مجد أروض على مكروهه خلقي

إن الرياضة للأخلاق راووق

أقر السلام وزير الشرق في سحر

نسيمه بذكي المسك مفتوق

وأنت يا نومة الفجر ابتغي نفقاً

إن القرار ولما ألقه موق

وانعم صباحاً وزير المشرقين ولا

يفُتْك في أمل عزم وتوفيق

فضل المزية أن المكرمات به

مجموعة وهي في الدنيا تفاريق

ومطفل من بنات الزنج يخدُمها

من آلة طبعتها الهند إبريق

تمجّ حيّاتا ريق الحياة وإن

ينشط فلا قوت إلا ذلك الريق

طاعت ليمناك واسطاعت رياضتها

فشأنها الدهر ترقيع وتمزيق

إذا دجا ليل خطب أطلعت شمعاً

يجلو الدجى بدمى فيها تزاويق

شمع يداك له شمع حِجاك له

دمع سجيته جمع وتفريق

كأن يمناك بحر وهي زورقه

أليس من آلة البحر الزواريق

ووابل صعدته الريح لحت له

والبحر فرغ له والدلو انبيق

فارتد منك على أعقابه خجلاً

ولم تفض دمعَه تلك الحماليق

وأينق كقسي النبع ليس لها

إلا الحقائب حملاً والصناديق

أخذن منك مواثيقاً مغلظة

إن الكرام سجاياهم مواثيق

وعزمةٍ لا ينال النجم مصعدها

لا يستقل بها هضب ولا نيق

نامت عيون الورى عنها فطرت لها

كفِلقة الصخر مجَّتها المجانيق

وحاسد كذبته النفس قلت له

هذي الحقيقة لا تلك المخاريق

شرح ومعاني كلمات قصيدة وفتية كنجوم الليل مسعدة

قصيدة وفتية كنجوم الليل مسعدة لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ثلاثون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي