وصلت حبال الوصل بعد تصرم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وصلت حبال الوصل بعد تصرم لـ محمد الجزائري

اقتباس من قصيدة وصلت حبال الوصل بعد تصرم لـ محمد الجزائري

وصلت حبال الوصل بعد تصرم

ووفت كما شاء الغرام لمغرم

وأتتك في غلس الظلام كأنها

قمر تحف من الشموع بأنجم

وافت اليك بشخصها ولطالما

منعت طروق خيالها المتوهم

هيفاء رنحها الدلال فأرهفت

إرهاف خوط البانة المتنعم

سفرت فبرقعها الجمال ببرقع

من فاحم الشعر الأثيث المظلم

فتحدثت عن لؤلؤ متنثر

وتبسمت عن لؤلؤ متنظم

تعلو بأتلع واضح وإذا رنت

فبناظري أحوى غرير أرثم

مهضومة الكشحين مرهفة الحشا

ريا المخلخل والموشح قد ظمي

ما جال مقلاق الوشاح بخصرها

إلا وضاق سوارها بالمعصم

وعليلة اللحظات تكسر جفنها

بأحد من ذي شفرتين مصمم

ترنو فتنتزع الكمي فؤاده

بفواتر الألحاظ لا بالأسهم

وكفاك شاهد قتله في خدها

مما عليه من التضرج بالدم

يا قاتل اللَه الغواني إنها

ولع المشوق وكل صب مغرم

فهجرننا حتى ظننا لم تصل

ووصلننا حتى كأن لم تصرم

من منصفي منهن أو هل آخذ

من عندهن ظلامة المتظلم

حكمت علي بهجرة وبفرقة

والغيد أجور حاكم مستحكم

وترى إجترام من الأعادي طاوياً

مني الضلوع على جوى متضرم

وأروض نفسي بالتبصر جارعاً

كأساً مريراً طعمه كالعلقم

مسترشداً مهما رأيت غواية

ومتى رأيت جهالة أتحلم

فلأنهضن بها كزايفة القطا

سبحت بما خرة العجاج الاقتم

خيلا كأمثال القطا حمل القنا

في متن كل مدجج مستلئم

ولأظفرن بهم بعزمة باسل

ماضي العزيمة كالهزبر الضيغم

فلئن قتلت فانني في قتلهم

غير الظلوم لهم ولا المتجرم

ولئن عفوت وقد قدرت عليهم

فكما علمت شمائلي وتكرمي

ولرب يوم قد تقنع شمسه

بمثار نقع كالدجنة مظلم

لبست فيه كتيبة بكتيبة

ولففت فيه عرمرماً بعرمرم

وطعنت حتى ليس غير مكسر

وضربت حتى ليس غير مثلم

وهتكت فيه فروج كل مفاضة

زرت على ذي لبدتين غشمشم

عاجلته بالرمح ثم علوته

بالسيف يدمي غربه لم يثلم

فتركته جزر الوحوش تشاركت

فيه السباع وكل نسر قشعم

كان الشراب وليس لي بمحلل

فالآن حل وليس لي بمحرم

فانهض إليه فإننا في فرحة

من عرس أروع للمكارم ينتمي

حسنت خلائقه فكانت كاسمه

حسناً بغير الحسن لم يتوسم

حاز الكمال فجاز من أقرانه

مرمى بعيداً شأوه لم يرتم

وجرى إلى أمد العلوم بمنهج

ضل البصير بناظر فيه عمي

شرح ومعاني كلمات قصيدة وصلت حبال الوصل بعد تصرم

قصيدة وصلت حبال الوصل بعد تصرم لـ محمد الجزائري وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن محمد الجزائري

أبو القاسم محمد بن علي بن كاظم بن جعفر بن حسين بن محمد بن أحمد الجزائري النجفي. عالم جليل، وشاعر معروف. ينتمي إلى أسرة علمية كبيرة، ولد في النجف، ونشأ على والده، وأخذ المقدمات على أفاضل عصره، ثم أخذ الفقه والأصول على السيد ميرزا حسن الشيرازي، وهو شاعر من طراز فاخر، جزل اللفظ، رصين القافية، بدوي النزعة، عربي الشعور. هاجر إلى سامراء، ولازم علماءها حتى نال درجة الاجتهاد. توفي في النجف، ودفن في وادي السلام. له ديوان شعر في مكتبة الشيخ محمد رضا الشبيبي. وله: شرح الفرايض لأستاذه القزويني، كتاب في النحو، كتاب في الأديان والاعتقادات، كتاب في وصف الرياض والأغصان.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي