وجلال تاج الملة المنان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وجلال تاج الملة المنان لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة وجلال تاج الملة المنان لـ ابن نباتة السعدي

وجَلالِ تاجِ الملّةِ المنّانِ

وبقاءِ دولتهِ على الحدَثانِ

ما ساسَ ملكاً قبلَه في حادثٍ

باقٍ ولا في سالفِ الأزْمانِ

يا ليتَ لي قلباً يساعدُ ناظري

فأراهُ يومَ تَغيُّرِ الألوانِ

والبيضُ غامضةُ الشّخوصِ كأنّها

في النقعِ سِرٌّ ضاعَ في الكِتمانِ

يومَ الخَوامسِ أو صبيحةَ أربقٍ

ولهم إليه تَلَهُّفُ الوَلهانِ

حتى إذا اكتحَلوا بغُرّةِ وجهه

خَروا لرؤيتهِ على الأذْقانِ

وسللتَ رأيكَ فاستباحَ حريمَهم

والبيضُ ما سُلّتْ من الأجْفانِ

جَذَبَ الفَريسةَ وحدَهُ ضِرغامُه

تُغنيهِ شِدّتُه عن الأعْوانِ

لا يَستظِلُّ سوى عَجاجَةِ فيلقٍ

مثلَ القِلادةِ ما لَهُ طَرَفانِ

تقعُ النسورُ من الزّماجرِ وسطَه

وتطيحُ فيه كواسرُ العِقْبانِ

أخْنى وجرّ على بلادِ ربيعةٍ

ذَيلاً يُجرُّ بسائرِ البلدانِ

رَكَدَتْ بميّافارِقينَ كَتيبةٌ

وكتيبتانِ على بني يُونانِ

طلعتْ من الدربينِ يلحِمُ بينَها

رهجُ الوَغى وغَماغِمِ الفُرْسانِ

ورجعنَ لا يدرينَ أنّ رجوعَها

كتَبَ الشَّقاءَ على بني شيبانِ

خَلَطَ السُّباءَ مراهقاً من سِرّهم

بفَتىً وبِكرٍ منهم بعَوانِ

وَوَرَدْنَ بابلَ والدليلُ أمامَها

يسألنَه عن مُنتهى العُمْرانِ

سَمِعَتْ بذي القَرنينِ أنّ جيادَه

رَفَعَتْ عمادَ السّدِّ بالبُنْيانِ

فسَمتْ إلى ياجُوجَ تَبغي بَغيَهُ

إذْ أدركتْها سورةُ الغضبانِ

غَمرتْ فضائلُك الجبابرَةَ الأُلى

سنّوا طِلابَ العزّ للفِتيانِ

وأنِفتَ إذع خُلقوا أمامَكَ أوّلاً

من أن يكونَ لك الفعالُ الثّاني

وملكتَ أسرارَ القلوبِ وإنّما

سُلطانُ ملكهم على الأبدانِ

ومتوج أعطكَ بيضةَ ملكِهِ

ونَجا على مُتمطِّرٍ فَلْتانِ

لو كانَ يُؤثرُ أنْ يُمجَّدَ فعلُهُ

يومَ الطّعانِ لكان غيرَ جبانِ

يهوَى الثّناءَ مبرِّزٌ ومقصِّرٌ

حُبُّ الثّناءِ طبيعة الإنسانِ

ومُضاغنينَ عسوا عليكَ فعضهم

غمزٌ يُقيمُ تأوُّدَ العِيدانِ

وتوهّموا الشيطانَ يَفُذُ كيدهُ

في أيِّ مملكةٍ وأيِّ زمانِ

كنت الفطامَ المرَّ من عاداتِهم

وشفاءَ دأبهِم من العُدوانِ

خيرُ الرّعيّةِ من يُطامن شخصَهُ

خوفُ الإلاهِ ورهبة السّلطانِ

ودَعوتَني وقُرى الجزيرةِ بينَنا

وعبابُ دجلةَ جامحُ الطّغيانِ

لبّيكَ يا عضدَ العُلا ويد النّدى

وشباةَ كلّ مهنّدٍ وسِنانِ

لكَ كل يومٍ بِدعةٌ مشهورةٌ

يَعيا بها ويكلُّ كل لِسانِ

فلك على الزّوراءِ دائرُ قطبه

أطلَعتَ فيه كواكبَ النِّيرانِ

باهتْ به الأرضُ السماءَ وقبلَه

باهيتَها بأسنّةِ المُرّانِ

هي سُنّةٌ نُسخت بها سننُ الوَرى

جمعاً ودينٌ شاعَ في الأدْيانِ

وغريبةٌ تَعْمى الخَواطرُ دونَها

ويَحارُ فيها القلبُ والعينانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وجلال تاج الملة المنان

قصيدة وجلال تاج الملة المنان لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي