وبر الكشمير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وبر الكشمير لـ نزار قباني

لا وقت َ لدينا للتفكيرْ.
أعصابي ليستْ من خشَبٍ…
وشفاهُكِ ليست من قصديرْ…
يدُكِ المطمورة ُ تحت يدي.
منديلٌ مشغولٌ بحريرْ…
و مفاتنُ جسمكِ لا تُحصَى …
و العمرُ قصيرْ..
* * *

لا وقت َ لدينا للتفكيرْ.
فأنا أتعاطى الشِعرَ ..ولا أتعاطى – سيِّدتي – التفكيرْ…
عارية ٌ أنتِ .. كنَصْل السيف.
و نهدُكِ يحملني.. و يطيرْ.
و أنا أتقلَّبُ فوقَ الريش.
و أغرقُ في وبَرَ الكشميرْ.
فأمانا ً.. يا أمطارَ الفُلِّ.
أمانا ً .. يا وبَرَ الكشميرْ.
و اقتربي.. يا جُزُرَ البللور.
فإنَّ الموتَ عَلَيكِ مُثيرْ.
* * *

عيناكِ .. بحالةِ تعتيم ٍ…
و الجوُّ مطيرْ.
و أنا لا أطلبُ تفسيرا ً…
ما قَتَلَ الحبَّ سوى التفسيرْ…
إني أهواكِ .. و ذاكرتي…
في أقصى حالاتِ التخديرْ…
أهواكِ .. وأجهلُ ماذا كنتُ.
و من سأكونُ.
و أينَ أصيرْ.
أهواكِ .. الى حدِّ التدميرْ…
و أسيرُ اليكِ كما البوذيُّ…
إلى أعماق النار يسيرْ.
* * *

سيِّدتي !…
هذا عصرُ العُنف.
و عصرُ الجنس ِ.
و عصرُ الدهشةِ و التغييرْ.
فلنهرُبْ من سيف السيّافِ ،
و قِصّةِ عنترة ٍ و الزيرْ.
مدفونٌ جسمكِ ، تحت الرمل ِ الساخن ِ ، من أيام ِ جريرْ…
مهروسٌ نهدُكِ ، مثلَ شريحةِ لحم ٍ ، في أسنان ِ أميرْ.
لا وقتَ لدينا للتاريخ..
فنصفُ حوادثه تزويرْ..
إقتربي.
إقتربي مني .
و لنكسِرْ آلافَ الأشياء.
فلا تعميرَ.. بلا تكسيرْ…
من جسمكِ تنطلق ُ الغَزَواتُ.
و منهُ .. سيبتدئُ التحريرْ.

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي