وافت لنا الراحات في الراحات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وافت لنا الراحات في الراحات لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة وافت لنا الراحات في الراحات لـ حسن حسني الطويراني

وافَت لَنا الراحاتُ في الراحاتِ

وَشموسها دارَت عَلى الداراتِ

لطفت ورقّ زجاجُها وَمزاجُها

فَتشابها في جَوهَرٍ وَصفات

مَرّت عَلى مرّ السنين فَبُعثِرَت

بِالنشأة الأُخرى مِن الكاسات

جلّت عَن الأَبصار حَتّى أَنّها

لتكاد تَخفى في أكف سقاة

وَأَخالُها في كف من يسعى بِها

صُوراً هيولاها من الوجنات

ذكرت لنا العصر القَديم فَأَذكرت

بحديثها عصراً أَخا اللذات

حنت فلقّنت القيان حنينها

وَبكت بِدُرِّ حَبابِها أَوقاتي

فَكأنما الناي الرخيم أَعادها

نشراً وَقام العُود بالميقات

أَو أَنَّها نظرت شَبابَ سُقاتها

فتفكرت ما بدأة النشآت

يا حبذا روحٌ تَروح وَتَغتدي

بعقول حاسيها عَلى النَغمات

جادَت بِها أَيدي أغَنٍّ أَهيفٍ

صاحي اللَواحظ فاترِ الغَمزات

ضنّت حَواجبه برمز عيونه

وَجفونه تبدي الظُبى ثملات

سكناتُه حركاتُ أَفكار الهَوى

فاعجب لذي الحركات في السكنات

في وَجنتيه جنةٌ لكنها

محروسة عن نيلها بِجُناة

تَزهو وَتَهواها النُفوس وَحظها

من ذاكَ حَظ العَين في المرآة

لا تذكروا السحر المبين إِذا رَنا

فَالسحر دون الغنج وَاللحظات

وَدَعو المدام إِذا تنقّل إِنَّما

خطراته تُغني عَن الخَطرات

وافى يُحَيّي بالطِّلا وَيعيد لي

عَصرَ الصَبابة بَعد أَيّ فَوات

فَجعلت أَحسوها رَحيقاً قَرقَفاً

ما بَين ريمٍ أَغيدٍ وَمهاة

فَإِذا ثملتُ صَحوتُ من نغماته

وَإِذا صَحَوت ثملت بالحركات

لِلّه ما أَهنا زَمان مسرّتي

بِأَحبتي وَالغيد وَالغادات

وَلئن أَكن وَفّيت حَقَّ خلاعتي

فَلَقد وَفَت لي بِالعُلا هماتي

فَأَنا الَّذي إِن رَقّ طَبعي لِلهَوى

فَلَقَد قَسى عَزمي وَدام ثَباتي

لا تَنثني لي همةٌ وَعَزيمةٌ

أَبَداً وَلا يَروي الدنيء رواتي

لا أَصطفي غير العَزيزِ منالُه

رَأياً وَلا تَرضى العِدا فَتكاتي

وَإِذا هَويت هَويت أَيّ ممنّعٍ

ما بين مَربض أُسدِه وَحماة

وَإِذا مدحت مدحت آل محمد

وَأَخصُّ منهم مدحةَ السادات

أَأَبا الفُتوح وَأَنت أَعني خَير من

يَعني البَليغ وَدون ذا كَلمات

آباؤك القَوم الذين همو همو

نُور الهُدى وَمنازل الرَحمات

بِكُم اِستَنار الكَون وَاتضحت لَنا

سُبل الرَشاد وَباب كُل نَجاة

وَبجدّكم قَد أَخرج المَولى الوَرى

لِلنُور بَعد تحالك الظلمات

وَبحبكم جاء الكتاب وَمدحكم

في محكم التَنزيل والآيات

اللَه أَكبر أَيّ قَوم أَنتمو

وَبَأيّ جدّ سدتمو وسراة

لا فَخر إِلا ما اِنتمى لفخاركم

ما بَين ماض في الزَمان وَآت

أنتم خلاصة صَفوة الرَحمَن مِن

بَين العِباد وَلَمعةُ المشكاة

لَو عُدّ فَضلٌ في الأَنام لغيركم

فبكم يفاخر كُل ذي عَزمات

وَكَفى بَما جبريل أَبلغ مدحةً

وَتعاقبٍ في الذكر وَالصَلوات

فَبكم يحل اليمن أَين حللتمو

وَبكم تقبل صالح الدَعوات

بكم استقام الدين وَالدُنيا مَعاً

فَافخر عَلى الأَحياء وَالأَموات

قَوم تَزينت العُصور بذكرهم

فمضت وَدام عَلى جَميل صفات

شرُفَت تَواريخُ الأَنام بِما رَوَت

عَن حُسن سيرتهم وَفضل سَماة

لَو أُنطقت غبراؤنا بحديثهم

ما لذّت النَغمات بِالنقرات

أَو جُسِّمت أَخبارهم للعين ما

راقَت لَديها بَهجة الجَنات

فَسل الدَفاتر وَالمَآثر إنها

قامَت عَلى مَحو القَضا بثبات

لِلّه تَوفيق المَليك فَإِنَّهُ

جَمع المَكارم بَعد كُل شَتات

أَولاك ما أَولى وَإِنك أَهلُه

فَاغنم وَدُم يا ماجد الغايات

وَاقبل فديتك ما أَقول مهنّئاً

فَبمثل مدحك تَزدهي أَبياتي

فَاليمن وَالإِقبال قال مؤرّخاً

قل قَد وَفى النيشان للسادات

شرح ومعاني كلمات قصيدة وافت لنا الراحات في الراحات

قصيدة وافت لنا الراحات في الراحات لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي