وافاك من فلق الصباح تبسم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة وافاك من فلق الصباح تبسم لـ ابن عبدون

اقتباس من قصيدة وافاك من فلق الصباح تبسم لـ ابن عبدون

وافاكَ مِن فَلَقِ الصَباحِ تَبَسَّمُ

وَاِنجابَ مِن غَسَقِ الظَلامِ تَجَهُّمُ

وَاللَيلُ يُنعى بِالأَذانِ وَقَد شَدا

بِالفَجرِ طَيرُ البانَةِ المُتَرَنِّمُ

وَدُموعُ طَلِّ اللَيلِ تخلقُ أَعيُنا

يَرنو بِها مِن ماءِ دِجلَةَ أَرقَمُ

يا صاحِبي بَينَ الصَراةِ وَدِجلَةٍ

وَدَعا العلاقَةَ مُسعدٌ وَمُتَيَّمُ

هَل في لِحاظِكَ إِنَّما هِيَ عطفَةٌ

زَهرٌ عَلى خُضرِ الرُبى أَو أَنجُمُ

بيضٌ كَما ضَحِكَت حَواشي رَوضَة

وَشّى السِماكُ ملاءَها وَالمِرزَمُ

خَبَطَت بنا ورقَ الظَلامِ سَوابِحٌ

مِلءُ النَواظِرِ سَيرهُنَّ تَوَهُّمُ

فَإِذا سَرَت فَاللَيلُ مِنهُم أَبيَضٌ

وَإِذا غَدَت فَالصُبحُ مِنها أَدهُمُ

مِن كُلِّ هَفهافِ العنانِ كَأَنَّهُ

نَفسُ المشوقِ تَعاوَرَتهُ اللُوَّمُ

بَيني وَبَينَ الدَهرِ يَومٌ مِثلُهُ

وَالبيضُ تَشهَدُ وَالصَوارِمُ تَحكُمُ

وَمِن المشاهدِ كَالشُهودِ سَوامِعٌ

وَمِنَ الأَسِنَّةِ أَلسُنٌ تَتَكَلَّمُ

سامَت لِساني فيكَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ

مِقةٌ إِذا كُتِمَ الهَوى لا تكتمُ

وَمَحَبَّةٌ مَوروثَةٌ مَكسوبَةٌ

بُدِئَ الزَمانُ بِها وَعَنها يُختَمُ

وَإِلَيكَ مِن بِنتِ الضَميرِ حَديقَةً

غَنّاءَ تُنجِدُ بِالرُواةِ وَتُتهِمُ

طَبَّقتُ آفاقَ الكَلامِ فَلَم أَدَع

زَهراً يَرِفُّ وَلا جُماناً يُنظَمُ

وَحَدَوتُ مِن غُرَرِ البَديعِ بِأَينُقٍ

أَنا خَلفَها بادي العُروقِ مُحَرّمُ

وَتَرَكتُ أَرضَ الغَربِ وَهيَ كَأَنَّما

بي عالِجٌ أَو ضارِجٌ أَو زَمزَمُ

وَرَحمت في الآدابِ كُلِّ مُسَفسفٍ

يَثغو إِذا هَدَرَ الفَنيقُ المُقرمُ

وَالفَهمُ قَد غارَت نُجومُ سَمائِهِ

وَالعلمُ وَحيٌ وَالطُروسُ تُتَرجَمُ

لِلَّهِ دَرُّكَ هَل لِمَجدِكَ غايَةٌ

إِلّا وَأَنتَ بِها معنّىً مغرَمُ

وَعَلاكَ لي رِدءٌ وجودُكَ في يَدي

ماضٍ كَرَأيِكَ في الخُطوبِ مُصَمّمُ

هَزَّتكَ أَرواحُ السَماحَةِ بانَةً

وَمِنَ الرَجاحَةِ في حِماكَ يلملَمُ

وَتَعَلَّمت مِنكَ الغَمامَةُ شيمَةً

تَهمي وَفيها لِلبُروقِ تَبَسّمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة وافاك من فلق الصباح تبسم

قصيدة وافاك من فلق الصباح تبسم لـ ابن عبدون وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن ابن عبدون

عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون الفهري البابرتي أبو محمد. ذو الوزارتين، أديب الأندلس في عصره، مولده ووفاته في يابرة، استوزره بنو الأفطس إلى انتهاء دولتهم (سنة 485 هـ) وانتقل بعدهم إلى خدمة المرابطين. وكان كاتباً مترسلاً عالماً بالتاريخ والحديث، من محفوظاته كتاب الأغاني، وهو صاحب القصيدة (البسامة - خ) في شستربتي (4351) التي مطلعها: الدهر يوجع بعد العين بالأثر في رثاء بني الأفطس، شرحها ابن بدرون، وغيره وترجمت إلى الفرنسية والإسبانية. له كتاب في (الانتصار لأبي عبيد البكري على ابن قتيبة) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي