هي الخيل تضويها الربى والبسابس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هي الخيل تضويها الربى والبسابس لـ أديب التقي

اقتباس من قصيدة هي الخيل تضويها الربى والبسابس لـ أديب التقي

هِيَ الخَيل تُضويها الرُبى وَالبَسابس

ضَوابحُ تَنزو بِالشَكيم عَوابس

عَلى فُتن القَفقاس شُعثاً كَأَنَّها

بِمَفرقِها حينَ اِستَدارت قَلانس

تُريك شُكول المَوت حُمراً حجولُها

إِذا صُبغت بِالطَعن مِنها القَوانس

مِن الفَيلَقُ الجَرّار كَاليمّ زاخِراً

تَدَفَّعُ كَالأَمواج فيهِ الفَوارس

سَرَوا وَالبُنود الحُمر فَوقَ رُؤوسهم

خَوافق تَحميها الكماة الأَشاوس

أُسود تَلاقي المَوت وَهِيَ بواسم

وَوَجه الرَدى في الرَوع أَسود عابس

وَرُبَّ فِجاجٍ لا حباتٍ إِذا بَدا

لَها الصُبح رُدَّت وَهِيَ بيد طَوامس

مَضائق سَدَّت بِالجِبال فروجها

سَبائخ مِن نَدف السَما وَكَبائس

كَأَنَّ رُكام الثَلج بَحرٌ بِها طَما

كَأَنَّ الذرى فيهِ سَفين قَوامس

كَأَنَّ الضياع المقفرات جَزائر

أَحاطَ بِها بَحر مِن الثَلج قالس

تَرى الأَرض مَمّا حاكَت السُحب فَوقَها

زَرابيها مَبثوثة وَالطَنافس

إِذا ماالرَبيع الغَضُّ وَشّى سفوحها

زَهَت فَوقَ هاتيكَ السُفوح طَيالس

فَمن عَنَمٍ غَضَّ البَنان منوِّرٍ

وَمِن نَفَلٍ زُرّت عَلَيهِ المَلابس

وَتَفتَرُّ عَن نَور الأَقاحي أَباطح

تُوشَّع مِنها بِالشَقيق بَرانس

أَزاهير مِن شَتّى الصُنوف كَأَنَّها

غَلائل مِما تَكتَسيه العَرائس

لَقَد حَشَّدوا فيها الجُيوش تَتابَعَت

كَتائب قَد ضاقَت بِهنّ المَتارس

فَما لَقِيَ الخَيل المغيرة دارع

وَلا اقتحم البيض الصَوارم تارس

لِجنديّهم خَلق الغُزاة إِذا غَزوا

وَنَفس عَلى وِرد الحَمام تَنافس

صَبور عَلى الجُلّى تَرى مِنهُ راجِياً

مِن العزّ ما يَصبو لَهُ وَهُوَ يائس

تَعفَّف حَتّى لا يَرى الدَهر شاكياً

فَيَحسب مِن أَهل الغِنى وَهُوَ بائس

وَلا مثل تِلكَ الشُوسِ هيماً إِلى الوَغى

إِذا قيل يَوم الرَوع أَينَ الأَحامس

لَيوث عَرين غالها البرد وَالطَوى

قَضت مِثلَما في الغار تقضي الهَجارس

ثَمانون أَلفاً أَو يَزيدون صُرِّعوا

فَأَجسامهم تَسفي عَلَيها الرَوامس

وَكَم في ثَنايا الشعب وَالواد هالكاً

تَعاورَه بِالناب وَالظفر ناهس

وَكَم جيفة وَحش الفَلاة يَعافها

تَنازَعَ فيها جُوّعٌ وَتَنافسوا

هَلُمُّوا إِلَينا وَاِنظُروا ما أَصابَنا

وَأَيَّ شَقاءٍ في الحَياة نُمارس

أَلم يَأتكم ما حَلّ فينا وَقَد مَشَت

نَوادٍ بِأَخبارٍ لَنا وَمَجالس

يعاودنا الداء المبرّح وَالطَوى

وَيقتلنا برد هُنالك قارس

عَذيرك مِن عَيش تَجهَّم وَجهه

وَثارَت لَهُ في كُل نَفس هَواجس

إِذا الصُبح جَلّى عَنهُ غَيهَب لَيله

تُغشيه مِن لَيل الخُطوب حَنادس

وَمَن كانَ يَوماً لِلنيوب فَريسَةً

فَإِنّا لِناب الجُوع فيهِ فَرائس

لَقَد أَضرمت بَرلِينُ في الأَرض فتنة

لَها في فَرُوقٍ أَلسنٌ وَمَقابس

دَعي الحُكم فينا يا فُروق فَإِنَّما

لِبرلين حُكم فيكَ لَيسَ يُنافس

نَقايس بِالماضي مِن العزّ حاضِراً

فَيصرعنا التَفكير في ما نقايس

رِجالكِ لَم تَنهض بِهم مِن جُدودهم

عَزائم رَدّت بِندهم وَهُوَ ناكس

لَقَد سوّدت تِلكَ الصَحائف مِنهُم

فَجائع قَد ضاقَت بِهنّ الفَهارس

سِياسة تَفريق بِها ضاعَ مُلكهم

وَأَودى بِما جرّت مسوس وَسائس

وَكَيفَ يَلَمّ الشَعث بَعدَ اِنتِشاره

وَقَد بَلَغت ما يَشتهون الدَسائس

طَوائف مِن شَتّى العَناصر لَم يَكُن

لِيحوجها في ما اِدّعَوه التَجانس

إِذا اِتَحَّدوا بَأساً فَلَيسَ يَضيرهم

أَن اِختَلَفت أَجناسهم وَالمَغارس

شرح ومعاني كلمات قصيدة هي الخيل تضويها الربى والبسابس

قصيدة هي الخيل تضويها الربى والبسابس لـ أديب التقي وعدد أبياتها أربعون.

عن أديب التقي

أديب محمد سعيد التقي. أديب مدرس فاضل، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، مولده ووفاته فيها، تعلم في المدارس التركية السلطانية واحترف التعليم، شارك مع الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. من مؤلفاته: (التاريخ العام-ط) جزآن، و (مناهج التربية والتعليم-ط) رسالة، و (سير التاريخ الإسلامي-ط) ، و (أغاريد التلاميذ - ط) ، و (سير العظماء- ط) ، و (غرائب العادات-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي