هيهات ما تغني القنابل والقنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هيهات ما تغني القنابل والقنا لـ ابن الحداد الأندلسي

اقتباس من قصيدة هيهات ما تغني القنابل والقنا لـ ابن الحداد الأندلسي

هَيْهَاتِ ما تُغْنِي القَنَابِلُ والقَنَا

والمَشْرَفِيَّةُ في مُلاقاةِ المَنَى

فَعَلاَمَ تُسْتَاقُ العِتَاقُ وإنْ جَرَى

وَجَرَيْنَ جَاهِدَةً وَنَيْنَ وما وَنَى

وعَلاَمَ تُجْتَابُ الدِّلاصُ فإنَّها

لَيْسَت مَوانِعَ سُمْرِهِ أَنْ تُطْعَنَا

إنَّ المَنِيَّةَ ليس يُدْرَكُ كُنْهُهَا

فَنَوَافِذُ الأَفْهَامِ قد وَقَفَتْ هُنَا

في كلِّ شيءٍ للأَنَامِ مُحَذِّرٌ

ما كانَ حَذَرَهُ شُعَيْبٌ مَدِيَنَا

وَحَيَاتُنَا سِفَرٌ وَمَوْطِنُنَا الرَّدَى

لَكِنْ كَرِهْنَا أَنْ نُحِلَّ المَوْطِنَا

والعَيْشُ أَضْنَكُ إنْ تَعَذَّرَ مَطْلَبٌ

كم مِنْ ضِنَاكٍ في مَطَالِبِهِ ضَنَى

وَلَرُبَّما أَعْطَى الزَّمانُ مَقَادَهُ

لا تَيْأَسَنَّ فَرُبَّ صَعْبٍ أَمْكَنَا

لا بُدَّ أَنْ تَتْلُو الحياةَ مَنِيَّةٌ

مَنْ شَكَّ أَنَّ اليومَ يُزْجِي المَوْهِنَا

لا تَرْجُ إبقاءَ البَقَاءِ على امرئٍ

كُلُّ النُّفُوْسِ تَحِلُّ أَفْنيةَ الفَنَا

تَجِدُ الحياةَ نفيسةً ونُفُوْسُنَا

غُرَباءُ تَرْغَبُ عندها مُتَوَطَّنَا

لَوْ أَنَّهَا شَعَرَتْ لها وَسَقَتْ دَرَتْ

أنَّ الوَفَاةَ هي الحَيَاةُ تَيَقُّنَا

لكنَّها عَمِيَتْ ولم تَرَ رُشْدَهَا

ما كُلُّ مَنْ لَحَظَ الأمورَ تَبَيَّنَا

فَتَبَصَّرَنَّ مُصَابَ سَيِّدَةِ الوَرَى

تُبْصِرْ دَنَاءَةَ ذي الحياةِ وذي الدُّنَى

أَعْظِمْ به مِنْ حادثٍ جَبُنُوا له

ما ظَنَّ قَبْلُ شُجَاعُهُمْ أنْ يَجْبُنَا

وَتَرُوا وما عَلِمُوا بِوِتْرٍ ضَائِعٍ

مَنْ ذا يُطَالِبُ بالتِّرَاتِ الأزْمُنَا

ذَابَتْ سُيُوفُهُمُ أَسىً فَظُبَاتُها

تَحْكِي المَدَامِعَ والجُفُوْنُ الأجْفُنَا

وَتَقَصَّدَتْ أَرْمَاحُهُمْ إنْ لم تَكُنْ

شَجَراً وَشِيْكُ المَوْتِ منه يُجْتَنَى

لم يَذْكُرُوا إحْسَانَهَا إلاَّ نَسُوا

حُسْنَ العَزَاءِ وبَعْدَهَا لَنْ يَحْسُنَا

فكأنَّما أنفاسُهُمْ وَمَقَالُهُمْ

نارٌ تُحَرِّقُ بَيْنَهُمْ عُوْدَ الثَّنَا

وما جَفَّ مِنْ دَمْعٍ عليها مَدْمَعٌ

الحُزْنُ ما وَالَى الدَّمُوْعَ الهُتَّنَا

أَعَقِيْلَةَ الأَمْلاَكِ والمَلْكِ الذي

لَبِسَ السَّناءُ به جَلابِيْبَ السَّنَا

فَسَقَاكِ مِثْلَ نَدَاكِ أَوْ كَدُمُوْعِنَا

مُزْنٌ يُعِيْدُ ثَرَاكِ رَوْضَاً مُحْزَنَا

إنْ كُنْتِ مِتِّ فَذَا ابنُكِ المَلِكُ الذي

يُحْيي البَرَايَا والعَطَايَا والمُنى

كَثُرَتْ مَحَامِدُهُ فَحَقَّ بها اسمُهُ

وَأَدامَ إحْياءَ المَكَارِمِ فاكتَنَى

فإذا بَنى الأعداءُ هَدَّمَ ما بَنَوا

والدَّهْرُ لا يَسْطِيعُ يَهْدِمُ ما بَنَى

يا أيُّها المَلِكُ الذي أوْصافُهُ

تُعْيي البليغَ ولا تُطِيْعُ الألْسُنَا

إنْ كان عُظْمُ الرُّزْءِ أَصْبَحَ كافِراً

بِتَجَلُّدٍ لا تُمْسِ إلاَّ مُؤْمِنَا

صَبْراً وإنْ جَلَّ المُصَابُ وَسَلْوَةً

فَإِلَيْهِمَا حَكَمَ الحِجَى أنْ تَركُنَا

والدَّهْرُ أَهْوَنُ أنْ يَجيْءَ بحادثٍ

لم يَثْنِهِ حُسْنُ التَّجَلُّدِ أَهْوَنَا

والبِرُ يَقْضِي أنْ تكونَ مُعَظِّماً

والحِجْرُ يقضِي أن تكونَ مُهَوِّنَا

فَلَئِنْ صَبَرْتَ فإنَّ فضَْلَكَ باهِرٌ

ولَئِنْ حَزِنْتَ فَحُكْمُهُ أنْ تَحْزَنَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هيهات ما تغني القنابل والقنا

قصيدة هيهات ما تغني القنابل والقنا لـ ابن الحداد الأندلسي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن الحداد الأندلسي

محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله. شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم. أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه، ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده. وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية. له كتاب (المستنبط في العروض) .[١]

تعريف ابن الحداد الأندلسي في ويكيبيديا

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، المعروف بابن الحداد ( ? - 480 هـ / ? - 1087م ) هو شاعر أندلسي. له ديوان شعر كبير مرتب على الاحرف الابجدية، وكتاب المستنبط في العروض . أصله من وادي آش سكن المرية وأصبح من شعراء بلاط المعتصم بن صمادح، فأكثر في مدحه، ثم حصلت بينه وبينهم جفوة اضطرته إلى الفرار لسرقسطة سنة 461 هـ فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن بن هود من بعده. وعاد إلى المعتصم، وتوفي بالمرية. حظي هذا الشاعر بفضل السبق في طرحه موضوع جديد على مسرح الشعر العربي، وفن التغزل تحديدا، حيث عني بالتغزل بالمرأة النصرانية، فأثر هذا في لغته الشعرية فجعله يوظف اللغة العقائدية فيكون دقيقا في اختيار ألفاظه من خلال ولوعه بالأجواء التي توحي بعقيدة هذه المرأة النصرانية، كما يعكس هذا الاتجاه في شعر «ابن الحداد» القيمة الإنسانية التي كانت تحظى بها المرأة النصرانية في المجتمع الأندلسي. هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في ديوانه «نويرة». وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها. واتّسع حبّ الشاعر نويرةَ لكلّ ما هو مسيحي : كعيسى والإنجيل، والقساوسة وصلبانهم، والرّهبان وكنائسهم، والنّصارى وأعيادهم إضافة إلى التّثليث ورموزه والطقوس وأناشيدها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي