هو البين ظنا لا لعل ولا عسى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هو البين ظنا لا لعل ولا عسى لـ ابن الجياب الغرناطي

اقتباس من قصيدة هو البين ظنا لا لعل ولا عسى لـ ابن الجياب الغرناطي

هو البين ظَنا لا لَعَلَّ وَلا عَسَى

فما بالُ نَفسي لم تفِض عندَه أسى

وَما لفؤادي لم يَذُب مِنهُ حسرةً

فتبّاً لهذا القلب سُرعانَ ما نَسى

وما لجفوني لا تفيضُ مورداً

منَ الدمعِ يَهمِي تارةً ومورّسا

وما للساني مُفصِحاً بخطابه

وما كان لو أوفى بَعَهدٍ لِيَنبسا

أمِن بعدِ ما أودَعت رُوحِيَ في الثَّرى

ورمّدتُ منِّي فلذة القلب مَرمَسَا

وبعد فراقِ ابني أبي القاسم الذي

كسانيَ ثَوبَ الثَّكلِ لا كانَ مَلبِسَا

أؤَمِّلُ في الدُنيا حياةً وأرتَضِي

مقيلاً لدى أبيَاتِها ومعرّسا

فآهٍ وللمفجوع فيها استراحة

ولا بُدَّ للمصدُورِ أن يتَنَفَّسَا

على عُمرٍ أفنَيتُ فيه بضاعتي

فأسلمني للقبر حَيرانَ مُفلسا

ظَلَلتُ به في غفلةٍ وجهالةٍ

إلى أن رَمَى سَهمَ الفِراقِ فَقَرطسَا

إلى الله أشكو بَرحَ حُزني فإنَّه

تلبّس منه القلبُ ما قد تَلَبَّسَا

وصدمة خَطبٍ نازلتني عَشِيَّةً

فما أغنَت الشكوى ولا نفعَ الأسا

فقد صدَّعت شملي وأصمت مَقاتلي

وقد هَدَّمت رُكنِي الوثيقَ المُؤَسَّسا

ثبتُّ لها صَبراً لشدَّة وقعها

فما زلزلت صَبري الجميلَ وقد رسا

ولكن لها نارٌ يشبُّ وقودها

أبيتُ لها ليل السليم موسوسا

وأطمع أن نَلقَى برحمَتِهِ الرِّضا

وأجزعُ أن نشقى بِذَنبٍ فننكسا

أبا القاسم اسمع شَكوَ والدك الذي

حسا مِن كؤوسِ البينِ أفظَعَ ماحَسا

وقفتُ فؤادي مذ رحلتَ على الأسى

فأشهدُ لا ينفكَ وقفاً محبَّسا

وقطّعتُ أمالي من النَّاس كلِّهِم

فلستُ أبالي أحسنَ المرءُ أم أسا

تواريتَ يا شَمسِي وبدرِي وناظِرِي

فصارَ وجودي مُذ تواريتَ حِندسا

وخلَّفت لي عبئاً من الثَّكلِ فادِحاً

فما أتعب الثَّكلانِ نَفساً واتعسا

فيا غُصناً نضراً ذوى عندما استوى

فأوحشني أضعافَ ما كان أنَّسا

يا نعمةً لمّا تبلّغتها انقضت

فأنعَمُ أحوالي بماعاد أبأسا

فودعته والدمعُ يَهمي سحابه

كما أسلم السلك الفريد المجنَّسا

وقبَّلتُ في ذاكَ الجبين مودَّعاً

لأكرم من نفسي عليَّ وأنفَسَا

فلو أنَّ هذا الموتَ يَقبَل فِديَةً

حبوناه أموالاً كِرَاماً وأنفُسَا

ولكنَّهُ حُكمٌ من اللهِ واجبٌ

يسلم فيه من بخير الورى ائتسى

تَغَمَّدَك الرَّحمنُ بالعفوِ والرِّضا

وكرَّم مثواك الحميدَ وقدّسا

وألفَ مِنَّا الشَمل في جَنَّةِ العُلاَ

فنشرب تسنيماً ونلبس سُندُسا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هو البين ظنا لا لعل ولا عسى

قصيدة هو البين ظنا لا لعل ولا عسى لـ ابن الجياب الغرناطي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ابن الجياب الغرناطي

علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن حسن الأنصاري الغرناطي، أبو الحسن، ابن الجياب. شاعر وأديب أندلسي غرناطي أنصاري، من شيوخ لسان الدين بن الخطيب، ولد في غرناطة، وبها نشأ وترعرع، وأخذ العلم عن مجموعة من علمائها الأفاضل، توفي بالطاعون في غرناطة، تاركاً الكثير من الشعر والنثر، جمع أغلبه تلميذه لسان الدين بن الخطيب.[١]

تعريف ابن الجياب الغرناطي في ويكيبيديا

أبو الحسن علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن حسن الأنصاري الغرناطي (673 - 749 هـ / 1274 - 1349 م)، المعروف بابن الجيّاب، هو شاعر وأديب ووزير أندلسي غرناطي أنصاري. ولد في غرناطة، وبها نشأ، وأخذ العلم عن مجموعة من علمائها. كان يترأس ديوان الكُتّاب بغرناطة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي