هل كنت تعلم في هبوب الريح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل كنت تعلم في هبوب الريح لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة هل كنت تعلم في هبوب الريح لـ لسان الدين بن الخطيب

هلْ كُنْتَ تَعْلَمُ في هُبوبِ الرّيحِ

نَفَساً يؤجِّجُ لاعِجَ التّبْريحِ

أهْدَتْكَ منْ شِيحِ الحِجازِ تحيّةً

غاضَتْ لَها عُرُضُ الفِجاجِ الفِيحِ

باللّهِ قُلْ لي كيفَ نِيرانُ الهَوى

ما بَيْنَ ريحٍ بالفَلاةِ وَشيحِ

وخَضيبَةِ المِنْقارِ تَحْسِبُ أنّها

نَهَلَتْ بمَوْرِدِ دَمْعيَ المَسْفوحِ

باحَتْ بِما تُخْفي وناحَتْ في الدُّجى

فرأيْتُ في الآفاقِ دعْوَةَ نُوحِ

نَطَقَتْ بما يُخْفيهِ قَلْبي أدْمُعي

ولَطالَما صَمَتَتْ عنِ التّصْريحِ

عَجَباً لأجْفاني حمَلَنْ شَهادةً

عنْ خافِقٍ بيْنَ الضّلوعِ جَريحِ

ولَقَبْلُما كتَبَتْ رُواةُ مَدامِعي

في طُرَّتَيْها حِلْيةَ التّجْريحِ

جادَ الحِمى بَعْدِي وأجْراع الحِمَى

جَوْدٌ تَكِلُّ بهِ مُتونُ الرّيحِ

هُنّ المَنازلُ ما فُؤادي بعْدَها

سالٍ ولا وَجْدي بِها بمُرِيحِ

حَسْبي وَلوعاً أنْ أزورَ بفِكْرَتي

زُوّارَها والجِسْمُ رَهْنُ نُزوحِ

فأبُثُّ فِيها منْ حَديثِ صَبابَتي

وأحُثُّ فِيها منْ جَناحِ جُنوحي

ودُجُنّةٍ كادَتْ تُضِلُّ بيَ السَّرَى

لوْلا وَميضَا بارِقٍ وصَفيحِ

رَعَشَتْ كَواكِبُ جوِّها فكأنّها

وَرِقٌ تُقَلِّبُها بَنانُ شَحيحِ

صابَرْتُ مِنْها لُجّةً مهْما ارْتمَتْ

وطَمَتْ رَمَيْتُ عُبابَها بسَبوحِ

حتّى إذا الكَفُّ الخضيبُ بأفْقِها

مسَحَتْ بوَجْهٍ للصّباحِ صَبيحِ

شِمْتُ المُنى وحَمِدْتُ إدْلاجَ السُّرَى

وزَجَرْتُ للآمالِ كُلَّ سَنيحِ

فكأنّما لَيْلي نَسيبُ قَصيدَتي

والصُّبْحُ فيهِ تخَلُّصٌ لمَديحي

لمّا حطَطْتُ لخَيْرِ مَنْ وَطِئَ الثّرَى

بعِنانِ كُلِّ مولِّدٍ وصَريحِ

رُحْمَى إلَهِ العَرْشِ بيْنَ عِبادِهِ

وأمِينِه الأرْضَى على ما يُوحي

والآيةُ الكُبْرى التي أنْوارُها

ضاءَتْ أشعُّتُها بصَفْحةِ يوحِ

رَبُّ المَقامِ الصِّدْقِ والآيِ التي

راقَتْ بِها أوْراقُ كُلِّ صَحيحِ

كهْفُ الأنامِ إذا تفاقَمَ مُعْضِلٌ

مَثَلوا بساحَةِ بَابِهِ المَفْتوحِ

يَرِدونَ منْهُ علَى مَشابَةِ راحِمٍ

جَمِّ الهِباتِ عنِ الذّنوبِ صَفوحِ

لهْفي على عُمْرٍ مضَى أنْضَيْتُهُ

في مَلْعَبٍ للتّرَّهاتِ فَسيحِ

يا زاجِرَ الوَجْناءِ يعْتَسِفُ الفَلا

والليْلُ يَعْثُرُ في فُضولِ مُسوحِ

يَصِلُ السُّرَى سَبْقاً الى خيْرِ الوَرى

والرَّكْبُ بيْنَ موَسَّدٍ وطَريحِ

لي في حِمَى ذاكَ الضّريحِ لُبابةٌ

إنْ أصبَحَتْ لُبْنى أنا ابْنُ ذَريحِ

وبِمَهْبِطِ الرّوحِ الأمينِ أمانةٌ

واليُمْنُ فيها والأمانُ لِروحي

يا صَفوةَ اللهِ المَكينِ مَكانُهُ

يا خَيْرَ مؤْتمَنٍ وخَيْرَ نَصيحِ

أقْرَضْتُ فيكَ اللهَ صِدْقَ محبّتي

أيَكونُ تَجْري فيكَ غيرَ رَبيح

حاشا وكَلاّ أن تَخيبَ وسائِلِي

أو أنْ أرَى مَسْعايَ غيْرَ نَجيحِ

إنْ عاقَ عنْكَ قَبيحُ ما كَسَبَتْ يَدي

يوْماً فوجْهُ العَفْوِ غيرُ قَبيحِ

وا خَجْلَتي منْ حَلْيَةِ الفِكْرِ التي

أغرَيْتُها بغَراميَ المَشْروحِ

قَصُرَتْ خُطاها بعْدَما ضمّرْتُها

منْ كُلِّ موْفورِ الجِمامِ جَموحِ

مدَحَتْكَ آياتُ الكِتابِ فما عَسى

يُثْني على عُلْياكَ نَظْمُ مَديحي

وإذا كِتابُ اللهِ أثْنَى مُفْصِحاً

كان القُصورُ قُصارَ كُلِّ فَصيحِ

صَلّى عليْكَ الله ما هَبّتْ صَبا

فهَفَتْ بغُصْنٍ للرّياضِ مَروحِ

واسْتأثَرَ الرّحمانُ جلّ جَلالُه

عنْ خَلْقِهِ بخَفيِّ سِرِّ الرّوحِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل كنت تعلم في هبوب الريح

قصيدة هل كنت تعلم في هبوب الريح لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي