هل شجى الورق على أفنانها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل شجى الورق على أفنانها لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة هل شجى الورق على أفنانها لـ شرف الدين الحلي

هل شجى الوُرْق على أفنانها

ذكر نجد وهوى كثبانها

أم رأت بارقة من بارق

بان فيها ما روت من بانها

فأعنها أو فدعها والهوى

فسمات الشوق في ألحانها

إن تهج شوقاً إلى بان الحمى

فلقد حَنَّت إلى أوطانها

مالها لامتعت من بعدها

بلذيذ السجع في أفنانها

كلما غنت على أشجارها

سلمت نفسي إلى أشجانها

أيها المنكر منّي لوعة

ذاع سر الوجد في إعلانها

خذ غرامي من شجوني فالهوى

صحف تقرأ من عنوانها

فَلُبَانَاتِي بلُبنى ليس لي

جلد يقوى على كِتمانها

يا لإخواني على أن الهوى

مؤنس للنفس من إخوانها

هل فتى فيكم أكيد عهده

ناشد قلبي في أظعانها

وبشرقي زرود حلة

لاعج الشوق قِرَى ضيفانها

تصبح الأسد بها صرعى إذا

غازلتها الغيد من غزلانها

كم بذاك الحيِّ مَيْتٌ بهوى

كل ساجي مقلة وسنانها

ناظر من فاترات ما عدا

نفس إنسان سطا أجفانها

أسلمت عيني إلى الدمع فيا

ويح إنسانِيَ من إنسانها

ظالم أسكنته في مهجتي

فوقاه الله من نيرانها

ملأ الدنيا به وجدي كما

ملئت بالعدل من سلطانها

ساسها الأشرف موسى فغدا

خَشْفُها يسرح مع سِرْحانها

فبلاد الشرق عن هجرته

عوضت بالأمن عن هجرانها

جنة أتحفها مالكها

بالذي اختارته من رضوانها

قاتل الأموال ما أكياسها

ساعة الجدوى سوى أكفانها

كل يوم تشتكي من يده

ذلة البذل إلى خزانها

شاد بيتاً شاذوياً لا كما

شيدته الفرس من إيوانها

ومحت سيرته في العدل ما

شاع عن كسرى أنوشروانها

وأيادي موسويّات غدت

تغرق الآمال في طوفانها

ذو رماح يجتني زرق العدا

موتها الأحمر من أغصانها

ترد الماذي ظماء ولها

صَدَرٌ بالريّ عن غدرانها

طرب الأفق بما رنَّت وقد

نثر الشهب على عيدانها

كم عرتها حنة نحر الوغى

فغدت تهوي إلى غشيانها

ثم ظنت كل قلب عوذة

فهي كالأحراز في خُرصانها

وظبا إن حملت نار وغى

شبَّها ما راق من خُلجانها

محرمات لم تزل ترمي الطلى

بالسقيع الصَّلْت من عريانها

سل بني الأصفر عنها واستمع

صحة الأسناد من صلبانها

كم لأصلال قناكم ثعلباً

فرس الآساد من فرسانها

إن تكن قللت من أملاكها

فلكم كثرت من رهبانها

فلها الفخر إذا ما وطئت

خيلك الجرد على تيجانها

صَيْدها الصيد إذا ما زأرت

أسْدُك الغُلب على عقبانها

في سبيل الله ما من يمنها

أخذ الغزو ومن ألوانها

فأرحها فلقد أصدرتها

متعبات في رضى رحمانها

واستمعها تملأ الطرف سنى

كرياض الحزن في نيسانها

أقبلت والعيد يجلو منظراً

جمع الحسن إلى إحسانها

لا خلت من عدلك الدنيا ولا

هد ما شيدت من بنيانها

يا بأبي حيّ على وادي القرى

بذل الجوى بعض قِرى ضيفانه

فكم بذاك الحيّ ميتُ صبوة

بكل ساجي ناظر فتانِه

ينظر عن فاتك طرف ما عدا

مُهْجَةَ إنسان سَطا سنانه

السود من جفونه بيض ظُبَا

تمنع ما يبذل من جفانه

لا يخدعنك لين رمح قده

فالحتف في السِّنان من وسنانه

تالله لا ملت إلى اللوم ولا

دَرَّجْتُ لِي قَلْباً على سلوانه

أما العذار فأقام حسنه

عُذْرِيَ لما لجَّ في هجرانه

فحبذا في نبت ورد خده

تخلل المخضر من ريحانه

وآمر بالصبر فيه ضلة

لج وشأني فيه غير شانه

رددته أخيب من مخادع

للملك الأشرف في سلطانه

من كل مخف للنفاق مائل

مع الهوى إلى رضا شيطانه

شاهر من السلطان موسى المعتلي

مجداً تزل الشهب عن مكانه

لست ترى أعز أملاك الورى

قدراً سوى المعدود من غلمانه

ملك له المجد الذي أسسه

من سمك الأفق على كيوانه

فوّضت الدنيا إليه أمرها

صبابة منها بعظم شانه

فما ترى آفاتها خارجة

إلا عن الداخل في أمانه

وسائل أين ثوى قلت له

في دعة الله وفي ضمانه

انظر ترى النصر أمام جيشه

إن سار أو أقام في مكانه

يا من أفاض العدل حتى خلته

كسرى أنوشروان في إيوانه

أين ملوك الأرض لا أمَّ لهم

من شرف شيَّدت من بنيانه

لا غاض ذا الملك العقيم إنه

بحر وهم ما فاض من خلجانه

لا يطمعن في العفو منك طامع

وسره يخفي سوى إعلانه

يروم بالكيد اغتيال ملككم

وذاك مما ليس في إمكانه

ها قد كفاك الله فرعون فما

فائدة البقيا على هامانه

ألق عصاك آمناً ولا تخف

تخيلات السحر من أَشْطَانِه

أقسمت بالبيت ومن طاف به

سبعاً وما مسح من أركانه

ما شهداء الثغر إلا بعض ما

يلقاه يوم الحشر في ميزانه

يا من إذا ما نُشِرَتْ عقابه

يوم وغى فالأسد من ضيفانه

ومن إذا ما استبق الأملاك في

مكرمة بَرَّزَ في ميدانه

أصحرت لما احتدمت نار الوغى

إصحار ليث الغاب من شتانه

بالبيض من صفاحه والسمر من

رماحه والزرق من خرصانه

يظهر باللسان منه طاعة

والقلب مطوي على عصيانه

غرقه في بحر خطاياه فما

أقلع مذ لجج في طغيانه

واشدد يداً بابن قليج فَرِدَى

زرق عدا ملكك في ضمانه

لباك لما أن دعوت بقنا

تحمل حلو النصر في مُرَّانِه

سمر على غلافها ثعالب

تخلي حجاب القلب من أضغانه

وكل طِرْفٍ طَرْفُه محدِّق

إلى الوغى يمرح في عنانه

واري زناد المجد والجود يرى

ولاءك المفروض من إيمانه

واستجلها يستوقف الطرف سنى

مثل أريض الروض في نيسانه

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل شجى الورق على أفنانها

قصيدة هل شجى الورق على أفنانها لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها اثنان و ثمانون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي