هل المحرم يا لشجو جددا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل المحرم يا لشجو جددا لـ مهدي الطالقاني

اقتباس من قصيدة هل المحرم يا لشجو جددا لـ مهدي الطالقاني

هلَّ المحرّمُ يا لِشَجوٍ جُدِّدا

وجَوىً بأحناءِ الضُلوعِ تَوقّدا

قد هلَّ فانهلَ الدموعُ سَوافحاً

والهمُّ أتهم في القُلوبِ وأنجَدا

لله شَهرٌ ليسَ يُجلى كربُه

عنَّا مدى عُمر الليالي سَرمدا

شهرٌ ترى الثقلينِ فيه ثواكلاً

تُبدي لواعجَ وجدِها مهما بَدا

شهرٌ حُماةُ الدِين فيه ضُحيت

والدينُ بعدَ حُماته أضحى سُدى

شهرٌ به هَوت الشواهقُ إذا هوت

ربُّ المعالي حينَ أرداه الرَدى

سِبطُ النبيِّ ومن لرِفعةِ شأنه

جبريلُ ناغاهُ لدى ما أُولِدا

طودُ الحِجى كهفُ الرجا غوثُ الورى

ليثُ الشَرى بدرُ الدُجى بحرُ النَدى

يا رميةً كبدُ الوصي بها انفرَت

وسَرتْ إلى عينِ الرسالة أحمدا

تعساً لحِزب ضَلالةٍ غَدرت به

أين المفرُّ ولا مفرَّ لها غَدا

بعثوا إليه بالعُهود ومُذ أتى

نَقَضوا العودَ فما عدا مما بدا

فازَت بنُصرته أسودُ ملاحمِ

سمتْ الوَرى فخرا وطابتْ محتدا

يقتادُها لبجاً أبو الفضل الذي

بالعزِّ والشرفِ القديم قد ارتدى

غوثُ الورى ليثُ العرين أخو الهدى

من فاقَ في عهدِ الأخاء الفَرقدا

يروي المُهنَّد من نَجيعِ دم العِدى

ويرى الردَى في الله أعذبَ مَوردا

تُنبيكَ عن سَطوات حيدرةِ الوغى

سطواتُه نبأً صحيحاً مُسندا

يدُ حيدرٍ حامتْ حشاشة حيدرٍ

حتى انبرت من دُونها بري المدى

فأعاضَه الرحمن أجنحةً كما

عاضَ الغضَنْفَرُ عمَّهُ المستشهدا

لله صَحبٌ أحرزت قصبَ العُلى

بمفاخرٍ جلّت فلن تَتَحددا

فكأنّها والمجدُ سمطُ نِظامها

عقدُ بأمثالِ الدراري نُضدَا

من دُونهِ بذلوا النُفوس فعوّضوا

عنها لدى الأخرى نفائسَ خرّدا

لو أنهم مَلكوا نفُوساً غيرَها

لفَدَوا بها ذاكَ الفَريد الأَوحَدا

فَغَدَا فريدُ الدهرِ مُنفرداً يرى

جَنَدَ العِدى من جانبيهِ مُجنَّدا

لم أَنْسَهُ مُذ صدَّ عنهم واثنى

نحوَ الخيامِ مُودّعاً مُتزوّدا

يَرعى نساءً حاسراتٍ فُقّداً

بأبي النِساءُ الحاسراتُ الفُقّدا

فمضى إلى الحرب الزبون مجرّداً

عضباً على حزِّ النُحور مُعوّدا

مِقدامُها مِصداعُها ضرغامُها

وهمامُها السامي ذرىً والمُقتدى

يسطو على الجيش اللهامِ بصارمٍ

في حدِّه الهاماتُ خرّت سَّجدا

أفديه حيثُ يصولُ صولةَ جدّه

فيغوصُ في جَمع الأعادي مُفردا

وتطيشُ من فَرق الردى أحلامهم

مهما عدا ذاك الهزبر وعربدا

فكأنَّ أسمرَ لدنِه أنَّى هوَى

صقرٌ على صيد الكُماة تعَوَّدا

حتى إذا شاء الآلهُ بأن يَرى

ذاكَ الهُمامَ مجدَّلاً بين العِدى

نادَته داعيةُ القَضاء فخرَّ عَن

ظهر الجَواد مُلبياً ذاكَ النِدا

فتدكدَكتْ شُمَّ الجبال على الرُبى

وضياءُ مِصباحِ الهداية أُخمِدا

خرَّت لعمر الله أعمدةُ العُلى

وهوتْ برغمِ الدِين أعلامُ الهُدى

لله مطروحٌ على وجهِ الثَرى

مُلقىً ثلاثاً بالعرالن يُلحدا

لله مجروحُ غدا جثمانُه

بضُبا السيوفِ مُوزعاً ومُبدّدا

أيسوغُ لي صفوُ الشراب وقد قضى

ظمئانَ ملهوفَ الفؤادِ من الصَدى

أسفاً وهل يُجدي الكئيبَ تأسّفٌ

إن لم أكن يوم الطُفوف لك الفدا

لهفي لصدركَ حينَ أضحى مصدراً

لسَنابك الجُرد العُتاق وموردا

لهفي لِجسمكَ حين أمسى بالعَرا

شِلواً بأطرافِ الرِماح مُزرَّدا

تَركوهُ في حرِّ الهجير على الثَرى

عريانَ يا لِلمسلمين مُجرَّدا

فأتتْ إليه الطاهرات ثواكلاً

يندبنه ندباً يُذيبُ الجلمدا

تَذري الدموعَ بلوعةٍ حرّى ولم

تَرَ في جوى الوَجد المبرِّح مُسعدا

سُلبتْ فمذ لم تلفَ ساتَر وجهها

جعلتْ براقعها المعاصمَ واليَدا

طافوا بها بينَ الأجانب حسَّراً

من غيرِ سِترٍ لا خمارَ ولا رِدَا

الله أكبرُ هل ذَراري المُصطفى

أسرَى يُجابُ بها فَلاةً فدْفَدا

مهما رأتْ خُذلانَها وهوانَها

ندبَتْ أباً برّاً وجدّاً أمجدا

وتسيل من حُرق الأسى أجفانُها

دمعاً به صفُح الخُدود تخدّدا

جارتْ عليها الحادثاتُ فلم تدع

غيرَ العليل لها حمياً منجدا

أفدي عليلاً عادَ من فَرط الضنى

يشكو النُحول مُغللاً ومُقيّدا

ويرى رؤوس بني أبيه على القنا

ما أن يَميلُ مُصوّباً ومُصعَدا

حِكمٌ وكم لله من حِكمِ بها

كاد الأديبُ أخو الهدى أن يلحدا

يا دهرُ مالكَ كم تجورُ على ذوي ال

مجد الأُلى طابوا نجاراً محتدا

غادرتَ عترتها عُراةً بالعَرا

صرعى وأسرتها أسارى شرَّدا

تركتْ فوادح خطبكَ الجلّي لها

كبداً على مرِّ الليالي مكمدا

أودعتَ ما بينَ الجوانح والحشى

زَفرات وجدٍ لن تبوحَ وتخمدا

أنا لم أزلْ يا جَدُّ من وجدي لما

قاسيتُ يقظانَ الجفون مُسَهدا

إن لاحَ لي مثواكَ سالتْ أدمُعي

سيلَ النَدى والقلبُ ذابَ توقَدا

مثوىً تَضَمَّن طيبُ تُربته الشِفا

لمّا غدا لابن الأطايب مرقَدا

أبتْ المدامعُ أن تجفّ غروبها

ولهيبُ أشجاني أبي أن يخمدا

حتى يقومَ القائمُ القُمقامُ مَن

بهُدى معاليه الخلائقُ تُهتدى

أوما ترى شبل الضراغم كيفَ قد

جارَ الزَمانُ على عُلاكم واعتدى

قُم جَرِّد السيفَ اليَمان وصُل به

فالسيفُ يُخشى وقعُه إن جُرِّدا

يُرضيكَ يا مولى البرّية أنّنا

نقضي أسىً ولَهاً ليومَكَ رُصّدا

فاعطِفْ بطلعتكَ التي نَطفي بها

غُلَل الصَدى غوثاً فقد طالَ المَدى

صلّى الآلَهُ على رَفيع مقامكم

ما ناحَ في الأيكِ الحمام وغَرّدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل المحرم يا لشجو جددا

قصيدة هل المحرم يا لشجو جددا لـ مهدي الطالقاني وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن مهدي الطالقاني

مهدي الطالقاني. شاعر، وأديب من النجف نشأ في بيت علم ودين ويتصل نسبه بعلي بن أبي طالب، كان من معلميه السيد ميرزا الطالقاني والشيخ محمد طه نجف والشيخ آغا رضا الهمداني، في شعره غزل ومدح ورثاء ومن أبيات تعشقه قوله: وكم ليلةٍ قد بِتّ فيها منعَّماً على غير واشٍ بين بيضِ الترائب ألا من مُجيري من عيُون الكواعبِ فقد فعلت في النفس فعل القواضب مات ودفن في النجف الشريف. من مؤلفاته: (منهاج الصالحين في مواعظ الأنبياء والأولياء والحكماء)[١]

تعريف مهدي الطالقاني في ويكيبيديا

السيّد مهدي بن رضا بن أحمد الطالقاني (1848 - 1924) كاتب وشاعر عراقي. ولد في النجف ونشأ فيها دارسًا على كبار علماء عصره، فبرز بعد مدّة واحدًا من الفضلاء حَسَني السيرة، شاعرًا مطبوعًا وأديبًا مرموقًا. له ديوان شعر جمعه محمد حسن الطالقاني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهدي الطالقاني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي