هل أذكرتك العهد بعد تناسي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل أذكرتك العهد بعد تناسي لـ الورغي

اقتباس من قصيدة هل أذكرتك العهد بعد تناسي لـ الورغي

هَلْ أذْكَرَتْكَ العَهْدَ بَعدَ تَنَاسِي

دِمنٌ تَقَادَمَ عَهدُهَا بِالناسِ

إنْ كَنْتَ تَجْحَدُ مَا لَقِيتَ فَإنَّني

رَهْنُ الأسَى أوْ كُلِّ قَلبٍ قَاسِي

وَلَئِنْ نَسِيتَ الظَّاعِنِينَ وَقَدْ مَضَوْا

يَومَ النَّوَى فَرَقاً فَلَسْتُ بِناسِي

هَذي المَنَازِلُ أقفَرَتْ مِنْ بَعدِهِمْ

وَلَطَالَمَا مُلِئَتْ مِنَ الإينَاسِ

كَانُوا الضّيَاءَ لَهَا وَلَمَّا أدلَجُوا

طَلَعَ الظَّلامُ لغَيْبَةِ النِّبرَاسِ

يَجِدُ الجَمَادُ عَلَى العَشِيرِ كَآبَةً

غُلِبَ المَشُوقُ فَكَيْفَ بِالحَسّاَسِ

مَنْ مُخْبِرِي عَنْ سَيرِهِمْ أوسَوْمِهِمْ

فِي أيّ نَاحِيَةٍ وَأيّ مَواَسِ

وَمَتَى يَكُونُ إيَابُهُمْ وَأظُنُّهُمْ

لاَ يَرجِعُونَ لآخِرِ الأحْرَاسِ

وَأوَدُّ لَوْ سَمِعُوا حَدِيثاً دَارَ فِي

خَلَدِي بَخُلْتُ بِهِ عَنِ الجُلاَّسِ

مَا لِي أغَالِطُ بِالسُّلُوّ وَقَلَّمَا

وَقَفَ العَلِيلُ لِصَكَّةِ المِقْيَاسِ

وَالهَمُّ يَغْلِبُ مَنْ يُحَاوِلُ سَتْرَهُ

حَتَّى يُغَيِّبَهُ عَنْ الإحْسَاسِ

وَمَنِ اٍسْتَمَالَ إلَى اللَّيَالِي آمِناً

ضَرَبَتْ لَهُ الأخمَاسَ لِلأسْدَاسِ

وَالحَيُّ عُرْضَةُ كُلّ سَهْمٍ صَائِبِ

وَمَصَائِبُ الدُّنيَا عَلَى أجْنَاسِ

وأنَا الذِي عَايَنْتُ مِنْ أوجَاعِهَا

فَطَعِمْتُ مِنهَا لَدغَةَ الدَّسَّاسِ

وَالشَّيءُ يُخْبِرُ عَنْ حَقيقَةِ أمرِهِ

مَن ذاقَهُ نَصاً بِغَيْرِ قِياسِ

وَهْيَ الدَّواَهِي مُرَّةٌ وَأمْرُّهَا

مَوتُ الشَّقِيقِ الطَّيِّبِ الأنفَاسِ

ذَهَبَ الأمِيرُ مُحَمَّدٌ وكَأنَّهُ

لَمْ يَعْلُ فَوقَ مَرَاتِبٍ وَكَرَاسِي

أو أنَّهُ لَم يَسْمُ فِي طَلَبِ العُلَى

حَتَّى ألاَنَ الصَّعْبَ بَعْدَ شِمَاسِ

مِنْ أينَ أدرَكَهُ الحِمَامُ وَدُونَهُ

حَرَمُ السِّلاحِ وَحَوْمَةُ الحُرَّاسِ

أتَغَافَلَ البَوَّابُ أمْ سَبِقَتْ لَهُ

قَبلَ الهُجُومِ يَدٌ مَعَ العَسَّاسِ

جَهِلَ الزَّمَانُ وَلَو دَرَى بِمَقَامِهِ

مَا سَاقَهُ قَسْراً إلَى الأرمَاسِ

صَعْبٌ عَلَى الأيَّامِ أن يُرأى لَهَا

جَبَلٌ مِنَ الحِلمِ المُقَدَّسِ رَاسِي

قَدْ كَانَ طَلاَّعَ الثَّنَايَا خَيِّراً

عَوناً على الأزَمَاتِ خَيرَ مُواسِي

حَرِداً عَلَى الوَاشِينَ لَيسَ يَهُزُّهُ

لِلمُوبِقَاتِ مَكَايِدُ الوَسْواسِ

يَبكِي لَهُ الأدَبُ القَرِيضُ وَأهلُهُ

وَعَوَامِلُ الأقلام وَالقِرطَاسِ

وَالسَّيْفُ مُلتَفِتٌ إلَى إيضَائِهِ

وَالخَيْلُ تَائِقَةٌ إلَى الأحْلاَسِ

كَادَتْ عُرَى الإسلاَمِ تُنقَصِ بَعدَهُ

لَولاَ مُقِيمُ الدَّينِ بِالقِسطَاسِ

خَيرُ الخَلائِقِ صِنْوُهُ وَقَسِيمُهُ

وَقْتَ الرَّخَاءِ وَضِيقِِ حَرّ البَاسِ

مَا أخلَقَ المُلْكَ العَلِيَّ عِمَادُهُ

بِعَلِيٍّ الشَّهْمِ النَّزِيهِ البَاسِ

نَاهٍ عَنِ اتيَانِ المَنَاكِرِ آمرٌ

بِالعُرْفِ لاَ سَاهٍ ولاَ نَعَّاس

المُلْكُ يَعْلَمُ أنَّهُ بِعِنَايَةٍ

يُمْسِي وَيَصبِحُ فِي أعَزّ لِبَاسِ

يَا مَنْ يَعْزُّ عَلَى المَعَالي أنْ يُرَى

قَلِقاً منَ الزَّمَنِ المُسِيءِ الجَاسِي

مَا مَاتَ مَنْ كُنتَ الخَلِيفَةَ بَعدَهُ

مُحيِي الحَيَا بِالأرْبُعِ الأدْرَاسِ

إنَّ المَنَايَا لاَ تَرِقٌّ لِجَازِعٍ

فَتَرُدُّ فَائِتَهُ عَقِيبَ اليَاسِ

فَهْيَ الَّتِي مَرَدَتْ عَلَى حُكَامِهَا

مِنْ كُلِّ ذِي قَلَمٍ وَذِي قِرطاسِ

فَجَعَتْ مُتَمِّماً الأسِيفَ بِمَالِكٍ

وَنَعَتْ بِصَخْرٍ مَرَّةً لِخُنَاسِ

وَأذاقَتْ النُّعمَانَ سُمَأ نَاقِعاً

وَسَقَتْ كُلَيباً مِنْ يَدَيْ جِسَّاسِ

وَتَتَابَعَتْ فِي تُبَّعٍ وَسَطَتْ عَلَى

سَيفِ ابنِ ذِي يَزَنٍ وَذِي نُوَّاسِ

وَشَجَتْ أمَيَّةَ في بَنيِهِ وَعَبَّسَتْ

لأولِي النَّباهَة مِنْ بَنِي العَباسِ

وَلآلِ أغلَبَ مَا رَعَتْ وَتَرَصَّدَتْ

لِبَنِي عُبَيدٍ سَاعَةَ الإبْلاَسِ

وَقَضَتْ عَلَى لَمْتُونَة وَتَقَلَّبَتْ

بِقَبِيلِ عَبدِ المُؤمِنِ الهِرمَاسِ

وَلَقَى بَنو زَيَّانَ مِنْ أوصَابِهَا

وَبَنُو مَرِينٍ شِدَّةَ فِي بَأسِ

وَهَوَتْ بِأملاكِ الطَّوائِفِ بَعْدَمَا

سَقَطَ الخَلاَئِفُ في فضَا البُرْناس

وَرَمَتْ بَنِي حَفْصٍ بِكُلّ رَزِيَّةٍ

ذَهَبَتْ بِهِمْ فِي دَامِرِ الأمْلاَس

وَهَلُمَّ جَرَا لَمْ يَصُنْ مِنْ بَكْتِهَا

حِصْنُ السُّيُوفِ وَلاَ حِمَى الأتْرَاسِ

وَلأنْتَ أفْضَلُ مُذْعِنٍ لِمَقَالَةٍ

جَاءَتْ بِهَا تَعزِيَّةُ الأكْيَاسِ

اصبِر نَكُنْ بِكَ صَابِرِينَ فَإنَّمَا

صَبْرُ الرَّعِيةِ عِنْدَ صَبْرِ الرَّاسِ

خَيْرٌ مِنَ العْبَّاسِ أجْرُكَ بَعدَهُ

وَاللهُ خَيْرٌ مِنْكَ لِلْعَبَّاسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل أذكرتك العهد بعد تناسي

قصيدة هل أذكرتك العهد بعد تناسي لـ الورغي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن الورغي

محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله. شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس. وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً. ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف الورغي في ويكيبيديا

محمد بن أحمد الوَرْغي (نحو 1713 - 1776) كاتب وشاعر تونسي في القرن 12 هـ/ 18 م. نسبة إلى قبيلة ورغة التي كانت تنزل قرب مدينة الكاف في الجنوب وقيل بل كانت تنزل على الحدود التونسية - الجزائرية. تعلم وعلّم في عهد الأمير علي باي بن محمد فكان شاعره. واضطهد بعده وصودر وسجن وعذب. ثم عُفي عنه وأعيد إلى الكتابة وتوفي ببلده. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الورغي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي