هز النسيم معاطف الأغصان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هز النسيم معاطف الأغصان لـ ابن دانيال الموصلي

اقتباس من قصيدة هز النسيم معاطف الأغصان لـ ابن دانيال الموصلي

هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان

فانشقَ قلبُ شَقائق النُّعمان

وَتَبَسَمَ الروضُ الأريضُ عن الرُّبى

بالأقحوان تبسُّمَ الجذلان

وأبانَت العجمُ الفصاحُ عن الجوى

والشّوق صَدْحاً في غصون البان

يا حبّذا وادي السّدير فإنْهُ

مأوى المها ومراتِعُ الغزلان

وادٍ يزورُ الطيرُ ناضرَ روضه

زمناً فَيُلهيه عن الأوطان

يا سَعدُ قد جاء الربيعُ وأَصَبَحتْ

تلكَ الجنانُ مواطِنَ الولدان

وغدا جليلُ الطير يهتُفُ بالضحى

بغرائب الأنغام والألحان

فاتَبعُه بالأوتار حساً مُطرباً

قلباً يَهُمُّ إليه بالطيران

من كُلِّ كرْكيّ تسامى صاعداً

كالمبتغي ذكراً لَدى كيوان

لَطَم السّحابَ جَنَاحهُ بمثاله

وأجابَ صَوْتَ الرّعد منه بثان

وإوَزُّهُ مِثلُ الخريدَة صَدْرُها

فَعْم وَجؤجُؤها بديعُ معانِ

خنساءُ واضحةُ الجبين صَباحَة

جيداءُ تنظرُ نَظْرَةَ النّشوانِ

تَمشي فَتَسُبرُ كلَّ روضٍ ناضِرٍ

رَعْياً بِمنقارِ مِنَ العُقيانِ

أو لَغْلَغ حَسَنُ الشّياة مُدَبّج

مثلَ العروس تُزَف ذا ألوانِ

وأنيسةٍ وشّى نَهارَ أديمِها

ليل نجومُ ظَلامه العينانِ

وألتّم ذو الحُسن الأتّم كيانُهُ

در ومن شيحٍ لَهُ رجلانِ

وتخالُ خالاً لاحَ في منقاره

من عَنْبَرٍ مُلِهي فؤاد العاني

وَِشُبَيْطرٍ ألِفَ الجبالَ تَرَفُّعاً

وَسَطَا بقوته على الثعبانِ

أو مثل كي للوَقار كأنّه

قاضٍ يُدينُ بُحكمه الخصمانِ

أو مثل غُرنوقٍ شريفٍ لم يَزَل

بِذؤابتيه مُشَرفَ الأقرانِ

والصّوغُ صِيغَ مِنَ الملاحَة كُلّها

فَلِذاكَ يُسبي ناظِرَ الإنسانِ

أو مثلُ عَنّازٍ يُريك مدارعاً

سواداً كمثل مدارع الرُّهبان

كالليل إلا أنَّ أبيضَ صَدره

صُبح تَشَعْشَعَ واضِحاً لِعيانِ

أو حُبْرُجٍ متَدرْعٍ نورَ الضُّحى

مصَفَرَّ لون مثل ذي اليَرَقانِ

أو مُرزمٍ قَدْ قَدَّ من شَفَق الدجى

ثوباً لَهُ كالورد أحمرَ قانِ

أو مثل نَسْرٍ قد تَسَرْبَلَ حُلةً

دكناءَ دونَ سُمُوَه النسرانِ

أو كالعُقاب أخي العقاب بمنسرٍ

وبمخلبٍ يُفري بِحَدِّ سِنانِ

طيرٌ غدا ملِك الطيور لأنه

زَنكُ المليك الصَالِح السُلطانِ

أعني فتى المنصور ذا النصر الذي

أردى الطغاة بذلة وَهَوانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هز النسيم معاطف الأغصان

قصيدة هز النسيم معاطف الأغصان لـ ابن دانيال الموصلي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ابن دانيال الموصلي

الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال. شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها. ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره. وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن دانيال الموصلي في ويكيبيديا

شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف بن معتوق الخزاعي الموصلي، لقب بـ الشيخ والحكيم (أم الربيعين، الموصل، 647 هـ / 1249م - القاهرة، 18 جمادي الآخرة 710 هـ / 1311م)، طبيب رمدي (كحال) وشاعر وفنان عاش في العصر المملوكي وبرع في تأليف تمثليات خيال الظل وتصوير حياة الصناع والعمال واللهجات الخاصة بهم وحاكى بطريقة مضحكة لهجات الجاليات التي كانت تعيش في مصر في زمنه. من أشهر تمثلياته التي لا تزال مخطوطاتها موجودة «طيف الخيال»، و«عجيب غريب» و«المتيم وضائع اليتيم». تعتبر أعماله تصوير حي لعصره. وصفه المؤرخ المقريزى بأنه كان كثير المجون والشعر البديع، وأن كتابه طيف الخيال لم يصنف مثله في معناه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي