هذي المنازل يا وادي الأراك فما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذي المنازل يا وادي الأراك فما لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة هذي المنازل يا وادي الأراك فما لـ حسن حسني الطويراني

هَذي المَنازل يا وادي الأَراك فَما

وادٍ به نَزلوا ساداتك القُدَما

عَهدي بِهم وَعوادي الدَهر غافية

عَنها بدوراً وَعَهدي بِالديار سَما

أَيامَ لا الدَهر مَرهوبٌ بواردِهِ

وَلا المباح مِن الأَوقات قَد حرما

أَيام زَهر الصبا غَضٌّ وَمائده

رطبٌ وَمنهله عَذبٌ يبلُّ ظَما

أَيام لا العُمر قَد مرّت حَلاوته

وَلا الحَياة وَجود يشبه العدما

أَيام لا الجَمع مَفروق أَحبته

وَلا العَواديَ تُبكي مِنهُ ما اِبتَسَما

أَيام لا البين ما بَين الجَميع وَلا

أَيديه قَد نَثرت لِلشَمل منتظما

فَيا أَراك أَراك اليَوم تُحزنني

وَكُنت تُفرحُ بِالترحاب من قَدِما

ما للمناهل قَد جفت هَوامرُها

ما للمنازل أَقوت لم تبن علما

دار الشَباب عَزيز أن أَراكَ عَلى

غَير الشَباب وَهَل في الأَرض ما هَرما

خَبّر عن الجيرة الغادين ما صَنعوا

بِعَهد صبٍّ رَعى عَهداً فنِي تيما

إِن العُيون الَّتي لَم يُبكها خَطرٌ

دَمعاً غَدَت بَعد ما بانوا تَجود دَما

فَاذكر لَنا عَهدك الماضي تعللنا

فَالذكر أَصبح يرضينا وَإِن عظما

اللَه أَكبر كَيفَ الدَهر غادرنا

وَكَيفَ فرّقنا صرفُ النَوى أمما

أَلم نَكُن فيكَ بِالأَمس الجموع صفت

أَيامُها أَو رَأَت مِما قَضت حلما

أَلم نَبت فيكَ ليلَ الآنسين أَلَم

نصبح صَباح الهَنا يُبدي المُنى خَدَما

أَصائلٌ وَبكورٌ كُلُّها غررٌ

لِلعَيش يا طيبَه لَو لَم يَعد أَلَما

بانوا وَبنّا فَلا وَاللَه ما سليت

تِلكَ الوُجوه وَلا أَنسى لَها ذمما

إِني أُجدد وَجدي كُلَّما قَدمت

تِلكَ العُصور وَأَزكى في الحَشا ضرما

فَالبُعد وَالقُرب أَيام مقدّرة

والفَصل وَالوَصل فيما قَد رَأى قسما

وَأَيّ جَمع مع الأَدهار ما افترقت

أَربابُه قَبلَنا أَو دام وَهوَ كَما

إِن اللقاء سَبيل للفراق فَما

غَنمتَ مِنهُ ستُعطي ضعفَه غرما

وَتِلكَ عادة هَذا الدَهر باديةً

لِمَن دراها وَلَكن قلّ من علما

فَطالَما أَنذرتنا حكمة وَلَكَم

أَبدى لِمَن قَبلَنا مِن مثلها الحكما

يا قَلب قَد خاننا الدَهر الوفي وَها

تِلكَ الغوايات أَبقى زَهوُها نَدَما

فَخلِّنا عَن هَوى الفاني الغرور فَمن

لَم يُعمل الرَأي فيهِ قلّ ما سلما

كَفى إِضاعة أَوقات الحَياة فَقم

نؤمَّ ساحة خَير الخَلق فَهوَ حِمى

يا سَيد الخَلق أَنتَ المستجار إِذا

عم المصاب وَماد الجاه فَانهدما

يا سَيد الخَلق أَنتَ المُستَعان بِهِ

إِذا دَهى الخَطبِ أَو بَأسُ العِناد هما

يا سَيد الخَلق أَنتَ العز نَطلبه

عِندَ المذلة وَالطود الَّذي عصما

يا سَيد الخَلق أَنتَ النُور نقصده

إِن أَظلم الرُشد للراجين وَانبهما

يا سَيد الخَلق أَنتَ الفَوز نأمله

إِذا سَطا البَأس وَالآمال فَانهزما

يا سَيد الخَلق أَنتَ المُستَجاب لِمَن

يَرجو نداك وَقَد ضَنَّ السَحابُ بِما

يا سَيد الخَلق إني مِنكَ في كنفٍ

اللَه حافظُ من أَدخلته كَرَما

يا سَيد الخَلق ذلَّ الخَلق كُلُّهُمُ

إِلا الَّذي حَلّ من عز الحِمى حَرَما

يا سَيد الخَلق إِني وافدٌ وَلِهٌ

أَشكو إِلَيكَ زَماناً طالَما اِجتَرَما

يا سَيد الخَلق إِني لائذٌ وَلَهُ

حَقُّ الرَجاء وَإِن أَكدى وَإِن أَثِما

يا سَيد الخَلق ما أَغنى سِواك وَلَم

أَقصد سِواك وَإِن أَسرفتها همما

يا سَيد الخَلق إِني مِن يعدُّ بها

ذل الخضوع إِلى عَلياك مغتنما

أَسرفت في مَدد أَسلفتها بِعَنا

زَيدٍ وَعَمروٍ وَكَم أَصبَحت متَّهما

نَفسي ظلمت وَأَعدائي أَطَعت وَفي

غَيي سَلَكت فَما أَجدى كَما ظلما

أَضعت عُمري وَكانَ الحفظ أَجدرَ بي

أَهملت زاد التُقى أَخرت ما لزما

أَتعبت بالي وَأَشغلت الفَراغ بِما

أَبقى الشَقاء وَلا وَاللَه ما نعما

جَهلت ما لو علمت الحَق أَرشدني

فَلم أَضَع قَبل تَقدير الخطا قَدَما

وَكَم تَرَكت الَّذي لَو بت أَطلبه

أَصبتُ نجحاً وَلكنّ الهَوى حكما

وَكَم أَصَبت هَوى كانَت إِصابته

في الحَزم أَنكى وَإِن دُلِّهْتُ بَينَهما

أَشكو إِلَيك هَوى نَفسي وَجهلتها

وَجور دَهر عَلى غَير الهَوى نَقما

أَشكو إِلَيك رَسول اللَه معترفاً

بِما مَضى آملا بِالخَير مختتما

أَرجوك يا رَحمة الرَحمَن مرحمةً

فَكُن ظَهيري عَلى نَفس أَبَت حكما

فَأَنتَ مظهر أَسرار الرَحيم وَمِش

كاةُ الهُدى نِعْمَ مَن يهدي وَمَن رحما

أَنتَ الَّذي أَحيت الأَلبابَ حكمتُه

وَأَبصر النُورَ مِنهُ كُلُّ ذات عَما

أَنتَ الَّذي سادَت الدُنيا بِطلعته

وَمنهج البدء وَالعُقبى بِهِ علما

أَنتَ الَّذي مَن رَجاه جاره أَبَداً

رَب السَماء وَمَن نال الجوار سَما

وَقَد جَعلت يَقيني صنوه أَملي

فَلَست أَرجع عَن ورد الرضا بظما

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذي المنازل يا وادي الأراك فما

قصيدة هذي المنازل يا وادي الأراك فما لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي