هذه هي حبيبتي .. هذه هي مدينتي ..

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذه هي حبيبتي .. هذه هي مدينتي .. لـ نزار قباني

1
أبحث عن مدينة تشبهنا
شتاؤها يشبهنا .
خريفها يشبهنا .
هدوءها يشبهنا .
جنونها يشبهنا .
بروقها .
رعودها .
أمواجها تشبهنا .
أبحث عن مدينة شبيهة بلون عينيك ..
وأحزاني أنا …

2
أبحث عن مدينة
في آخر العالم لا نعرف فيها أحداً ..
وليس فيها أحد يعرفنا ..
أمطارها تغرقنا .. وثلجها يحرقنا …
عن فندق ندخله في آخر الليل ..
فلا يسأل عن أسمائنا …

3
أبحث عن كنيسة صغيرة
مفتوحة الأبواب للعشاق
لا تسألنا عن ديننا ..
ومن يكون ربنا ؟؟ …

4
أبحث عن مدينة
طازجة كالعشب في البرية
فمستحيل أن أحب امرأة
في هامش الشعر ..
ولا في هامش الحرية ..

5
أبحث عن مدينة
سماؤها مفتوحة كدفتر الكتابة ..
وبحرها سفينة تدعوك للرحيل ..
أبحث عن حبيبة تجعلني
أكتظ بالشعر .. كبستان من النخيل ..

6
أبحث عن مدينة
نكتب ما شئنا على جدرانها
مدينة تحرض الزلزال في داخلنا .
تدهشنا . تخضنا . تقلقنا .
مدينة لا تقمع الحب .. ولا الشعر ..
ولا تقمعنا ..

7
أبحث عن شوارع ضيقة تبلعنا ..
عن مركب مغامر ..
يأخذنا ليلاً .. ولا يُرجعنا ..

8
أختار منفاي كما يعجبني
وأصنع الزمان والمكان .
أختار دوماً جانب القصيدة
وجانب الإنسان .

9
أبحث عن زاوية صغيرة في مطعم
تصغي إلى حوارنا ..
أبحث عن أي نبيذ جيد
من قبل أن نشربه .. يشربنا ..
أبحث عن قصيدة
تركتها وديعة ما بين نهديك ..
فهل توجد عندي فرصة أخرى
لكي أسترجع الوديعة ؟ …

10
أبحث عن سواحل مفتوحة رحيبة
عن أي شكل هارب من شكله .
عن لغة غريبة ..
تغسلني من صدأي ..
تغسلني من دبق العروبة !! ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي