هذه دارهم وتلك رباها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذه دارهم وتلك رباها لـ ابن شيخان السالمي

اقتباس من قصيدة هذه دارهم وتلك رباها لـ ابن شيخان السالمي

هذه دارُهم وتلك رُباها

ما على العين أن تفيض دماها

وقليل على الجباه إذا ما

حظيت باللقاء لَمُّ ثَراها

وأكفُّ الهَنا أدارتْ إلينا

أكؤُسَ الأُنس من دِنان صَباها

طال عهدي بها إلى أن عرتْني

هِزّةُ الاندهاش يوم لِقاها

يا ديارَ الأحباب كم لك فينا

أعينٌ لا تصيب منكِ كَراها

وقلوبٌ تقلبت في ضرام البُع

د لا تعجبوا إذا ما شَواها

قد جذبْتِ القلوبَ حُباً فأهوت

حيث أوقعتِها بنار لظاها

قد خلعنا ثوب الأسى اليوم عنَّا

وكستنا نعمى الديار رِداها

سادَتي إنني كتبت بدمعي

صُحُف الودّ والصفا مُقتضاها

لِمَ لَم تسمحوا بردّ جوابٍ

ونَداكم كلَّ الأراضي ملاها

لو نشرتم مني الحَشا لعلمتم

فيه كم من مودّة قد طواها

هذه مقلتي تسيل فبالله سلو

ها هل في سواكم بكاها

ثم هذي حشاشتي فتّشوها

تجدوا أنكم أصولُ بَلاها

فزتم في حياتكم برَخاها

وغفلتم عن مهجتي وشَقاها

من به رحمة لمهجة صبٍّ

طرحت بين يأسها ورَجاها

آه من لوعة الفراق وتعل

يل المعنىّ بقول آه وواها

يا شموساً لها بقلبي طلوع

مَلأ الخافقين ضوءُ سناها

إنَّ أشخاصكم بقلبي شهود

شغلته فكيف أبغي سواها

أقسم الكون بالذي جمع الحس

ن بكم أنَّ فضلكم لا يُباهى

حبكم فاض في الورى كأَيادي

فيصل لم يزل يفيض حياها

درة التاج غرة الوجه نجم الأف

ق بدر العلا وشمس ضحاها

فارس الخيل ضيغم الليل نار الح

رب سَعّارها وقطب رحاها

ملك يُنعِش القلوب لقاه

ما تجلّت غمّاءُ إلا جَلاَها

ملك يغمر الأكف نضاراً

ويفكّ الرقاب ممَّا ابتلاها

عالم ما يقي من الداء كم من

حكمة حاكها النهى وحكاها

ما أتته نفس بعلة فقر

لعلاج إلا أراها دَواها

إن أغب عنه أو أجئ لحماه

فأياديه لا تزال اتجاها

قال لي قائل رأيتك آذنْتَ

مسيراً عن سادة لا تضاهى

كيف تبغى توجهاً عن حماهم

وبهم قد لبست عِزّاً وجَاها

أنت في عزةٍ بهم تترقى

كل يوم من العلا في ذُراها

كنت في خدمةٍ لهم وصلاحٍ

تتلقّى إحسانها وقِرَاها

قلت ما سرت عنهم باختيار

ليس كل النفوس تُعطى مُناها

إنَّ لي صبيةً كأفراخ طيرٍ

طال فيَّ انتظارُها ورَجاها

سوف أرويهم بفضل ابن تركي

وعطايا أشباله أمواها

سادة قادة البرايا ملوك

طاب في المجد أرضها وسماها

أعطشتني الأيام فاستدركوني

بأيادٍ ينهلّ سَحّاً نَداها

لا يزالون في كمال ولا زالت

مجاريهم يطول مَداها

يا حليفَ الحاجات بالله يمِّمْ

مسقط الغيث فالغنى في حماها

حيث مرسى الأمان مرعى الأماني

مبلغ الآملين أقصى مُناها

حيث مهوى السجود ملجأ البرايا

حيث سلطانها المقيم علاها

نَحن تِهْنَا على الملوك افتخاراً

بابن تركي وإنَّ من تاه باهى

قد روى الدهر عنه أخبارَ صدق

في المعالي لله ما قد رواها

سمح الدهر بابن تركي فشكراً

لك يا دهر من جميل تناهى

إنَّ دهراً به ابن تركي لَدَهْرٌ

بلغت مكرُماتهُ منتهاهَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذه دارهم وتلك رباها

قصيدة هذه دارهم وتلك رباها لـ ابن شيخان السالمي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن شيخان السالمي

محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي أبو نذير. شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه. وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي. كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان. له (ديوان -ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي