نفرتم خفافا للقا وثقالا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نفرتم خفافا للقا وثقالا لـ ابن المقري

اقتباس من قصيدة نفرتم خفافا للقا وثقالا لـ ابن المقري

نَفرتمْ خِفافاً للقا وثقالا

لترضونه سبحانه وتعالى

تركت لإِصلاحٍ الورى كلَّ راحةٍ

ولاحيت حرباً دونهم وقِتالا

سهرت جفوناً كي تنامَ عيونُهم

فاحسن بذا عندَ الإِلهَ مالا

فو اللهِ ما هذا لديه بضائعٍ

سمحت بها نفساً تعزّو مالا

فدوختَ أعداءً وأرضيتَ خالقاً

وصيّرت قوماً عبرةً ونكالا

وعدتَ كما عادت إلى العاطل الحلا

أو الما إلى القوم العطاشِ زُلالا

فاهلاً وسهلاً خير مقدم قادمٍ

ملأ الأرضَ عدلاً والأنامَ نَوالا

سردت قلوباً ساءها بعدك النوى

ونال الأسى منها وراك منَالا

ووافتهُمُ البشرى على حين فترةٍ

من العلم عندكم والنفوسُ كسالي

وقبل المعشّا حين فانبعث الورى

وحوّل عن الخلقِ السرور عِقالا

وأبصرتهم في الطرق قد ملؤوا الفضا

نساء تساعي فرجة ورجالا

يبشرُ ذا هذا وللقومِ ضجةٌ

وأَصواتهم مرفوعةٌ تتعالى

وطافَت بكاساتِ السرور بشائرٌ

تواترَ منها علمكمُ وتوالى

وأمست بها في كلِّ دارٍ عصابةٌ

تمايل من سكر السرور ثمالا

ولا غرو أَن خف الوقور لمثلهما

ولو كان أربابُ الوقارِ جبالا

ومثلكُ من هزَّ السرورُ بقربهِ

معاطفَ أرباب الحجا وأَمالا

وما أَنت إلاّ رحمة الله أرسلت

على كل همٍ في القلوبِ زوالا

هنيئاً مريئاً غير داء مخامرٍ

لقوم رأوا في النوم منك خيالا

فكيفَ بقوم أبصروا منك يقظةً

محيا ترى الأنوار منها تلالا

فعادوا وقد جلّى تجلّيك عنُهم

هموماً وقد زاد العدوُّ خبالا

سقتَ ملوكَ الأرضِ عدلاً وسيرةً

وباينتهم في المكرماتِ خِصالا

وما اختارك الرحمن إِلا لعلمهِ

بأَنك خيرٌ نيةً وفعالا

أتتك ولم ترحل إِليها خلافةٌ

لتعتاضَ عن عقدِ السفاح حَلالا

أتتك على علم بأن رحيلها

لأكرم منْ شَدّت إليهِ رِحلا

فلم تَثنها عما أرادت بخيبةٍ

ولا خاب راجٍ يمتريك سؤالا

وكمْ رامِها ساعٍ وعاد بحسرةٍ

ولم يعطَ منها في المنامِ خَيالا

وقيلَ له أَين الثريا من الثرى

وفي الشمس بعدٌ أن ترى فتنالا

لها منك يا يحيى رضىً لو ترومهٌ

من الغير رامت ضلةً ومُحالا

وان ابن إسماعيل وهي عليمةٌ

لأكرمُ من مالت إليه ومَالا

رأتك على من لا يعاديك وابلاً

ولكنْ على الأعدا رأتك وبَالا

فأَلقت عصاها واستقرَّ بها النوى

ولا غرو أَلقت مرتعاً وظِلالا

لقد باركَ الرحمنُ في الكل منكما

لصاحبهِ فضلاً ومنَّ ووالي

بك الملكُ يزهو والخلافةُ تنتمي

إِليكَ فتكسوها سنى وجمالا

وتعلمُ أن الله من بعد عثرة

أقام بيحي رجلها وأقالا

وردَّ على الدينا الشبابَ بملكهِ

ووسّعَ للآمال فيه محالا

ولما رجيت المالَ من جور جودهِ

واذلاله وهو العزيزُ منالا

تمنيتُ أن لو صدّض عن قوله نعم

إِذا ما سألناه ومالَ إِلى لا

وأيضا فإن العدل من طبعِ نفسهِ

وهذا وهذا لا يوفّر مالا

وما يستطيع العدلُ من كانَ ماله

يروح يميناً بالندى وشمالا

وفي العدل ما يغني عن الأجر والثنا

عن الجود فيمن لا يمل سؤالا

إلهي وفقهُ من الخير للذي

يكونُ به في الحمدِ أحسن حالا

ودمّر عداه واجعل البأس بينهم

شديداً وزدهُ عِزةً وجَلالا

ولا ترِهِ في غير أَعداه سيئاً

ولا فيه إِلا عزةً وكمالا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نفرتم خفافا للقا وثقالا

قصيدة نفرتم خفافا للقا وثقالا لـ ابن المقري وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن المقري

ابن المقري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي