نفح النصر فميلوا طربا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نفح النصر فميلوا طربا لـ ابن شيخان السالمي

اقتباس من قصيدة نفح النصر فميلوا طربا لـ ابن شيخان السالمي

نفح النصر فميلوا طرباً

هكذا تُبدي الليالي عجبا

وإذا السَّعدُ بدا كوكبُهُ

ليس تَثنيه العوالي والظُّبا

ما على ذي السعد بأس إن أبى

قولَ ذي التنجيم فيما حسبا

ولمن يخدمه الحظُّ فلا

يرتضي إلا المعالي مشربا

ولمن قام على المجد فلا

لومَ أن يعلو الثريا مركبا

وحقيق بتلقي النصرِ من

دوَّخ الأرض وهاداً ورُبَى

ومساعي الناس شتّى ولقد

جعل الله لكلٍّ سبَبا

طُوِيَ الأمرُ على الخلق ولا

بُدَّ أن يأتي من الله النبا

آه ما أحلى حياةً مُزجت

بدماء الخصم من أيدي الظُبا

وصفاح البيض عندي حسن

إن تكن بيضُ الصّفاح السَّببا

أخذت في جدها الحرب مدىً

من رجال حسبوها لَعِبا

كم فتىً شارب كأس ظنَّها

حُلوةً والمر فيما شربا

ضلَّ أهلُ الحلتي عن نهج الوفا

فاستحالت حالها أيدي سبَا

نشرَ السلطانُ أمناً فيهمُ

فاستطالوه فصاغوا مطلبا

والرعايا إن رأوا من مَلْكهم

غرَّةَ الأمن أضاعوا الأدبا

صَدّ عن حربهمُ الوالي سليم

ان والرأيُ له أن يحربا

لكن السُّلطانُ من شيمته

صفحاتُ العفو عمن أذنبا

قد أتوهُ خضعاً في زعمهم

فأزاحَ العفو عنهم رغبا

بعث الوالي إليهم فتية

فاستردت معقلاً منتهبا

فأصابُوا غرة من صحبه

بعد ما انقادُوا ودانوا رهبا

والعِدا يُبدون ما أخفَوْا وكم

من منايا كامناتٍ في الخِبا

وببطن الشر خير وترى

راصد المكروه في الأمن اختبا

وإذا استُنبتَ زرع فعلى

أهله أن يدرءوا عنه الدَّبا

ورأى الوالي نهوضاً لانمِحَا

بَغْيهم فرضا عليه وجبا

فأثارت همم منه على

أرضهم جيشَ مَنونٍ لجَبا

جيش صدق لو يُلاقي جبَلا

شامخاً لا نهدَ منهُ وكَبا

من بني حسَّان أربابِ العلا

وعَليِّ الشهم أزهارِ الرُّبى

وبني معمر هُمْ سمُّ العِدا

وبني رِيسٍ رءوس النجبا

كلهم كانوا لأبنا الوفا

وأباةِ الضيم أماً وأبا

وبهم كم من بطون وردوا

من رءوس الخصم أهنا مشربَا

كل ليث مستطيل الظُفْر لم

يَرمهِ في القِرنِ إلاَّ ثقبا

قف فلا تسمعُ إلاَّ زجلا

ثم قف لم ترَ إلاَّ شُهُبا

لا ترى إلاّ الرزايا حُفَّلاً

حاملاتٍ بالمنايا عَطَبا

فأفاضوا نحو واديهم وما

شاهدوا إلا المنايا سُحُبا

إنما الحلتي ديار زاحمت

في العلا زُهر الدراري منصبا

فكأنَّ الحصن في ذروتها

زُحَل في أفق كيوان ارتبا

ساعفتهُ الشهب أن تضحي لها

من تدليّهن عنه مركبا

وبها أهلٌ أشِدّاءُ أُولوُ

سطوة يرتكبونَ الأصعبا

ما المقابيلُ مدابيرٌ إذا

فرّت الفرسَان رعباً هَرَبا

فتلقَّوهُم بأرواح غلت

وسليمانُ كليثٍ وَثَبا

فكأنَّ الجيش سيلٌ عَرِم

وهم عند تلقِيّه سبَا

وكأنَّ الصُّمْع نار لمعت

ولها الأجسام صارت حطبا

وكأن السيف والهام بها

منبر قامت عليه خُطَبا

يا لها قعقعة من حادث

أسمعتها من جُمادى رجبا

فانتهى أمرُ المقابيل إلى

هرب كم من شجاع هربا

وغدوا أجزا بلاءٍ بين من

فرَّ منها وانتكى وانتحبا

ما بهم جُبن ولكن خذلوا

إذ غدا البغي لديهم مذهبا

جعَلوا أرض صُحار ودبا

من حواليها اعتداءً منهَبا

لم يك الوالي بهَا لكن متى

آب فيها ورآها غضِبا

هكذا البغي ولو قرَّ على

رأس رضوى لغدا منهُ هَبَا

فقضى الرحمنُ بالنصر إلى

عبده الوالي ونال المطلبا

فهو المنصور أصلاً والندى

من يديه السحب حين انسكبا

مدَّهُ بالنصر والشوكة إذ

سار والحظ فجلَّى النُّوَبَا

لكن السلطان قد ازعجه

خبر الوالي فهيَّا مركبا

يا له من مركب لم يجرِ في

مائه حتى يلاقي اللّهبا

فمضى يخترق البحر كما

لمع البرق فأجلى الغيهَبا

ضمَّ بحرَيْنِ فهذا تحته

ذلَّ لكن فوقه ذا ركبا

لكن الراكب أسخى إنه

ليسَ يلقى مُجتَدِيه تعَبَا

فأتى صحماً وبالبشرى أتت

رسل تحملها ريح الصبا

فَتبدَّى راجعاً مستبشراً

كبدوِّ البدر من فوق الرُّبَى

فانتهى والحمد والشكر لمن

خلق الخلق على ما وهبا

هذه حوراءُ قد زُفّت إلى

ملك والمهر منهُ وجبا

رفلت في حُلَل الحسن وما

حطّها إلاَّ زمان الأُدبَا

كنز مدح ليسَ يفنى أبداً

هل لهَا يحصل ما قد وهبا

فإذا ألبسهَا السلطان من

جوده الشامل تاهت طربا

وإذا ما تُليت في مجلس

فاح من مختومها نَشْرُ الكِبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نفح النصر فميلوا طربا

قصيدة نفح النصر فميلوا طربا لـ ابن شيخان السالمي وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن ابن شيخان السالمي

محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي أبو نذير. شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه. وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي. كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان. له (ديوان -ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي