نحن لله ما لحي بقاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نحن لله ما لحي بقاء لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة نحن لله ما لحي بقاء لـ إسماعيل صبري باشا

نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ

وَقُصارى سِوى الإِلهِ فناءُ

نحن لِلَّهِ راجعونَ فمن ما

ت ومن عاشَ ألفَ عامٍ سواءُ

يَفرحُ المرءُ في الصَباحِ وما يَع

لمُ ماذا يُكِنُّهُ الإِمساءُ

وَمتاعُ الدنيا قَليلٌ وما يَل

ذهو به المرءُ من حُطامٍ هباءُ

زهَّدَ الناسُ في الحَياةِ مُلِمٌّ

رَوَّعَتنا بِهَولهِ الأَنباءُ

قَصرَ حُلوانَ كنتَ أَنضَرَ قصرٍ

فيه يحلو وَيُستَطابُ الهواءُ

كنتَ ذا هَيبَةٍ يُحاذِرُها الدَه

رُ وَتَكبو أمامَها البَأساءُ

كيفَ أَصبَحتَ مُستَضاماً وَلِلخَط

بِ إلى رُكنِكَ المَنيعِ ارتِقاءُ

ما كذا عَهدُنا بِعزِّكَ تَرمي

هِ اللَيالي أو يَعتَريهِ انقِضاء

كانَ بالأَمسِ في ذَراكَ أبو العَبّ

اسِ تَحيا بِبشرهِ الأَحياءُ

فَطَوَت بُردَهُ الخُطوبُ وكانت

قبلُ تَشقى بِسَعدهِ وَتُساء

وَيحَ من شَيَّعوهُ قد أَودعوا القَب

رَ كريما يَبكى عليه العلاء

وَاِرتَضَوا بِالبُكا وما الحُزنُ إِلّا

أن تَسيلَ القُلوبُ والأَحشاء

عاش فينا عَذبَ البَشاشَةِ وَالأخ

لاقِ تَروى به النفوسُ الظِماء

وَتَولّى وفي الصُدور من الوَج

دِ عليه ما ليس يُرويهِ ماء

عُطَّلَت مِصرُ من سناهُ كما قد

عُطِّلَت من حُلّيها الحَسناء

كلُّ خَطبٍ في جَنبِ خطبِك يا مِص

رُ يُرَجّى للناسِ فيه عزاء

ما يقول الراثونَ في فقدِ تَوفي

قٍ وماذا تحاوِلُ الشعراءُ

والرَزايا في بَعضِها يُطلقُ القَو

لُ وَتَعيا في بَعضِها البُلغاءُ

إِنَّ مَولاكَ كانَ أَحسَنَ مَن تُز

هى بِأَنوارِ وجههِ البَطحاءُ

كانَ لِلتّاج فوق مَفرقِه ضَو

ءٌ لدَيهِ تُحقَّرُ الأَضواء

كان يجلو دُجى الكوارثِ إن جلَّ

ت بِرَأيٍ تَعنو له الآراء

كانَ أدرى المَلا بكَسبِ ثناءٍ

آهِ لو خلَّدَ النُفوسَ ثَناء

آلَ توفيقٍ الكِرامَ البَسوا الصَب

رَ رِداءً فالصَبر نَعمَ الرِداء

أنتُم الراسخونَ في علمِ ما كا

نَ فقولوا مَن ذا عداهُ الفَناء

أين قومٌ شادوا البِلادَ وَسادو

ها وكانت تَهواهُمُ العَلياء

ملَكوا الأَرضَ حِقبَةً ثمَّ أَمسَوا

وهُمُ في بُطونِها نُزَلاءُ

كلُّ نفسٍ لها كتابٌ وميعا

دٌ إذا جاءَ لا يُرَدُّ قَضاءُ

سُنَّةُ اللَهِ في البَريَّةِ لم يُس

تَثنَ منها الملوكُ وَالأَنبياء

لا أُعَزّيكُمُ وَأَنّي لِقَولي

أن تُعَزّى بِمثلهِ الحُكماء

احمِدوا اللَهَ في العَشِيَّةِ وَالإِص

باحِ فَالبُؤسُ قد تَلاهُ هناءُ

إن يكُن خرَّ من سمائِكمُ بَد

رٌ فعَبّاسُكم به يُستَضاءُ

قد أَرانا العباسُ بعد أبيه

كيفَ تَلقى العظائمَ العُظماءُ

وَرِثَ المُلك عن أبيه فلمّا

قامَ بالأَمرِ دبَّ فينا الرجاءُ

وَاجتَلَيناهُ طَودَ مجدٍ وَسوراً

دارَ منهُ حولَ البِلادِ بِناءُ

حَبَّذا منه همَّةٌ تَترُكُ الصَع

بَ ذَلولاً وَعزَّةٌ قَعساءُ

وَثَباتٌ في طَيِّهِ وَثباتٌ

لِلمَعالي وَحكمَةٌ وَإِباءُ

وَصِفاتٌ عن كُنهِها يَعجزُ الوَص

فُ وفيها يُستَغرَقُ الإِحصاءُ

دامَ يَكسو الزَمانَ حُسناً وَيُسدى

أَنعُماً لا يَشوبهُنَّ انتِهاءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نحن لله ما لحي بقاء

قصيدة نحن لله ما لحي بقاء لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي