نبكي الشباب لحاجات النساء ولي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نبكي الشباب لحاجات النساء ولي لـ ابن الرومي

اقتباس من قصيدة نبكي الشباب لحاجات النساء ولي لـ ابن الرومي

نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي

فيه مآربُ أخرى سوفَ أبكيها

أبكي الشبابَ لرَوْقٍ كان يُعجبني

منه إذا عاينتْ عيْني مرائيها

ما كان أعظم عندي قدرَ نعمته

لنفسه لا لخوْدٍ كان يُصبيها

كانت لعينيَ منهُ قُرةٌ عَجبٌ

دونَ العيونِ اللواتي كان يَرْقهيا

ما كان أكثر إعجابَ النساءِ به

والنفسُ أوجبُ إعجاباً بما فيها

كم كان يُونقُ من عين تَقَرُّ به

وكان يونقُ من أخرى يبكّيها

كم كان يجلو قذى عينٍ برونقهِ

حتى إذا جال فيها عاد يقذيها

تَغدو النساءُ فترميه بأعيُنها

فبالسهام التي فَوَّقن يرميها

يثني عليهن نبلاً ظَنَّ مُرسلها

أنْ ليسَ شيءٌ من الأشياء يثينها

أبكي الشباب للذّات القنيص إذا

ثَقلت عنها وغاداها مُغاديها

هناك لا ميعةُ الشبان تبعثُني

لها ولا النفسُ عن طوعٍ تُخلِّيها

فإن غدوتُ فعنْ نفسٍ مكلَّفةٍ

مثلَ الحسير يُزجِّيها مزجِّيها

أبكي الشبابَ للذات الشَّمولِ إذا

غنَّى القيانُ وحثَّ الكأسَ ساقيها

هناك لا أنا مرتاحٌ فشاربها

ولا أخو سلوةٍ عنها فساليها

كم زفرةٍ لي ملءَ الصدرِ حينئذ

عن حسرةٍ في ضمير القلب أطويها

أبكي الشبابَ لنفس كان يُسعِفُها

بكلِّ ما حاولتهُ من ملاهيها

أبكي الشبابَ لآمالٍ فُجعتُ بها

كانت لنفسيَ أُنساً في معانيها

أبكي الشبابَ لنفس لا ترى خلفاً

منه ولا عِوضاً مذ كان يُرضيها

أبكي الشباب لعينٍ كَلَّ ناظرُها

بعد الثقوبِ وحار القصدَ هاديها

عينٌ عَهدتُ لها نبلاً مُفوَّقةً

تُصمِي وتُنمي فأَشَوى الآن راميها

أبكي الشبابَ لأذن كان مَسْمعها

وقد يُجابُ على بعدٍ مناديها

أذنٌ وإن هي كَلَّت ما عهدتُ بها

وقراً سوى وَقْرها عن لَوْمِ لاحيها

أبكي الشباب لكفٍّ مُنَّ ساعِدُها

وقد تَردُّ وتلوي كفَّ لاويها

كفٌّ عهدتُ ثمارَ اللَّهوِ دانيةً

منها فقد قَلصتْ عنها مَجَانيها

كان الشبابُ وقلبي منه منغمسٌ

في فرجةٍ لستُ أدري ما دواعيها

رَوْحٌ على النفس منه كان يُبردها

بَرْدَ النسيم ولا ينفكُّ يُحْييها

كأن نفسي كانت منه سارحةً

في روضةٍ بات ساقي المُزنِ ساقيها

كأن نفسي كانت منه يَفْعَمُها

نسيم راحٍ وريحانٍ يُحَيِّيها

كأن نفسي كانت منه لاقيةً

في كل حالٍ يَديْ حبٍّ يُعاطيها

من مات ماتت كما قد قيل حاجتُه

إلا الشبابَ وحاجاتٍ يُبَقِّيها

يَمضي الشبابُ ويُبقي من لُبانتِه

شجواً على النفسِ يَشجوها ويُشجيها

ليتَ اللبانة كانت تنقضي معه

أو كان يبقَى ويَبقى الدهر باقيها

كلا ولكنه يمضي وقد بقيتْ

في النفس منه بقيّاتٌ تَعَنّيها

وإن أبرحَ ما استوْدَعَتهُ خَلداً

لبانةٌ لك لا تسطيعُ تقضيها

وكانت النفسُ ينهاها إذا غويتْ

ناهٍ سواها فمنها الآن ناهيها

شرح ومعاني كلمات قصيدة نبكي الشباب لحاجات النساء ولي

قصيدة نبكي الشباب لحاجات النساء ولي لـ ابن الرومي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن الرومي

علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.[١]

تعريف ابن الرومي في ويكيبيديا

أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، وقيل جورجيس، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الرومي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي