مولاي بشرى بالزمان المقبل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مولاي بشرى بالزمان المقبل لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة مولاي بشرى بالزمان المقبل لـ ابن فركون

مَوْلايَ بُشْرى بالزّمانِ المُقْبِلِ

وبما جَلا من وجْهِهِ المتهَلِّلِ

زمَنٌ لبُشْراهُ ورائِق بِشرِه

يرْتاحُ كُلُّ مكَبِّرٍ ومُهَلِّلِ

زمنٌ جَلا وجهَ الفُتوحِ كأنّهُ

شمْسُ الظّهيرةِ قد بدَتْ للمُجْتَلي

وافَى من الفَتحِ المُبينِ بكلّ ما

بهَرَ العُقولَ ولمْ يدَعْ من مَعْقِلِ

ترْتاحُ أعْلامُ الجهادِ خَوافقاً

تهْفو بها ريحُ الصَّبا والشّمْألِ

هذا الجهادُ وإنّ مِثْلَك يقْتَدي

فيهِ بآثارِ النّبيّ المُرسَلِ

هذا الهُدى قد لاحَ نورُ صباحِهِ

يَهْدي سبيلَ الرُشْدِ كُلَّ مُضَلّلِ

هذي الفُتوحُ تجلُّ عنْ إخْفائِها

فالحالُ ناطِقَةٌ بشرْحِ المُجْمَلِ

وافَتْكَ خافِضةً لديكَ جناحَها

وعِمادُ مُلْكِكَ يسْتقِلّ ويَعْتَلي

فانْهضْ لِما قد شِئتَ غيرَ مُدافَعٍ

تفْتَحْ بسَعْدِكَ كُلّ بابٍ مقْفَلِ

حلّ العُداةُ بمأمَنٍ أجْهدتَهُمْ

فيهِ بيُمْنِ جِهادِكَ المُتقَبَّلِ

للهِ منكَ مناقِبٌ بصِفاتِها

طاولْتَ أمْلاكَ الزّمانِ الأوّلِ

لله منْكَ مكارِمٌ ومآثِرٌ

مَن للرّشيدِ بها وللمُتوكّلِ

وجْهٌ إذا لاحَتْ أشعّةُ نورِه

يُجْلى الدُجى بصباحِها المتَهلِّلِ

كفٌّ تعُمُّ القاصِدينَ هِباتُها

فتكُفُّ غائلَةَ الزّمانِ المُمْحلِ

تُنْضي حُسامَك في الوَغى فتخالُهُ

نهْراً بدَوْحٍ للقَنا متهَدِّلِ

وتهُزُّ ذابِلَك المقوَّمَ وهْوَ في

ليلِ العَجاجةِ كالشِّهاب المُشْعَلِ

فلأنتَ منصورٌ وسيْفُك قاهِرٌ

وحِماكَ مأمونٌ وقدْرُكَ مُعْتَلي

شيمٌ لأنصارِ النّبيّ حديثُها

يرْويهِ منكُمْ آخِرٌ عنْ أوّلِ

ولأهْلِ أندلُسٍ بكَ النّصْرُ الذي

وردُوا بهِ للفتْحِ أعذَبَ منْهَلِ

من مِثْلُ مَولانا الخليفةِ يوسُفٍ

ملِكٌ صِفاتُ كمالِه لمْ تُجْهَلِ

ملِكٌ يقسِّمُ حربَهُ أو سَلْمَهُ

بينَ الكتائِبِ والكتابِ المُنزَلِ

ما جالَ في آفاقِها متطلِّعاً

إلا وحَلّ كُلّ خَطْبٍ مُعْضِلِ

يا ناصرَ الدّين الذي بوجودِه

نادَى الهُدى بُشْرَى لكُلِّ مؤمِّلِ

أرسَلْتَ في الآفاقِ ديمَة رحْمةٍ

نَعِمَ الوجودُ بجَوْدِها المُسْتَرْسِلِ

ورفَعْتَ قدْرَ أخيكَ تاليكَ الرّضى

قُطْبِ الرّحى الأهْدَى أبي حسَنٍ عَلي

أتْبَعْتَهُ منْ جُنْدِ نصْرِكَ ما به

أوهَنتَ كيْدَ الكافِرِ المتحَيِّلِ

فرعَتْ ثَنايا المُعْتَدينَ كُماتُهُ

بعزائمٍ تمضِي مَضاءَ المُنصُلِ

وبك اهْتدى في الحرْبِ لمّا أن بدَا

والدّينُ قد آوَى لأمْنعِ مَوئِلِ

وبكَ اقْتدى في الرّوْعِ لمّا حلّ من

صدْرِ الكَتيبةِ في الرّعيلِ الأوّلِ

لما الْتَقى الجَمْعانِ في أرْضِ العِدى

ورمَيْتَ جمعَهُمُ ببأسٍ مُعْجِلِ

نادَى بأبْطالِ الجِهادِ ألا اقدُمُوا

وأجالَ فيهِمْ نظرةَ المتأمّلِ

فتسارَعوا طرّاً إلى داعِي الهُدَى

والرّومُ عن سُبُلِ النّجاةِ بمعزِلِ

ضاقَتْ عليْهِمْ أرضُهُمْ فتوقّفوا

والماءُ يجمَعُ نفسَهُ في الجَدولِ

وتجمّعتْ فِرَقُ العِدا ثمّ انثَنَتْ

ما بيْنَ مُنْهَزِمٍ وبيْنَ مُجَدَّلِ

شالَتْ نَعامَتُهُمْ سريعاً بعْد ما

وقَفوا وُقوفَ الخاضِعِ المتذَلّلِ

وتسلّلوا طوْعَ الفرارِ وجَمْعُهُمْ

قدْ رِيعَ بينَ مذلَّلٍ ومُضلَّلِ

وأتى وقد نالَ الذي قد شاءَه

من مَقْصَدٍ أسْنى وصُنْعٍ أجْمَلِ

فاهْنأْ بمَقْدَمِه الرّضى وحُلولِهِ

من دارِكَ العُلْيا بأشْرَفِ منزلِ

واهْنأ بأسْعَدِ موسمٍ وانعَمْ بهِ

فوُرودُهُ يقْضي بنَيْلِ المأْمَلِ

وإليْكَها يا خيْرَ مَن وثِقتْ يَدي

منهُ بأكْرمِ واهِبٍ مُتفَضِّلِ

وبِملْكِ رِقّي أيُّها المَلِكُ الرّضَى

لكَ لا بما أُبْدي لديْكَ توَسُّلي

لازِلتَ منْصورَ اللّواءِ مؤَيّدَا

تكْفي العِدَى في الحالِ والمستَقبَلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مولاي بشرى بالزمان المقبل

قصيدة مولاي بشرى بالزمان المقبل لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي