من لي بغان وجهه كالصباح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من لي بغان وجهه كالصباح لـ عبد الرحمن العيدروس

اقتباس من قصيدة من لي بغان وجهه كالصباح لـ عبد الرحمن العيدروس

من لي بغان وجهه كالصباح

في الخلق والخلق يفوق الصباح

قوامه غصن وأثماره

من رام يحصيها أتى بالجناح

لو لم يخف أسياف ألحاظه

لغرد القمري فيه وصاح

خوط من البانات لكنه

يبدي لنا من فيه زهر الأقاح

ويظهر الرمان من صدره

كيما يرينا الجد فيه مزاح

غنى فناديناه يا بلبلا

فقال ليس العجم مثل الفصاح

بي حسن شعره مرسل

فيه فساد الحب عين الصلاح

لو لم يخف غصن النقا قده

لما عليه صادح الورق تاح

والبدر قد خجله وجهه

لذا عليه مدمع السحب ساح

حليفة الأسقام أجفانه

هذا وما للنوم عنها براح

وبحر فيه طيب سائغ

وهو الذي فيه اللآلي الصحاح

منبهم الخصر ولكن له

ردف عظيم كامل في اتضاح

هذا ثقيل مثل عذاله

وذاك في خفته عقل لاح

والخال في نطع الدما خلته

لصا وقد هزت عليه الرماح

طفل يقول المجتلى نوره

هذا غذاه قرص شمس وراح

ما إن بدت أنواره في الدجى

إلّا اكتسى الديجور ثوب الصباح

وغنت الأطيار في دوحها

ظناً بأن الليل ولي وراح

كم قال أختي الشمس في ضوئها

والبدر لي عبد وكل الملاح

ريم إذا ما ريم قرباً يرى اللق

يا حراماً والتنائي مباح

كي لا أراه في منامي سبى

نومي فكم لي في النواحي نواح

واعجب له شمساً مشى في الثرى

وجؤذراً يصطاد ليث الكفاح

يا قلة الأنصار في هاجر

ما زال لي في غدوة أو رواح

وهل جناح في سبيل الهوى

لو راش بالتقريب من الجناح

يا ليته حيا فأحيا الحشا

وقت اقتراح كان في وقت راح

كم صاح بي يا صاحبي نحوه

داعي انكسار في الهوى واطراح

رعيا لوقت فيه قد زارني

وقال بعد البخل يحلو السماح

وحليه السيت يصغي إلى

شعري وكم ساجلت فيه الوشاح

هناك تمت لي على ثغره

ولاية فيها لخيلي جماح

وكان لي ما كان من حالة

فيها غبوق طاب لي واصطباح

من قده واللحظ اسطو على

من قد نهاني بالقنا والصفاح

في روضة غنا بها صافحت

كف الروابي وافدات الرياح

بكى ولي الغيث في سواحها

وراح يمشي في رباها وساح

وغرد الشحرور في بانها

لما ازدها سكراً بماء قراح

هذا ولي شوق إلى ما مضى

يحكيه شوقي نحو بحر السماح

أعنى بديع الوقت حسانه

سلمان بيت المجد سعد الفصاح

سلطان فضل من علوم الهدى

بين الورى يسمو بأبهى سلاح

معتز هذا العصر مأمونه

أمينه المنصور بدر الصلاح

عفيف دين الله من قد سمت

أوصافه الحسنى بخير البطاح

يبدي لنا القاموس من لفظه السا

مي على ما أحرزته الصحاح

للَه من خل قديم الأخا

به اعتلى حمد لنا وامتداح

ما راعني يوماً وكم لي رعت

أخلاقه العليا بأعلى انشراح

وكم لجيش الهم والغم من

راحات منثور وانظم أزاح

أكرم بذي علم كبحر طمي

لكنه عذب وبالطيب فاح

أعظم بذاك الفرد من جامع

في نثره والنظم حاز الفلاح

يا أيها المولى الذي بعده

عنى يصيب القلب منه انقراح

لا زلت لي ترعى عهود الوفا

كيما بها أزهو بأعلا ارتياح

وكم يروح الروح في راحة

وحاسدي يمسي بآه وآح

وهاك بكراً تزدهي بهجة

كالدر في جيد الغزال الرداح

وحملها والفصل في ساعة

وهي التي كانت بغير السفاح

واسلم ودم مولاي في نعمة

تترى على مر المسا والصباح

شرح ومعاني كلمات قصيدة من لي بغان وجهه كالصباح

قصيدة من لي بغان وجهه كالصباح لـ عبد الرحمن العيدروس وعدد أبياتها خمسون.

عن عبد الرحمن العيدروس

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني. أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر. له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و (تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و (تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و (ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط) ، و (العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.[١]

تعريف عبد الرحمن العيدروس في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس (1135 - 1192 هـ) شيخ وشاعر متصوف من آل البيت النبوي من بلاد حضرموت باليمن. كان له صيت واسع ومكانة محترمة ولا ترد له شفاعة. رحل إلى كثير من الأقطار، إلى الهند والحجاز ومصر وفلسطين وسوريا وتركيا، واستقر بمصر بعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والدعوة والسياحة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي